fbpx
حقيقة إشارة الأصابع الأربعة للإخوان

إختلفت التفسيرات حول إشارة الأصابع الأربعة التي اتخذها الإخوان المسلمين مؤخراً كشعاراً للنصر, ففي الوقت الذي يرى فيها البعض أنها علامة ماسونية أشار بها أردوغان لرفاقه في التنظيم الدولي للإخوان في مصر, فسّر العديد من عناصر جماعة الإخوان المسلمين وأنصارها مغزى تلك الإشارة حيث أوضحوا بان الأصابع الأربعة تشير إلي كلمة رابعة مؤكدين أن تعدد الأصابع المرفوعة تعني أن القتلى في فض اعتصام رابعة ليسوا من فصيل واحد وإنما لهم انتماءات متعددة أما اللون الأصفر “الخلفية” هو بمثابة إشارة إلي أمرين, الأول هو إشارة لعمليات القتل التي طالتهم و بدم بارد .. والثاني هو إدانة و دليل على عدم تحرك المجتمع الدولي وصمته عما يقولون انها مجازر ترتكب في مصر‏, أما اللون الأسود للأصابع هو تعبير عن الظلام والحزن والحداد علي شهدائهم.
فيما قال “أردوغان” (صاحب السبق حديثا في رفع تلك الإشارة) في تصريحات نقلتها وسائل إعلام تركية، إنها ترمز إلى اعتصام الإخوان في ميدان “رابعة العدوية”، نسبةً إلى السيدة التي تُعد رمزاً لـ”التقوى والورع والزهد” لدى المسلمين, مشيرا إلى انها “أي إشارة الأربعة الأصابع” ستصبح إشارة جديدة للتعبير عن النصر في العالم الإسلامي بدلاً من الإشارة الأخرى التي تستخدم برفع أصبعين.
إذا عدنا لما سطرناه في بداية هذا المقال عن ما يراه البعض من ان جماعة الإخوان المسلمون منظمة ماسونية, انطلقوا في رؤيتهم تلك من مقالا صحفيا كتبه “عباس محمود العقاد”سنة 1949م في جريدة “الاساس” تحت عنوان” الفتنة اليهودية ” اثبت من خلاله بالأدلة ان نشأة جماعة الإخوان المسلمون ماسونية, ومن بين صفوف الإخوان أنفسهم نجد ان “ثروت الخرباوي” وهو أحد القيادات للإخوان المسلمين والذي انسحب من صفوف الجماعة عام 2003م، قد اصدر كتاباً سنة 2012م, حمل عنوان “سر المعبد .. الأسرار الخفية للإخوان المسلمين” وقد أثار هذا الكتاب ضجة كبيرة في الأوساط السياسية داخل مصر وخارجها, وكشف الخرباوي في كتابه عن التركيبة الداخلية لهذا التنظيم وبعض أسراره وطبيعة عمله، وصلة التنظيم بأميركا والطرق السرية التي اتبعها هذا التنظيم لتأسيس تلك الصلة. 
ومن اخطر ما ورد في كتابه هو الحديث عن وقائع أوضح فيها بأن جماعة الإخوان هي عبارة عن مجموعة مغلقة تضمر في نفسها حقائق مفزعة لا يعرفها معظم أفرادها, فالأسرار محفوظة عند الكهنة الكبار في صندوق خفي لا يستطيع أحد أن يطلع على ما فيه, وأشار الى واقعة قديمة تدعم وتؤكد ما ذهب اليه, “فعندما كان طالبًا بكلية الحقوق قرأ كتابًا للشيخ محمد الغزالي وجد فيه أن الغزالي ذكر أن حسن الهضيبي المرشد الثاني لجماعة الأخوان المسلمين كان ماسونيًا لم يصدق الخرباوي وقتها كلام الشيخ الغزالي لأن الخرباوي كان وقتها يحب الإخوان, وفي البحث عن الأصول الفكرية لجماعة الإخوان المسلمين في مصر وقعت في يد الكاتب مقالات كان سيد قطب قد كتبها في جريدة “التاج المصرية” وأثناء بحث الكاتب عرف أن هذه الجريدة كانت لسان حال المحفل الماسوني المصري وكانت لا تسمح بأن يكتب أحد فيها من خارج الجمعية الماسونية”.
وبصرف النظر عن صحة ما يقال عن ارتباطها بالماسونية من عدمها, فقد اتخذت هذه الإشارة من الشبهة موضعا, لذا استغرب ان يلجأ البعض لتلك الإشارة ليتخذ منها صورة شخصية له على صفحته الخاصة بشبكة التواصل الاجتماعي, بل ذهب البعض لأبعد من ذلك بعد ان أزاح آية قرآنية لتحل محلها تلك العلامة الشبهة وهو أمر يصاب المرء على أثره بالغثيان.