fbpx
بيان هام صادر عن القيادة الجنوبية المؤقتة المنبثقة عن المؤتمر الجنوبى الاول حول التطورات الأمنية المقلقة في الجنوب
شارك الخبر

يافع نيوز – خاص

نتابع بقلق بالغ الأنباء القاهرة والمؤلمة بخصوص الوضع الأمني في الجنوب، وخاصة في محافظتي أبين وشبوة ومناطق أخرى تحت مسمى الحرب على القاعدة وما يسمونهم أنصار الشريعة وبعض الجماعات المتشددة، التي كانت ولا تزال مدفوعة من جهات رسمية وغير رسمية لاعلاقة لها بجنوبنا الجريح الحر والمنفتح والمعتدل والمتسامح.. وتشير التطورات الأمنية الراهنة إلى بروز رغبة لدى جهة ما بتوسعة هذا الانتشار الكارثي بموجب خطة ممنهجة مدروسة ومدعومة لوجستياً تستهدف الجنوب للوصول الى العاصمة عدن  كمقدمة لتحقيق أغراض مشبوهة فى مقدمتها إعاقة مسيرة شعب الجنوب لاستعادة هويته وسيادته وأمنه واستقراره،  قد تحمل أخطاراً لا تقل خطورة عن إعادة انتاج الاستعمار الاجنبى بحلة جديدة وأدوات حديثة وبمخطط مستحدث لتحويل مدينة عدن إلى محمية معزولة عن بقية محافظات الجنوب لحماية مصالح دولية وتنفيذ مشاريع تستهدف تقسيم الجنوب، تنفيذاً لخطط مرسومة قديمة وجديدة لتقسيم الوطن العربى، الذي يفقد كل يوم توازنه الأمني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي في عملية تنذر بمخاطر محدقة ستلقي بظلالها القاتمة على الجميع محلياً وإقليمياً ودولياً ..

إننا في القيادة الجنوبية المؤقتة ننظر إلى هذه التطورات الأمنية الخطيرة  بعين الشك والريبة منذ أن سحب النظام مع بداية الثورة فى الشمال قواته من جعار وزنجبار وافرغ مصنع الذخيرة من حراساتة ليحصد أرواح اكثر من 300 أمراة وطفل وشيخ من أبناء جعار الأبرياء، وكنا قد حذرنا منذ وقت مبكر في البيانات الصادرة عن اجتماعات القيادة المؤقتة منذ انعقاد المؤتمر الجنوبى الاول فى نوفمبر2011م من مخاطر تصفية الحسابات السياسية بطريقة أمنية وفي مناطق بعيدة عن مركز أصحاب النفوذ وأطراف اللعبة السياسية في صنعاء، كما حذرنا منذ وقت مبكر من استخدام ورقة الإرهاب التي لاعلاقة للجنوب به ولا تاريخ له معه لضرب إرادة شعبنا الجنوبي الصامد وحراكه السلمي وحركته الجماهيرية التواقة للانعتاق واستعادة الهوية والسيادة وحق تقرير المصير.

إن نظرتنا المليئة بالريبة من التطورات الأمنية الخطيرة والمتسارعة في الجنوب تحت عنوان الحرب على الإرهاب مردها عدداً وافراً من القرائن والملاحظات التي تصطدم بواقع أمني متغير يرتفع وينخفض كرسم بياني غير منضبط يأخذ شكل الحركات البهلوانية التى تعكس حركة من يقف وراء هذه المجموعات المسلحة بمسمياتها المختلفة والتي يتم تصويرها على أنها فزاعات هبطت من السماء وما هي إلا مجموعات معروفة الارتباط لشعبنا في الجنوب وفي الشمال أيضاً ولاتزال قصة هروب المتشددين من سجن الأمن السياسي بصنعاء عام 2008م بصورة مضحكة ماثلة وغيرها من الحركات المماثلة فى تحركات هذه المجموعات والتعامل معها تضع علامات استفهام قوية بوجه النظام السابق وحلافائه وبقاياه لا بوجه شعب الجنوب الذي يدفع ثمن فشل التسوية السياسية القائمة، كما دفع باهضاً ثمن تسويات سياسية سابقة وحروب مفتعلة وظالمة بما في ذلك حرب 1994 والحروب على الإرهاب بأدوات محلية أو بطائرات بدون طيار التي ارتكبت مجازر بحق الأبرياء العزل من نساء وأطفال وشيوخ كما حدث في وادي المعجلة بأبين ووادي رفض بشبوة وغيرها من الوقائع المكشوفة ..

