بقلم / وجدي صبيح
بعد ذلك اللقاء والحديث الذي جراء بيني وبينه زادة عزيميتي وقوية ايرادتي واخذت قلمي بعنف وغضب وحاولت ان اكتب تلك العبارات والكلمات التي لطالما ترددت في كتابتها ولطالما تهربت منها لعلى الله يحدث بعد ذلك امرا ولطالما تجاهلت الخوض والغطس في اعماقها المتشعبه ولطالما تجاوزتها في احاديثي ومقالاتي الا ما ندر . انها كلمات النقد الذاتي وعبارات الادانه والعتاب الاخوية انها تلك الكلمات وصداها الموجع انها تلك الكلمات المحبطة للهمم والعزم انها الكلمات الجارحه والمحزنه التي مازال اثرها ونتاجها موجود فينا ومؤثر على مسيرة نضالنا وسمعته وخصوصا اننا قد وصلنا اليوم الى هذا المستوى في ثورتنا ونضالنا وتضحياتنا وجهودنا وانجازاتنا ومازالت تلك المنغصات والهادمات والخلافات في ذروتها بين قادتنا ورئسانا وزعمانا الامر الذي لم اكن ولم يكن الكثير يتوقعونه وينتظرونه ويترقبونه من اولئك الحكماء والمحنكين المحسوبين على قيادة هذه الثورة وقيادة هذا المعركة الفاصلة في تاريخ الجنوب وتاريخ نضاله الوطني التحرري الذي امن به الانسان هنا وبذل لاجله الارواح والانفس والمهج ويسبذل عديل ذلك او اكثر حين يتطلب الامر ذلك .
اقول لك يا صديقي دعك منهم فشعب الجنوب ليس في حاجه لهم وليس في حاجه لجهودهم قاتلهم الله ايخذلوننا ويتخلونا عن مطالبنا المنادية بتوحيد الجهود وتوحيد الصفوف وتوحيد القيادة الا ينظرون ويبصرون الى الشعب عن ايمانهم وعن شمالهم متوحد ومتلاحم الايبصرون الى تلك التضحيات الجباره التي يقدمها الناس هنا الا يبصرون اولئك الشهداء والمعتقلين والجرحى الذين يتخطفهم الاحتلال من حولنا الا يبصرون الى تلك المعاناة التي يخوضها ويتحملها المغلوب على امرهم هنا الا يبصرون صدقنا واخلاصنا لوطنا وقضيتنا الا يبصرون جديتنا واصرارنا الا يعلمون انهم عبئا علينا وعلى ثورتنا الا يعلمون انهم بتصرفاتهم تلك يقفون في صف الاحتلال ضدنا وضد جهودنا الا يعلمون انهم يكسرونا ايرادتنا ويقمعونا انجازاتنا التي بذلنا لاجلها كل شي الايعلمون ان وجودهم وحضورهم بهذه الصور وهذه الطريقة شر من غيابهم وتخليهم عنا وعن ثورتنا .
يا صديقي ان متاكد ان هناك الكثير منهم يبذل قصار جدهده ووقته لاصلاح ذات البين وان متاكد ان منهم من بذل كل شي لاجل هذه القضية باخلاص وتفاني لا لشي غير مصلحة الوطن ومتاكد انهم لن يبقوا كثيرا على هذا المسار وسوف يعيدوا النظر في سياستهم وطريقتهم التي عفى عليها الزمن ويلتحموا بهذا الشعب العظيم ويفتحوا صدورهم لبعضهم والنصر قريب باذن لله .
