fbpx
أين موقع الثورة الجنوبية من تسارع الأحداث الخارجية..؟

(عندما تتشابك الأمور والأحداث علينا ان نشك فيما نقول أو يقال ، وليس فيما نؤمن ) .

قد يجد المتابع للأحداث المتسارعة خارجياً نفسه في متاهة تلك الأحداث وتناقضاتها الواضحة والتي لم يشهد التأريخ لها مثيلا من قبل .

ومثلما يظهر الانقسام العربي والعالمي في الأحداث شديد الحدة على مستوى الأنظمة العربية والشعوب ، يعتبر شعب الجنوب العربي جزءاً لا يتجزاء من الأمة العربية والإسلامية ومن الطبيعي أن يمتد إليه تداخل الأحداث واختلاط الأوراق والمواقف وخاصة أحداث سوريه ومصر  .

لكن الوضع الذي يعيشه الجنوب المحتل اليوم وضع استثنائي ليس كوضع غيره من الدول والشعوب ، وفي الوقت الذي يعتبر البعض أن الزج بالجنوب مع احد أطراف الانقسام العربي والعالمي قد يعرض الثورة الجنوبية لتجاذبات سياسية هي في غنى عنها ، يرى آخرون انه من اللازم للجنوب أن يكون في احدى الضفتين حتى يصنع مواقفاً عربية تأريخية ويعيد بناء جسور الثقة والتواصل مع أصدقاءه العرب والغربيين ، وذلك من خلال استغلال المواقف والفرص التأريخية  التي قد لا تكرر للعمل على تعزيز علاقات الجنوب بالخارج .

وفي مشهد الأحداث المصرية التي تلقي بضلالها على كل الدول العربية والشعوب ، قد يجد الجنوب نفسه مرتبكاً بين موقفين وتائهاً بين التناقضات الحاصلة .

ومع انه من الطبيعي ان يقف الحراك الجنوبي ” الثورة الجنوبية التحررية ” ضد أعداءه وأعداء الجنوب من الأخوان والاصلاحيين في اليمن ومصر كموقف ثابت ، لكن في الطرف الآخر أيضاً يقف أعداء الجنوب من نظام صالح المخلوع وقواه السياسية .

وهنا اقول انه من حق الثورة الجنوبية أن تقف حيثما تريد حتى وان تشابهت المواقف مع أعداءها ، لانها لها ظروفها ومواقفها الخاصة ، كونها في وضع استثنائي ، وأضن ان على الجنوب ن بل ومن حقه ان يقف الى جانب مصر وشعبها وجيشها ، وهو الموقف الصائب .

لكنني اضن أن الأهم في الموضوع هو أن لا تخرج الثورة الجنوبية في مواقفها عن المبادئ السلمية التي جسدتها ، وعلى رأسها الرفض القاطع لقتل التظاهر السلمي وإراقة دماء الأبرياء ، وكذلك رفضها للتخريب والإرهاب واستخدام الإسلام سلماً للوصول الى الحكم ، كون الجنوب عانى زمناً من تلك الأعمال الإجرامية ولا يزال يعاني منها طالما والاحتلال اليمني جاثماً على ارض الجنوب العربي ، ولا يمكن لثورة تطالب بالحرية والاستقلال أن تقع في محظورات أبجدياتها .

 ورغم ذلك لا يمكن للجنوب ان يقف الى جانب أفعال حزب الاصلاح اليمني وقوى الارهاب ، كما لا يمكن ان يظهر الارهابيون انفسهم في موقع الضحية وخاصة بعد احداث مصر ، لأن ايديهم ملطخة بدماء الجنوبيين حد النخاع ولم يكن آخرها فتوى تحليل قتل الشعب الجنوبي عام 94م او ارتكابهم مجزرة خميس الكرامة بعدن يوم 21 فبراير 2013م ، لمجرد جشعهم بثروات دنيا او عزمهم على التقاط صورة جماعية في ساحة الحرية بخور مكسر .

فهل وجب على ثورة الجنوب الوقوف الى جانب الشعب المصري وجشيه الوطني ..؟ واذا فعلت الثورة الجنوبية ذلك ، هل من ضامن ان لا يتشجع جيش صنعاء وقبائلها التابعة لصالح وتحالفاته باقتحام الجنوب تحت حجة ادعاءهم الحفاظ على ما تسمى ” الوحدة اليمنية “.

ام ان الصمت والانتظار يجب ان يكون موقفاً للثورة الجنوبية ..؟ كون الجنوب لا تأثير له في الاحداث ، وخاصة اذا ادركنا حقيقة ان موقف الجيش المصري او الاخوان المسلمين من ثورة الجنوب متشابهاً ، وهو موقف تأييد الوحدة اليمنية وعدم الاعتراف بالثورة الجنوبية .!!

فهل تستطيع الثورة الجنوبية الخروج بموقف ضامن لها ، وكفيل باعادة الثقة بين الجنوب والمحيط الخارجي ، بمبادرتها الوقوف الى جانب الجيش المصري..؟  وهل هناك فرصة سانحة امام الجنوب لضرب عصفورين بحجر واحدة ، أولها : تسجيل موقف تأريخي وسياسي عربي الى جانب الدولة العربية ، وثانيها : التأكيد للعالم بان عداء الثورة الجنوبية للاخوان سواء كانوا في مصر او اليمن او الجنوب بسبب انهم جماعات تكفير وإرهاب وتخريب .