fbpx
كي لا يضل الشمال شرطيا على الجنوب !!

حين وضع شباب الثورة الأنقياء مبادئهم  وأهداف ثورتهم كان أحدها (( حل قضية الجنوب حلا عادلا بما يرضي أبناء الجنوب )) لإدراكهم  العميق بفحوى القضية الجنوبية وجوهرها والمتمثل بفرض الوصاية الشمالية كنتيجة لحرب 94وسلب أبناء الجنوب حريتهم  وفرض الواقع القسري عليهم بنتائجه  المدمرة و ضرر لم يحصل لأي شعب في زمننا المعاصر .

فكان مفهوم شباب الثورة للحل العادل أن يرضي أبناء الجنوب ولم يضعوا له سقفا سوى سقف الحرية التي لا يحق لأحد مصادرتها ثم أنه بدون الحل العادل لا يمكن الخروج من دوائر الصراع وسيبقى الظلمة يمارسون ظلمهم حتى يحقق الله لعباده المظلومين أسباب نصرهم ودحر من ظلمهم .

صحيح أن الكثير من شباب الثورة قد نكث بهذا المبدأ وهذا العهد وأصبح ما يرضي تلك القوى التي ظلمت الجنوب وأفسدت البلاد هو ما يناضل لأجله اليوم ويكافح عنه وهذا ليس بغريب على الجنوب فديدن الغدر ونكث العهود هو السائد  في علاقته مع الشمال منذ اليوم الأول لتوقيع اتفاق الشراكة وشهادة الشيخ الأحمر في مذكراته خير شاهد !

ولو تأملنا في حقيقة الصراع اليوم لوجدناه يتمثل بين غلبة الشمال التي حققتها له حرب 94 وبين إرادة جنوبية تناضل من أجل دحر تلك الغلبة المهلكة عن كاهله ومهما كانت الحلول التي يسوقها الشمال فهي في مضمونها تهدف إلى أن يضل الشمال هو الغالب والمسيطر لإدراكهم بأنه لو لا فوهة المدفع وجنزير الدبابة لما بقي الجنوب ساعة واحدة في ما يسمونه وحدة  حيث أنها وبعد 7/7 لم تعد نتاج إرادة شعبية بل قوة الغصب والإكراه وهذا ما جعل من الشمال أن يتحول إلى مجرد شرطي على الجنوب كل همه ألا يهرب من بين يديه أو يستقوي ويخرج عن حالة ضعفه فيدحر غلبته !

وإذا كان الجنوب بحراكه السلمي وصدور أبناءه العارية قد استطاع أن يحقق هذه المكاسب  التي تعرض عليه اليوم فكيف الحال حين يمتلك نصف السلطة ونصف الجيش ! هل سيقبل أن يكون في وضعية لا يرتضيها أبنائه ؟

إذا فالحل العادل فيه مصلحة إستراتيجية للشمال قبل الجنوب وذلك حين نقصد بالشمال الشعب والأرض وليس مجرد قوى متنفذة كل يوم يمر عليها والحال هكذا تلتهم خزائنها الملايين حتى أصبح جل همها وغايتها كيف تحافظ على هذه المغانم ولو حولت الشمال إلى شرطي وحارسا على مصالحها معطلا لكل ما يحقق لأبنائه أسباب ومقومات الحياة الكريمة

فهل يخرج أحرار الشمال شمالهم  من هذه الحالة ؟