fbpx
متشددون يشكلون شرطة دينية بعدن ويثيرون الرعب وسط صمت السلطات
شارك الخبر

يافع نيوز – عبدالاله سميح

تشهد عدن، جنوبي اليمن، نشاطاً واسعاً لجماعات دينية متشددة مجهولة الهوية، تمارس مراقبة المواطنين وزوار المدينة وسواحلها، مدّعية “الأمر بالمعروف ونهيها عن المنكر”، بطريقة قاسية تصل أحياناً إلى القتل، فيما تقابل السلطات الرسمية ذلك بنوع من التغاضي والتجاهل.

ويقول هؤلاء الشبان إنهم معنيون بتطبيق الشريعة الإسلامية، والنهي عن الرذيلة والمنكر ومنع الإختلاط، بينما يهددون من يعترض طريقهم بالعنف والملاحقة والإعتداء.

قبل أيام، فوجئت مجموعة من نشطاء وناشطات المجتمع المدني بخمسة أشخاص ينتمون لهذه الجماعات يقتحمون جلستهم الودّية في أعتق مقاهي عدن، بعد أن طلبوا منهم سابقاً عدم الإختلاط، وبحسب روايات النشطاء لـ”إرم” فإنّ هؤلاء المتشددين قد كفّروهم وأخرجوا رفيقاتهم من الملة بسبب جلوسهم جنباً إلى جنب، وتطوّر الأمر لاحقاً إلى الإشتباك بالأيادي.

يقول خالد علي وهو مدرس تربية إسلامية لـ”إرم” إن هناك ضوابط شرعية موضحة للقيام بمهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، منطلقة من حديث النبي صلى الله عليه وسلم :”من رأى منكم منكرا فليغيره…”، وجُعل دور المجتمع هو النصح باللسان، أما التغيير باليد فهو دور ولي الأمر الممثل بالسلطات الرسمية وأجهزة الضبط، ولا يصح لهذه المجموعة التغيير يدوياً، وتنصيب أنفسهم دعاة وقضاة في ذات الوقت.

وذهب “خالد” إلى القول “إنّ هناك مجموعة كبيرة من الشباب المتحمس متأثرون بفكر تنظيم القاعدة، وأصبح لدى العديد من المُغرر بهم تصورات أنهم بهذه الطريقة يرضون الله”، متابعاً “هؤلاء يظهرون في المجتمعات التي يقل فيها العلم وتكون هيبة القانون ضعيفة”.

في المقابل، لم تعترف الجهات الرسمية ممثلة بإدارة أمن محافظة عدن بوجود هذه الجماعات، وقال العقيد محمد مساعد مدير مكتب أمن عدن لـ”إرم” إن هذه الجماعة غير موجودة البتة، والأجهزة الأمنية تقوم بدورها على أكمل وجه في حماية المواطنين وحرّياتهم، بدليل عدم وجود أي بلاغ رسمي ضد هذه العناصر المفترضة.

واستغرب الكاتب الصحفي صلاح السقلدي تغاضي السلطات الأمنية لمثل هذه المضايقات التي يتعرض لها أهالي عدن بشكل مستمر، وقال إن السلطات بهذه الطريقة تبرر لمثل هذه التصرفات وتتهاون إزاءها، وهو ما يعيد إلى الأذهان جماعات أخرى تشكلت قبل 19 عاماً في جنوب اليمن تحت مسمى (أنصار المباحث) مرتكبة العديد من الانتهاكات والمخالفات تحت راية إنهاء المنكر.

وأضاف في حديثه لـ “إرم” إنّ هذه الجماعات غير معنية بتطبيق الشرعية الإسلامية، فهي تمارس أساليب مروّعة خارج سياق القانون، مشابهة في أساليبها للعصابات، وهي تحاول أن تصبح شرطة دينية، مضيفاً: “ذلك لا يعني أنّ هذه الجماعات لا تحظى بدعم وتأييد قوى الحكم في صنعاء، ودور الجهات الأمنية السلبي يعزز ذلك بشدة”.

وأشار السقلدي إلى أن المجتمع في الجنوب وتحديداً في عدن لا يمكنه العيش خارج أسوار دولة النظام والقانون، ولا يقبل بإقحام الدين بالحسابات السياسية، لافتاَ إلى أن هنالك مساع حثيثة لإدخال الجنوب في دوامة فوضى واسعة النطاق، خصوصاً مع اقتراب نهاية الحوار بصنعاء وفرض مخرجاته على الجنوب .
” ارم الامارتية “

أخبار ذات صله