fbpx
صالح يعتبره عدوه الأول : السفير الحاكم الفعلي لليمن يغادر صنعاء بعد أن أوصل هادي للسلطة والتمديد قادم
شارك الخبر
صالح يعتبره عدوه الأول : السفير الحاكم الفعلي لليمن يغادر صنعاء بعد أن أوصل هادي للسلطة والتمديد قادم

خالد الحمادي (القدس العربي)

 ذكر مصدر دبلوماسي ان السفير الأمريكي بصنعاء جيرالد فايرستاين غادر صنعاء أمس بعد انتهاء فترة عمله فياليمن  كسفير للولايات المتحدة، والذي عمل فيه في ظل أصعب الظروف التي مر بها اليمن ، ولعب خلال فترة عمله دورا بارزا في احتواء الأزمة اليمنية وفي التدخل في إدارة شؤون البلاد خلال المرحلة الانتقالية، حتى بلغ الوصف له بأنه ‘الحاكم الفعلي لليمن’.
 

وقال لـ’القدس العربي’ ان ‘فايرستاين بالفعل كان الرجل الأقوى في صنعاء في لعب دور دبلوماسي في غاية التعقيد تضمن استبدال رئيس دولة برئيس آخر، وانتزع بذلك فتيل حرب أهلية محتملة’مشيرا، إلى أن فايرستاين مارس ضغوطا كبيرة على كل الأطراف السياسية في اليمن خلال فترة ثورة الربيع العربي وفي مقدمتهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح للقبول بالصيغة النهائية للتسوية السياسية في اليمن والتي تم التوصل إليها بشكلها الحالي بعد عناء طويل من المحاولات والانتكاسات وعمليات الاقناع لكافة القوى السياسية، وخرجت في النهاية بصيغة أرضت جميع الأطراف المحلية والاقليمية والدولية. 
 

وعلمت ‘القدس العربي’ من مصدر سياسي يمني رفيع أن ‘السفير الأمريكي جيرالد فايرستاين عمليا هو الذي لعب دورا مهما في تنصيب عبد ربه منصور هادي رئيسا البلاد، حيث زار فايرستاين هادي ـ قبل ان يكون رئيسا ـ في اليوم التالي لإصابة الرئيس السابق علي عبدالله صالح في حادثة تفجير مسجد دار الرئاسة بصنعاء في 3 حزيران (يونيو) 2011، وناقش مع هادي عملية ترتيب نقل السلطة في البلاد، خاصة وأن هادي كان يشغل حينها منصب نائب رئيس الجمهورية، ويتطلع الى رئاسة البلاد بشغف، لإعادة الاعتبار للجنوبيين في اليمن’. 
 

وأوضح أن فايرستاين منذ ذلك الوقت وهو يدفع باتجاه تثبيت هادي في السلطة وإزالة العقبات أمامه، مستفيدا من كل تحركات الشارع ضد صالح ومستعينا بمناهضي صالح من القوى المعارضة له والتي ثارت ضده.
 

وأكد ان فايرستاين مارس ضغوطا كبيرة على صالح قبل تنحيته من السلطة وبعد تسلم هادي السلطة منه، وإجبار صالح على القبول بالوضع الجديد، وعدم التدخل في إدارة شؤون البلاد، وعندما حاول صالح اللعب ببعض الأوراق السياسية والتمرد على عملية التسوية السياسية في البلاد، هدده فايرستاين بالحرف الواحد ‘سوف نعمل لكم مشكلة في كل مكان في حال عملتم إعاقة للتسوية السياسية’.
 

وذكر أنه من حينها وصالح ينظر إلى فايرستاين بأنه عدوه الأول، وربما يكون حاليا المستفيد من مغادرته لصنعاء بشكل نهائي، فمن المحتمل أن يتنفس الصعداء ويستعيد نشاطه المناوئ لنظام هادي وللقوى السياسية المشاركة له في الحكم. 
من جانب آخر ذكر مصدر وثيق الاطلاع أن فاير ستاين لم يغادر صنعاء إلا وقد استكمل مهمة نقل السلطة لهادي، واطمأن بأن الوضع السياسي أصبح تحت السيطرة، وبالذات بعد اكتمال الاتفاق على القضايا الشائكة في مؤتمر الحوار، والتي تضع الأساس للمرحلة القادمة لليمن الجديد.
 

وأكد لـ’القدس العربي’ أن هادي طرح على فايرستاين في لقاء عقد الأسبوع الماضي ضم سفراء الدول العشر الراعية للتسوية السياسية في اليمن أنه لن يتمكن من الاستمرار في السلطة في ظل بقاء صالح في صنعاء، واستعان بهم لممارسة الضغط على صالح للخروج من البلاد، وذلك عند مناقشتهم مبدأ التمديد لهادي لفترة رئاسية جديدة تمتد لخمس سنوات قادمة، تبدأ من شباط (فبراير) القادم، الذي تنتهي فيه الفترة الرئاسية الانتقالية للرئيس هادي.
ومن المقرر أن تبدأ مطلع العام المقبل المرحلة التأسيسية للوضع السياسي الجديد في اليمن بعد اكتمال الاتفاق على كافة مخرجات مؤتمر الحوار الوطني والذي يشتمل على شكل الدولة ونوع النظام السياسي ومحددات الدستور الجديد وعدد الأقاليم والتقسيم الاداري لليمن. 
ونسبت وسائل إعلامية يمنية إلى فايرستاين قوله أمس قبيل مغادرته صنعاء ‘انه ليس هناك ما يشكل عقبة أمام الحوار الوطني حاليا، ولا يوجد شيء يسير بشكل خاطئ حاليا، وبالتأكيد كانت هناك مجموعات أو أفراد لم يؤيدوا بدء مؤتمر الحوار الوطني ولم يريدوا أن يروا له النجاح، ولكن في النهاية نستطيع القول اننا نرى أن جميع القضايا تقريبا التى كانت تقف عائقا في الطريق قد تم حلها، وأنا متأكد من أنه سيتم حل العقبات المتبقية’

أخبار ذات صله