fbpx
لم يخطئ يحيى الراعي في توصيف السفيه الحزمي

يوصف قوم يأجوج ومأجوج الذين أتوا على الأخضر واليابس في الجنوب بعد حرب صيف 1994م السيئة الصيت بأنهم أهل “نهب ونخيط” لأنهم من أهل العصبيات التي ظلت على جاهليتها ولم تحتك بالمدينة وذلك لخلو مجتمعاتهم من الهامش الحضري بصرف النظر عن دماثة خلق الهاشميين الذين يستمدون سلوكهم ومواقفهم من قيم الدين الحنيف ولأنهم نشأوا في بيئة خالية من التوتر والاضطراب الناتجين عن تركيبتهم الذهنية والنفسية، لأن أحد المسلمين سأل الحبيب المصطفى: وصني يا رسول الله! قال له صلوات الله عليه وسلم: لا تغضب.. أوصني يا رسول الله! فرد عليه مرة أخرى: لا تغضب! والمؤمن لا يكون طعاناً ولا لعاناً وقوم يأجوج ومأجوج غارقون حتى أذونهم في النهب والنخيط والطعن واللعن.

هذا هو محمد الحزمي ينحاز مع كل أبناء الشمال (حاشدهم وبكيلهم جندهم وتهاميهم وغيرهم) ومع نفر قليل من الجنوبيين الذين ربطتهم مصالح بنظام قبيلة حاشد وسنحان وسبحان مغير الأحوال فبعد أن سحلوا العلماء في حضرموت هاهم اليوم يدافعون عن الوحدة ويرفضون حتى الفيدرالية وهو ذات الكلام الذي يكرره ولي نعمتهم الأفندم علي (صالح أو محسن) والشيخ حميد الأحمر وراحوا يسفهون الجنوبيين وقذفوهم بأوصاف وعبارات ما أنزل الله بها من سلطان، حتى العدالة الانتقالية تعرضت للسفه عندهم عندما أرادوا تتويه الأعضاء بمطالبتهم بمحاسبة النظام الحاكم منذُ عام 1992م مع أن محور القضية هو الملف الجنوبي.. ملف شعب ودوله وأراضي وثروات وبحار وأجواء تعرضت للنهب بعد الحرب السيئة الصيت التي شنت على الجنوب ولم تشن على الشريك في الوحدة لأن العدالة الانتقالية في اندونيسيا حصرت في الجنرال سوهارتو ولأن الرجل كان معترفاً فقد اعترف بكل شيء لصالح وطنه (على عكس قوم يأجوج ومأجوج الذين لا يعترفون بوطن) فأقر بأنه يملك (44) مليار دولار (وهو نفس الرقم الذي يملكه علي عبدالله وعلي محسن صالح وحميد الأحمر ومن لف لفهم  من حيتان حاشد وسنحان) فقالوا له : اسقط الثلثين لصالح الشعب الاندونيسي فوافق وقالوا له: وعليك أن تدفع ثلاثة مليارات دولار لتعويض ضحايا نظامك فوافق ثم صاح في وجوههم: بقيت لي سبعة مليارات دولار سأنتقل بها للعيش في الخارج فقالوا له على الرحب والسعة يا جنرال وغادر الجنرال بلاده وسط رضا شعبي.

من ضمن قوم يأجوج ومأجوج كان محمد الحزمي الذي تعود على التفوه بعبارات نابية ونامية والاصطياد في الماء العكر من ناحية أخرى منها أن قال أن الحكم الآن بأيدي الجنوبيين: رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء  ووزير الدفاع منهم، نعم هم منّا لكنهم جنوبيون يعيشون في أرض حاشد وبكيل وهم في خطر على حياتهم وساخطون على قرارات يقررونها ولا تنفذ لأنهم في واقع تديره عصابات منذُ 17 يوليو 1978م لصالح علي عبدالله وشركائه من حيتان حاشد وسنحان أثرى أثرياء العالم.

اتهم هذا السفيه الحزمي الجنوبيين بأنهم “زمموا الدنيا والدين والحرية والكرامة الإنسانية حتى منّ الله علينا وإياهم بالوحدة”أي وحدة يا حزمي وقد سلب الغزاة بعد حرب صيف 1994م كل أراضي الجنوب وبتروله وغازه وثروته السمكية ومحاجره ومناجمه وكل ذلك ينهب وفق نظام الكوتات.. أي وحدة تتحدث عنها يا سفيه وكل البلاد تدار بهاتف واحد.. بلا نخرها الفساد نخراً بحيث يصل هوى النهب للموازنة العامة والاعتمادات حوالي 60% وفق تقارير دولية.

صفة “السفيه” أطلقها الأخ يحيى الراعي، رئيس مجلس النواب على محمد الحزمي، عضو كتلة الإصلاح في المجلس وذلك في جلسته المنعقدة يوم الأربعاء 4 يوليو 2012م (أي قبل 15 شهراً) عندما اتهم الحزمي هيئة رئاسة المجلس بعدم إبلاغه بموعد حضور الجانب الحكومي للرد على الاستفسارات المقدمة من الأعضاء فرد عليه الراعي “أنت تأخرت عن الجلسة أنت تشتي واحد ينقل لك المجلس إلى البيت” ثم قال الحزمي: يجب إعادة النظر في رئاسة المجلس “فرد عليه الراعي مرة أخرى: ماناش في بيت أبوك يا سفيه” الأمر الذي دفع بالحزمي لمغادرة قاعة المجلس.. إلى آخر الخبر (“الشارع”  الخميس ، 5 يوليو، 2012م).

هؤلاء القوم تحركهم اهواء قبلية  التي تحدد تجيير الموقف وتعديل المزاج فهذه صحيفة “الأيام” المقهورة تنشر في عددها الصادر يوم الأربعاء 19 مارس 1997م تصريحاً للزنداني: “آمل أن تكون دوائر عدن من نصيبنا لما عرف عن أهلها من حب لدينهم”

فأنت يوماً عندهم علماني ويوماً مسلم.. يوماً ألماني ويوماً آخر: سنحاني.. تجد أقوالهم كريشة في مهب الريح لا تستقر على حال.

اللهم افتح بيننا وبين قومنا وأنت خير الفاتحين.. آمين!!.

 

* نقلاً عن القضية