fbpx
الحراك الجنوبي بين الصعود والهاوية

تمر القضية الجنوبية اليوم في مرحلة جدا خطيرة مفصليه ومصيرية تختبر معها قيادات الحراك وبقية النخب والعقول الجنوبية بمختلف مكوناتها ومنظماتها في قدرتها على تجاوز خلافاتها نحو الاستعداد الكامل للاستحقاقات التي فرضتها وحققتها القضية الجنوبية خلال مسيرتها النضالية وقد آن الأوان لتلك الثمار الناضجة والجاهزة أن تلتقطها أيادي قادرة على قطافها والمحافظة عليها بأقل الخسائر، قيادة تستوعب حجم التحديات والمخاطر التي يواجها الجنوب أرضاً وإنساناً والذي يشكل الكادر الجنوبي الفاعل والواعد والبنية التحتية الجنوبية هدفاً لحرب بدأت في صيف 94م لم تنتهي بعد؟؟؟؟؟

ولقد علمتنا الحياة وأثبتت التجربة أن النجاح والنصر دائماً يكون حليف من  يمتلك تقديرات علمية ومعلوماتية واقعية تمكنك من قراءة الواقع وتقديرات صحيحة لمصالحه ولميزان القوى ولسير تطور الأحداث ولصالح من وكيفية التعاطي والاستفادة منها لصالح قضيته ،، ولن يستطيع الجنوبيين من مجابهة هذه التحديات والمخاطر ومن رص وتوحيد صفوفهم  دون تقييم شجاع لمسيرة الحراك الجنوبي ومعرفة الجنوبيين لنقاط ضعفهم والتحرر منها ، وفي امتلاكهم  لعناصر القوة والمحافظة عليها وتطويرها

 

 

الأمر الذي يتطلب من قيادات الحراك  أن تعيد ترتيب أوراقها بشكل صحيح وعلمي لكي تمكنها من القدرة على اتخاذ القرارات السليمة والصائبة ومن سرعة الحركة والمناورة على أساس المعطيات والحقائق والمستجدات المبنية على المعلومة لتنتقل بعملها ونشاطها إلى الفعل السياسي الهادف والفاعل والخطاب المسيس المكمل والداعم لقضية الجنوبية  خارجيا ًذلك الخطاب والفعل السياسي المتجدد القادر على التقاط ومواكبة الأحداث والمستجدات والمتغيرات وهذه المهمة تستلزم ان تتخلص قيادات الحراك من خطاباتها العاطفية او المستفزة والغير حصيفة وان ترتقي بإشكال وأساليب عملها المتنوعة والمتجددة وعلينا جميعا ان نعي جيدا اننا في الشارع وليس من مصلحة الحراك ومصلحة قضيتنا استعدى احد وانه ليس من مصلحتنا كذلك خلق أي عداوات مع أي طرف أكان في الداخل او الخارج فنحن في مرحلة تحرير ونحتاج الى الجميع

كما انه من الأهمية هنا ان تركز هذه القيادات على القضايا الجوهرية التي تجمع وتوحد الناس وان تعمل على تحديد الأولويات وتركز على الهدف والعدو الرئيسي والعمل بتوازي لتضييق دائرة العدو وان يوسع الحراك قاعدته تحالفاته والعمل بوعي لكسب المؤيدين والمناصرين لقضيته وان يتخلص الحراك من ثقافة وخطاب التعميم العاطفي ، وان تبتعد هذه القيادات والجنوبيين عموما عن إثارة القضايا التي تفرقهم وتتوهم عن قضيتهم الأساسية المركزية  (الحرية والاستقلال )

 

 وعلى هذه القيادات والمكونات أن لا تخلط بين القضايا التي يحق لها البث والفصل فيها وبين القضايا المصيرية التي تتطلب ان يستفتى فيها شعب الجنوب فيما بعد الاستقلال ، كما انه ليس من واجب الحراك ولا من مصلحة الثورة والجنوب أن تنشغل هذه القيادات و تشغل الناس من ألان في مناقشة ترتيبات السلطة والتسابق والحجز المبكر لكراسي السلطة القادمة وعليها ان تعي جيدا ان السلطة القادمة ستكون للكفاءات العلمية والمهنية وعبر صناديق الاقتراع وليس للمقياس النضالي كما حدث في تجربة الجبهة القومية بعد الاستقلال 67م

 

ويبقى السؤال بل والتحدي والاختبار لقيادات الحراك في الداخل والخارج ان كانوا بالفعل طلاب وطن هل تستطيع أن تقولها وتعلنها للجميع أن مهمتها سوف تنتهي عند التحرير والاستقلال وتذهب إلى بيوتها كما قالها وفعلها جورج واشنطن)) الذي حرر أمريكا  ؟؟؟ وكذلك لزعيم الإفريقي مانديلا ؟؟؟؟؟؟

 

 

الخلاصة

إن تأمين مسيرة الثورة الجنوبية مرهون في قدرة الجنوبيين على تجاوز خلافاتهم ونقاط ضعهم وفي امتلاكهم لعناصر القوة والنجاح ،، والذي لن يتحقق لهم ذلك ،، دون تقييم شجاع لتجربة الحراك الجنوبي وتنقيته وتطهيره من كل الشوائب والممارسات التي تشوهه وتضر بمسيرة النضالية ، وبدون أن يحافظ الجنوبيين ويتمسكون بأسلوب نضالهم السلمي وبثقافة التصالح والتسامح ،، ودون أن يمتلك الجنوبيين كذلك لبرنامج أو مشروع وطني جنوبي موحد وإدارة ومرجعية جنوبية توافقية موحدة لقيادة الجنوبيين تمتهن العمل المؤسسي المنظم

 

وان انتصار القضية الجنوبية مرهون في قدرة مختلف النخب السياسية الجنوبية واستيعابها لحجم تحديات ومتطلبات النضال الوطني وتعقيداته وموازين القوى داخليا وخارجيا وما يترتب على ذلك من أعادة صياغة خارطة الجنوب الجديد لصناعة مستقبل أمن ينعم فيه الجنوبيين بالعدل والمساواة والأمن والاستقرار وحياة حرة وكريمة ،