fbpx
حبوب حبوب ..لاتغضب

وانا اتابع غضب  بعض النخب السياسية في الشمال ضد مؤتمر شعب الجنوب المقاطع  لأعمال مؤتمر الحوار   تخطر الى  الذهن اغنية  يحفظها جيدا اخواننا في الشمال تقول: (حبوب حبوب لا تغضب مابش لهذا الغضب داعي.) اذ اعجب لدواعي هذا الغضب الذي يصل حد اتهام مكون مؤتمر شعب الجنوب بانه انما حضر لأجل المال وبعد ان شارف المؤتمر على نهايته بدأ اعضاؤه يفكرون بالجنوب ويمكرون بالشمال.

 

لا ينبغي ابدا ان  يضيق ساسة الشمال ومثقفيه ذرعا من حالة الدلال التي يمارسها مؤتمر شعب الجنوب عليهم حتى انهم بدأوا البحث عن بدائل وتنسيقات لتهميش دوره  ، وهم يعلمون انهم قد مارسوا الدلال على الجنوب ارضا وانسانا لأكثر من 23 عاما رغما عن اهل الجنوب ، وحتى دون ان يتجرأ احد على الاعتراض.

 

 ابدا لا ينبغي ان يضار ساسة الشمال ونخبه وهم  من حكموا الجنوب  بالنار والحديد والسلب والنهب 23 عاما ان هم تحملوا دلال وغنج حلفاؤهم في الجنوب اذا ما تدللوا عليهم 23 يوما او 23 اسبوعا او حتى 23 شهرا  ، لاعتبارات عدة أهمها واولها ان مؤتمر شعب الجنوب لم ينشى  اساسا الا ليلبي مطالب الشمال في مشاركة الجنوب في الحوار بعد ان اعيته الحيل في اقناع الحراك الجنوبي الفعلي  المتحكم بحركة الشارع من تمثيل الجنوب في الحوار.

 

على الشمال ونخبه وساسته الا يغضبوا وان يدركوا  ان من  حضروا الى مؤتمر الحوار انما هم مصنفون من وجهة نظر قطاع واسع في الشارع الجنوبي على أنهم اكثر انتماء للشمال  من الجنوب ،وللرئيس هادي من الحراك الجنوبي  وان التنكر لهؤلاء  سيعيدهم فعلا الى القواعد التي غادروها وتنكروا لها ،فلفظتهم هي وادارت لهم ظهرها وقالت لهم اذهبوا انتم فحاوروا انا هاهنا في الساحات قاعدون.

 

لذلك ليس من الحكمة ان  يسعى الشمال لقطع الشعرة السياسية الوحيدة، التي تربطه بالجنوب اذا ما ادرك ان مؤتمر شعب الجنوب مهما كان معزولا عن الشارع ،ومهما صنف ممثليه في مؤتمر الحوار على أنهم خونة وعملاء ومزقت صورهم في الفعاليات العامة هو المكون الوحيد  الذي قبل الدخول في الحوار وابدى من المرونة الكثير وتخلى عدد من اعضائه عن شعارات رفعوها طويلا.

 

ليس من حكمة السياسة ان يدفع ساسة الشمال بشخص مثل عبدالوهاب طواف مستشار اللواء علي محسن الاحمر لان يكيل الاساءات لمؤتمر شعب الجنوب وقائده محمد علي احمد وحتى الرئيس هادي كل تلك الشتائم،  او ان يدفع بمكونات جنوبية تتبعه نحو عزل هذا المكون باعتباره ليس المخول الوحيد في داخل المؤتمر لتبني القضية الجنوبية لان ذلك سلوك يدل على ان الشمال مازال حتى اللحظة يمارس السياسة بأدوات عفى عليها الزمن، ادوات تقوم على ان الجنوب ينبغي ان يظل على حاله خانعا ذليلا قابلا كل ما يأتيه من الشمال وان ليس من حقه حتى ان يعترض  او يبدي شيئا من الدلال كما يفعل مؤتمر شعب الجنوب الآن.