fbpx
للجنوب رجاله / محمد بالفخر

للجنوب رجاله

محمد بالفخر

mbalfakher@gmail.com

في الاسبوع الماضي نشرت صحيفة عدن الغد خبرا عن تكريم السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان الشقيقة لرجل الأعمال المعروف والشخصية التي تعود اصولها الى قبيلة العوالق بمحافظة شبوه الجنوبية الشيخ احمد بن فريد الصريمه الذي تم منحه وسام السلطنة من الدرجة الأولى الممتازة .

هذا التكريم لهذه الشخصية ذات الأصول الجنوبية يجعلنا نزهو بالفخر والإعجاب ويعطينا يقينا بأن معين الجنوب لم ولن ينضب بإذن الله تعالى وان النجوم الجنوبية المتلألئة في سماء المجد في كثير من البلدان سيصل نورها وضيائها الى موطنها الأصلي ومسقط رأسها والشيخ احمد بن فريد الصريمة احدها .

وعلى الرغم ما تعرضت له بلده وأسرته وقبيلته من تعسف الرفاق ابان العنف الثوري الأحمر إلا انه ظل وفيا لأهله ووطنه فكان في مقدمة الصفوف وفي الجبهة الأمامية في صيف 1994م. وكان جهده مميزا لدعم المجهود الحربي لمحاولة صد العدوان والزحف اليمني على الجنوب ولكن مشيئة الله وأقداره وتفكك الساحة الجنوبية وآباء رغال من الجنوبيين ممن قد هيأوا لانتصار القوات اليمنية . وسهلوا لها استكمال زحفها على الجنوب في 7/7

وتحوّلت الجنوب الى غنيمة وفيد لأمراء الحرب .

وبرز اسم الشيخ احمد بن فريد مرة اخرى في كثير من المشاريع التي نفذتها شركته والتي حاول النظام اليمني كعادته ان يضيعه من مستحقاته لكن تلك الالاعيب لم تنطلي على الشيخ الصريمة فتصدى لهم ورفع عليهم قضية لدى المحاكم الاوروبية وكسبها كاملة ودفع النظام اليمني كافة مستحقاته وهو راغم . ولم يكن النظام اليمني ليفعلها لولا انه وجد امامه هامة عالية تحطمت امامها كل وسائل المكر والخداع وتضييع الحقوق .

وبنظرة سريعة نجد ان كثيرا من ابناء الجنوب ممن يعيشون في الخارج تقع عليهم مسؤلية كبيرة ليساهموا في انقاذ وطن الآباء والأجداد من المآسي التي يعيشها وعليهم الاسهام وبدرجة كبيرة مع كل القوى الخيرة لإعادة الجنوب وأبناء الجنوب الى المجد والعلياء وهذا لن يتحقق الا بأدوات وفكر غير الفكر والأدوات التي تسببت في نكبة الجنوب والجنوبيين حتى هذه اللحظة .

وعجبت من تلك الشخصية السياسية البارزة التي تبوأت مراكز مرموقة في دولة الجنوب ومن ثم دولة 22 مايو فيما بعد الى 1994 ومازالت تبحث عن ادوار اخرى حتى وان كانت مخالفة لما يريده شعب الجنوب،

ويكمن استغرابي في رده العجيب على طرح طرحه احد الحاضرين في بيته فقال اني وجدت الكثير من ابناء الجنوب في الخارج ومن يملكون الملايين في الدول التي استوطنوها لكنهم لا يزالون يحنون الى وطنهم ويتألمون على بيتهم الصغير المتواضع او متجرهم الذي تم تأميمه في عدن او في المكلا . فكان الرد العجيب من تلك الشخصية التي كنا ضيوفها ( فليحمدوا ربهم لولا تضييقنا عليهم ولولا قانون التأميم لبقوا في الجنوب ولما حققوا الملايين والثراء الكبير في غربتهم ومهاجرهم )!!

اذا فالحزب ورفاقه اصحاب فضل ومنّه من حيث شعرنا او لم نشعر فقد كان السبب الرئيس لما حققوه من ثروة فعليهم ان يقسموا لهم ويدعموهم في السرّاء والضرّاء والمؤتمرات والرؤى حتى تزداد عليهم بركات المباركين !!

لكن في الحقيقة اذا كان من شكر ينبغي ان يقدم للرفاق فيجب ان يكون من القوى المتنفذة في الشمال رأسمال وعسكر ومشايخ وقبائل نتيجة الظفر بالجنوب على طبق من ذهب فقد وجدوا ارضا بكرا مليئة وواعدة بالخيرات . ولهذا قال قائلهم لاشعوريا (يا للنهبة )كما ذكر ذلك الدكتور حسين العاقل في الصفحة 130 من كتابه (قضية الجنوب وحقائق نهب ممتلكات جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية )

ولهذا فمسؤولية الأخوة الأفاضل ذوي الراس المال المميز من ابناء الجنوب في الخارج مضاعفة نحو وطنهم لإخراجه من محنته وفق رؤية واضحة للأرض والإنسان وفق مقتضيات العصر وبما يخدم المستقبل بعيدا عن الماضي وآلامه وأدواته الذين فشلوا في الماضي وضاعوا في الحاضر وبالتالي لن يكونوا هم من يصنع المستقبل.