fbpx
دام عزك ياجنوب

 

كتب | عبدالرحمن الطحطوح 

صحيح ان الوطن الذي ننشده لا يزال مسلوباً وكل ذرة من رمالة لاتزال ترزح تحت وطأة المحتل  , وطريق استعادته لا يزال شائكاً ودماء الأبطال لا تزال تراق من اجل اعادته  إلى حيث يجب ان يكون , الا ان مجرد الشعور بالانتماء اليه قد اعاد الينا روح الحياة وذقنا من خلال هذا الشعور طعم الانتماء للوطن والارتماء في أحضانه , انها حكاية جيل بأكمله لم يذق طعم هذا الشعور الا يوم ان قرر أصحاب الهمم ركوب المخاطر وتحدي الصعاب لاستعادة حق مسلوب وفي داخل هذا الحق كل معاني الحياة التي ينشده كل ويتوق اليها كل حر  .

ان أي ثورة لا يشعر أصحابها بانهم يناضلون من اجل هويتهم وثقافتهم وحقوقهم المسلوبة ليست ثورة , واي ثورة تقوم من اجل إسقاط رئيس وتبديله بآخر ليست من الثورة في شي , ولذلك فقد اختلطت على الناس وخصوصا في الشارع العربي كثير من الامور وحُرفت بفعل فاعل كثير من  المفاهيم عن الثورة وأهدافها , حتى غرر بالكثير من الشباب وزج بهم تحت مسميات ثورية اتضح لهم فيما بعد انها  مجرد أحداث سياسية بين أطراف متصارعة على السلطة كل يريد إزاحة الآخر على حساب وتضحيات هولاء الحالمين بالتحرر والانعتاق .

ان كل معطيات الثورة الحقيقية تتوفر في ثورة الجنوب , فهي ثورة استعادة الهوية وثورة استعادة التاريخ وثورة استعادة الأرض أي انها  ثورة جامعة ولن تقبل باحد الأهداف دون الآخر وكل هدف يتحقق كفيل بتحقيق الأهداف الأخرى لانها مترابطة ارتباط السوار على المعصم , ولذلك فان ابناء الجنوب لم ينخدعوا بتنصيب رئيس لدولة الاحتلال من الجنوب لانه لم يكن يوما ماء مجرد خاطرة ثورية تمر على هامش سجلات نضالهم , ولم يزحزح موقفهم من ذهب الى حوار الموفنبيك تحت مسمى جنوبي لانه لم يكن يوما من الايام هدف من اهدف ثورتهم ان يرسلوا من يحاور المحتل الذي يهدف من خلالهم الى شرعنة احتلاله  .

خلاصة القول ان الثورة الجنوبية لن توئد وان مشاريعها التحررية لن تتعطل حتى وان طال عليها الأمد لأنها وجدت لتبقى فقد انارت القلوب بعد ان عمد المحتل الى اطفاء كل معالم التنور  فيها , وأيقظت الهمم بعد ان بذل المحتل كل ما بوسعه لتحطيم المعنويات وجعل اليأس والقنوط يخيم في كل النفوس , لقد اصبحت هذه الثورة وعلى رغم المخاطر والتحديات هي الحياة التي يعبّر من خلالها ابناء الجنوب حبهم واعتزازهم وفخرهم بوطنهم حتى وان كانت تلك المشاعر تقابلها رصاصات المحتل المتوجهة الى الصدور .