fbpx
القدس العربي : صراعات عميقة حول القضية الجنوبية بين هادي وخصومه
شارك الخبر
القدس العربي  : صراعات عميقة حول القضية الجنوبية بين هادي وخصومه

القدس العربي – خالد الحمادي

شهد مؤتمر الحوار الوطني فياليمن أمس انحدارا خطيرا قد يلقي بظلال سلبية على كل الجهود التي بذلت طوال الستة اشهر الماضية من فترة انعقاده، والتي قد تعيد الصراع السياسي اليمني إلى المربع الأول وتخرجه عن مسار الحل الذي ينشده الجميع. 
وانعقدت الجلسة الختامية المفتوحة لمؤتمر الحوار الوطني صباح أمس في ظل غياب ممثلي أهم مكونات مؤتمر الحوار، وهم ممثلو القضية الجنوبية وممثلو جماعة الحوثي المسلحة بصعدة وضعف التمثيل الخارجي.
وتغيب عن الحضور الخارجي لهذه الجلسة الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني، وكذلك السفير السعودي بصنعاء علي بن محمد الحمدان، رغم أنهما المهندسان الرئيسيان للمبادرة الخليجية، وربما يكون غيابهما مقصودا للاعتراض على تهميش الدور الخليجي في مجريات مؤتمر الحوار الوطني الذي احتكرته الأمم المتحدة، وربما للنزعة الخليجية باتجاه دعم الحراك الجنوبي للمطالبة بالانفصال. 
وشهدت الجلسة الختامية المفتوحة لمؤتمر الحوار الوطني، والتي ستستمر نحو أسبوعين، ملاسنات شديدة اللهجة بين أقطاب القضية الجنوبية، وتحديدا بين الرئيس عبدربه منصور هادي، وبين رئيس فريق القضية الجنوبية في مؤتمر الحوار محمد علي أحمد، حيث قاطع الأخير الجلسة الختامية مع اغلب اعضاء لجنته، اعتراضا على عدم القبول بطروحاتهم بشأن حل القضية الجنوبية.
ووجه هادي كلمة قاسية لمحمد علي أحمد ومن وقف الى جانبه بالقول ‘المتاجرون بالقضية الجنوبية سيجدون أنفسهم خارج التاريخ’، وسارع محمد علي أحمد بالرد عليه في بيان صحافي بالقول ‘إن من دخلوا الجنوب على ظهور الدبابات في حرب 1994 مع علي عبدالله صالح لن يرحمهم التاريخ’، في إشارة الى الرئيس هادي الذي قاتل الى صف صالح في تلك الحرب.
وطالب هادي أن ينصاع الجميع للمصالح الوطنية العليا وقال علينا ‘أن نستلهم دائماً روح التضحية ونكران الذات وأن نترفع فوق المصالح الشخصية الحزبية الضيقة ونغلب مصلحة المجموع، فوق الخلافات، فالخلافات غالباً لا تستعر إلا عندما تستحوذ على عقولنا أساليب وطرق للكسب الحزبي والشخصي المتعارض مع المصالح الوطنية العليا’.
وقال هادي في كلمته في تدشين الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار ‘مؤتمرنا هذا إنما وجد لوضع حلول لكل مشاكل اليمن من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، ويخطئ من يظن أن بإمكانه حرف مسار الحوار الوطني لخدمة أفراد أو جماعات أو حتى أحزاب على حساب مطالب الشعب بأكمله’.
واضاف ‘شعبنا اليمني الحر قد شب عن الطوق وهو يرقب مخرجات مؤتمركم هذا بعين حصيفة ولم تعد تنطلي عليه الأعيب السياسة ومكائدها، وعلينا جميعاً أن نكون على مستوى التحديات الكبيرة سياسياً واقتصادياً وأمنيا،ً فالتحديات الكبيرة بحاجة إلى رجال ونساء كبار يكونون دائماً جزءاً من الحل وليس جزءاً من المشكلة’.
وأوضح هادي ‘أيام قليلة تفصلنا عن التوصل إلى حل عادل للقضية الجنوبية قائم على معالجة مظالم الماضي وإعادة صياغة عقد الوحدة بين كافة المكونات اليمنية في إطار دولة يمنية اتحادية واحدة موحدة’،مؤكدا أن ‘الملامح الأولى للحل قد حققت للقضية الجنوبية ما لم يحققه اتفاق الوحدة عام 1990 ولا وثيقة العهد والاتفاق في عام 1994 وذلك عن قناعة راسخة لدى كل المكونات دفعاً لظلم وقع وإحقاقا لحق ضاع وتجسيداً لمبدأ توافق عليه جميع اليمنيين وهو صياغة عقد اجتماعي جديد يعالج اختلالات الوحدة ويصوب مسارها بعدما حرفها البعض ممن لم يقرأوا لحظة الوحدة القراءة التاريخية الصحيحة’، في إشارة واضحة الى أعمدة الوحدة اليمنية الرئيس السابق علي عبدالله صالح ونظيره الرئيس الجنوبي علي سالم البيض، اللذين وقعا اتفاق الوحدة وتقاتلا بعد ذلك عليها.
وكان ممثلو الحراك الجنوبي المشاركون في مؤتمر الحوار الوطني اعتصموا بالقاعة الرئيسية لمؤتمر الحوار امس الثلاثاء برئاسة رئيس فريق القضية الجنوبية بمؤتمر الحوار محمد علي احمد، لاعلان رفضهم المشاركة في الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار والتي انعقدت بدار الرئاسة في صنعاء لدواع أمنية، بسبب اعتراضهم على انعقاد الجلسة الختامية دون وجود أي توافقات أو حلول للقضايا الرئيسية لمؤتمر الحوار والتي من أبرزها حل القضية الجنوبية وشكل الدولة وقضية صعدة.
وشارك بالاضافة الى الجنوبيين في مقاطعة الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار الوطني، ممثلو جماعة الحوثي المسلحة في صعدة بشمال اليمن، لذات الأسباب التي اعلنها الجنوبيون.
واتهم محمد علي أحمد قوى سياسية بالسعي الى (حرف مسار) مخرجات الحوار الوطني والالتفاف على مخرجات لجنة الـ16 بشأن القضية الجنوبية، تحت اي مسمى او اي مبرر.
وشدد على ان ‘مكون الحراك الجنوبي المشارك في الحوار اتى من اجل استعادة حق الشعب الجنوبي وتقرير مصيره وسيتم التصعيد حتى الحصول على استعادة اراضي الدولة الجنوبية بحدودها القديمة قبل التوقيع على الوحدة عام 1990′ .
وأضاف ‘ان مشاركة الحراك الجنوبي في مؤتمر الحوار الوطني الشامل جاءت بدعوة دولية وضمانة أممية ولم تأت بدعوة من الذين دخلوا مدينة عدن بالدبابات عقب حرب صيف 1994′. 

أخبار ذات صله