fbpx
اليمن: مخاوف من انفجار سياسي وأمني مع فشل مؤتمر الحوار الوطني
شارك الخبر
اليمن: مخاوف من انفجار سياسي وأمني مع فشل مؤتمر الحوار الوطني

صنعاء ـ- القدس العربي

تتصاعد المخاوف في صنعاء وفي العديد من المدن اليمنية من احتمال تفجر الوضع سياسيا وأمنيا مع اقتراب موعد انتهاء مؤتمر الحوار الوطني المقرر في 18 من الشهر الجاري، إثر عدم التوصل إلى أي حلول للقضايا الجوهرية والمصيرية واستغلال بعض الأطراف ذلك للتصعيد السياسي.
وقالت مصادر سياسية لـ’القدس العربي’ ‘الوضع مرشح للانفجار في أي لحظة مع انتهاء مؤتمر الحوار الوطني بدون حلول، وإذا لم يتمكن الرعاة الاقليميون والدوليون للمبادرة الخليجية من إنقاذ الموقف فإن اليمن قد يدخل دوامة جديدة من العنف’.
وأضافت ‘ان الأطراف الرئيسية في اللعبة السياسية اليمنية قلقون من هذه النهاية غير المتوقعة لمؤتمر الحوار، خاصة وأن بعض الأطراف السياسية عملت بكل جهودها من اجل إفشاله وخروجه من غير محتوى، وربما بمساعدة أطراف إقليمية من الرعاة للمبادرة الخليجية، التي تقف وراء وأد ثورات الربيع العربي’.
وتصاعدت لغة المواجهة الاعلامية مؤخرا بين الرئيس السابق علي عبد الله صالح وخلفه الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي ، حيث استخدم صالح حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه وسيلة لكبح جماح هادي من الاستمرار بالسلطة بعد الانتخابات التي ستفرزها المرحلة المقبلة وإفساح المجال أمام عائلة صالح في العودة الى السلطة مجددا عبر الجيل الجديد من هذه العائلة التي حكمت اليمن 33 عاما.
وترأس صالح اجتماعا للجنة العامة (المكتب السياسي) لحزب المؤتمر في غياب هادي الذي يحتل فيه منصبي نائب الرئيس والأمين العام للحزب، وخرج الاجتماع بقرارات حزبية كلها موجهة ضد هادي وتسعى الى سلب السلطة منه.
واتخذت اللجنة العامة لحزب المؤتمر عددا من القرارات التي أكدت على ضرورة ‘الالتزام الكامل بتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة ودليل مؤتمر الحوار الوطني واعتبارها مرجعيات لا يجب الخروج عنها’. ‘ 
وشددت قيادة الحزب على (التمسك الصارم) ‘برؤى المؤتمر الشعبي وحلفائه المقدمة إلى مؤتمر الحوار وبالقرارات والتوصيات التي توافقت عليها فرق العمل في مؤتمر الحوار وعدم الالتفاف عليها’. ‘
وألزمت هادي وبقية اعضاء الحزب بضرورة الالتزام بهذه القرارات الحزبية و’عدم اتخاذ أي قرارات أو مواقف انفرادية والالتزام بما يتم اتخاذه من قرارات تقرها قيادات المؤتمر الشعبي العام ممثلة باللجنة العامة’. ‘
وفي استفزاز صارخ للرئيس هادي نسب الى السكرتير الاعلامي لرئيس حزب المؤتمر، أحمد الصوفي قوله ‘هادي لم يعد مقبولا ولا يستطيع أن يمنع حزب المؤتمر من تقديم مرشح منافس له أو بديل عنه’ في إشارة واضحة إلى ما يدور وراء الكواليس من نوايا لإزاحة هادي من السلطة في الانتخابات القادمة مطلع العام المقبل.
وتزامن ذلك مع شن حملة من قبل الموالين لصالح منذ عدة أيام، على الرئيس هادي وعلى وزير الدفاع محمد ناصر أحمد المحسوب عليه، ودعوته ضمنيا للانقلاب على نظام هادي، مثلما حصل في مصر من قبل السيسي، في حين كانت قيادات مؤتمرية أخرى لوّحت باستعادة السلطة عبر نجل صالح، العميد أحمد علي، قائد قوات الحرس الجمهوري المنحلة، ووصفته بـ’سيسي’ اليمن.
ويبذل المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن جمال بن عمر جهودا كبيرة من أجل احتواء الأزمة السياسية في اليمن قبل انفجارها عبر محاولة الخروج بنتائج إيجابية من مؤتمر الحوار الوطني، الذي شارف على الرحيل بعد نحو أسبوع ونصف.
وفي الوقت الذي أعرب فيه بنعمر عن تفاؤله بنتائج مؤتمر الحوار، قال في مؤتمر صحافي في ختام جهود كبيرة قام بها خلال الأسبوع المنصرم للتقريب بين وجهات النظر المختلفة للفرقاء السياسيين ‘هناك خلاف فيما يتعلق بآليات النقاش والحوار وهذا موضوع النقاش الآن، وأتمنى أن يتم حسم هذا الموضوع في أقرب وقت، ليخرج مؤتمر الحوار الوطني بمخرجات بالإجماع′.
وأكد أن ‘ما يتطلع إليه اليمنيون كلهم هو إنجاح مؤتمر الحوار الوطني والدخول في مرحلة جديدة لبناء الدولة الجديدة’. 
وذكر بن عمر أنه ‘تم الاتفاق على عدد كبير من المخرجات في إطار الوثيقة التي قدمت للجلسة العامة الثانية لمؤتمر الحوار، في حين مازالت هناك إشكالات تجاه نقاط أخرى ما تزال عالقة، ونحن نحث الجميع بما فيهم الأخوة في الحراك الجنوبي على العمل من أجل تكثيف الجهود حتى يتم التوصل إلى توافق حول النقاط المعلّقة’.
وفي الوقت الذي يتطلع فيه اليمنيون الى خروج مؤتمر الحوار الوطني بمخرجات أيجابية تضع الحلول الناجعة لكافة القضايا العالقة وفي مقدمتها القضية الجنوبية وقضية صعدة وكذا شكل الدولة وفحوى الدستور الجديد، يعيش اليمن حاليا حالة من الفلتان الأمني، تشهد فيها الساحة اليمنية عمليات اغتيال واسعة بشكل أسبوعي إذا لم يكن بشكل يومي وبالذات ضد القيادات الأمنية، في أكثر من محافظة دون القدرة على السيطرة على الوضع، وهي ما تعزز المخاوف من احتمال انفجار الوضع أمنيا من جديد بعد أن شهد اليمن هدوءا نسبيا خلال الفترة الماضية.

أخبار ذات صله