fbpx
العنصرية.. من جنوب افريقيا الى جنوب العرب

إن اقسى السياسات والتصرفات التي كابدها وعاناها الشعب الجنوبي من قبل الاحتلال اليمني وعصاباته القبلية هي السياسيات العنصرية والعرقية التي قتلت الآمال وخيبت الظنون لدى الجنوبيين في الوحدة منذ قيامها حيث ان تلك السياسات شكلت العامل الرئيسي في قيام الثورة الجنوبية السلمية ضدهم وعدم تقهقرها رغم عظم الموامرات والبطش والتشويه الذي تتعرض له, فهناك سياسات ممنهجه ومدروسة يتبعها الاحتلال وخطط وسبل يتكي عليها الاحتلال لتثبيت بقاءه وإضفاء شرعية تاريخية وشرعيه ثقافية لحتلاله للجنوب .

إن من أهم هذه السياسات العنصرية ملكية الأرض فهم  يزعمون إن الجنوب عبارة عن جزء لا يتجزأ من مملكتهم اليمنية وان الشعب الجنوبي عبارة عن بقايا مهجرين أفارقه وبقايا هنود وباكستان استعمروا هذه الأرض , ونسوا أو تناسوا  إن الجنوب هو مهد العروبة وحضن الإسلام وله الفضل الكبير في نشر الإسلام في  مشارق الأرض ومغاربها مع الحفاظ على هويته العربية الاصيله , إن هذا الاعتقاد حقيقة وليس خيال وواقع وليس وهم , يعتقده الكثير من اليمنيين  وبل وعند النخب  وبعض مثقفيهم وساستهم ذويي الأفكار المنحرفة   التي لم تومن  يوم من الأيام بان الجنوب كيان مستقل بذاته على مر التاريخ إلا في الحالات التي يتم فيها الاعتداء عليه .

أما السياسة الثانية فهي الأخرى  لا تختلف كثيرا عن سابقتها وهي التهميش والاستبدال فان التهميش والاستخفاف بالأخر غلب على طابع هذه الاحتلال المتخلف فلم يعطي لدين حرمته ولا لعالم ومتعلم منزلته ولا لعسكر رتبته ولا لتنوع مكانته ولم يلقى الجنوب والجنوبيين أنفسهم الا مبعدين ومنفيين في وطنهم ومعزولين عن أعمالهم واختصاصاتهم التي تمس الدولة وتوثر فيها .وأما الاستبدال الماكر الذي انتهجه هذا الاحتلال في الجنوب  حدث ولا حرج حيث تم استبدال شعب حقيقي بشعب مزيف  وتاريخ أصيل بتاريخ مشوه  وهوية مدنية  بهوية قبلية متحجرة وثقافة راقية بثقافة متخلفة ساذجة.

ومن السياسيات العنصرية أيضا تغير ألتركيبه الإنسانية والسكانية أو التغير الايدولوجي الذي لحق  بالجنوب فهناك مئات الآلاف من المستوطنين اليمنيين النازحين إلى الجنوب فهذا لم يأتي مصادفة أو من فراغ وإنما هو تهجير قسري مقصود ومدروس لهم لزحف نحو الجنوب وذلك بغيت تغير ألصبغه الجنوبية للجنوب   واستبدالها بالصبغة والهوية الشمالية اليمنية وغرق الجنوب بالمستوطنين اليمنيين فلاحظ في هذه السياسة بتمعن ليتبين لك  المغزى منها.

ولم يكتفي الاحتلال فقط بهذا بل سعى إلى تغير الفن المعماري والعمارة الجنوبية وفنها الأصيل الحضاري التاريخي الموغل في التاريخ بالفن اليمني والصنعاني ..فمعظم مشاريع ألدوله التي تنفذ في الجنوب يتم تصميمها حسب ألعماره اليمنية وكذلك يفعل المستوطنين في بناء بيوتهم ومساكنهم ,فهنا كان يجب أن تراعى الفنون المعمارية لكل منطقه والحفاظ على مزايا كل منطقة من التغير والتشويه .

فبهكذا سياسات عنصرية يجب أن يفقه ويدرك الجنوبيين إن هذا الاحتلال يسعى وبكل قواه طمس أي هوية للجنوب ودثر وتزوير تاريخ الجنوب وليعلم الجنوبيين إن هناك حرب شرسة وضروس ضد الهوية والثقافة الجنوبية وضد التاريخ والإنسان والوطن الجنوبي فالياخذ كلا حذره لان المسئله حياة او موت وفناء او بقاء نكون أو لا نكون على هذه الأرض .