إن القيادة الجنوبية المؤقتة تدعو أطراف الصراع فى صنعاء إلى عدم نقل صراعاتهم إلى الجنوب، وتهيب بأبناء شعبنا الجنوبي إلى عدم الانجرار لهذه الصراعات مع أي طرف، وتدعوهم للتوحد والتراص والتكاتف وحشد قدراتهم للوقوف بحزم في وجه هذه المشاريع الإرهابية والتصدى لها والعمل على كشف خفايا مايجري، وتطالب مؤسسات المجتمع المدني والنشطاء والإعلاميين وفي مقدمهم قادة الحراك الجنوبي السلمي لتظافر جهودهم في سبيل توضيح الحقائق لتظهر للملأ في الداخل والخارج والتصدي لهذه الافعال الضارة.

كما تدعو القيادة الجنوبية المؤقتة إلى اعتماد مبدأ النزاهة والشفافية في توضيح الأمور لشعبنا بالصوت والصورة وبالوثائق الدامغة والكف عن خلق سيناريوهات لا تعتمد الدقة وتفتقد لأبسط مقومات المصداقية ، وفي هذا السياق تحذر القيادة الجنوبية المؤقتة من تحويل الجنوب إلى ساحة صراع محلي وإقليمي ودولي وتطالب بالكف عن عسكرة البلاد .. ونحن إذ ندين ونستنكر أي اعمال عنف يتعرض لها شعبنا وتتعرض له مدننا وقرانا، نوجه رسالة واضحة الدلالة بأن على إرهاب السلطة أن يأخذ عصاه ويرحل..

إن القيادة الجنوبية المؤقتة وهي تتابع هذه التطورات المؤسفة تدعو الحكومة إلى تحمل مسؤولياتها لحماية شعب الجنوب من هذا العبث الامنى بمستقبله أيا كان مصدر هذا لعبث كعنوان الحرب والمواجهات ، كما تدعو المجتمع الدولى للقيام بواجباته الانسانية فى توفير الحماية والاغاثة لشعب الجنوب، ونطالب مجلس الامن الدولى بارسال لجنة للجنوب لتقصى الحقائق.

إن القيادة الجنوبية المؤقتة اذ تشيد بصمود أبناء محافظة أبين وتحيي مواطني مديرية لودر الباسلة ومديريات المنطقة الوسطى عامة واللجان الشعبية وكل من التف حولها على ما سطروا من ملاحم بطولية رائعة في تصديهم لعصابات التطرف والإرهاب، تدعو أبناء الجنوب فى جميع القرى والمدن والمديريات لليقضة والحذر ولرص الصفوف للتصدى لهذه العصابات الماجورة التى تستهدف كسر إرادة شعب الجنوب وتوفير الذرائع لتنفيذ المخططات المشبوهة لمن يقف خلها بهدف تعطل مسيرة شعب الجنوب النضالية وتعطل مسيرته النضالية. وفي ذات الوقت ندعو المغرر بهم من أبناء الجنوب المنخرطين ببراءة فى هذه المجموعات ان يتقوا الله فى شعبهم وان لا يكونوا سببااضافيا فى ائذائى اهلهم والاضرار بمستقبل ابنائهم واحفادهم، والانسحاب من صفوف هذه المجموعات وهم قلة فيها والانضمام لصفوف شعبهم المكافح من اجل استعادة حريتة وهويته وسيادته.

الرحمة للشهداء الذين سقطوا في معارك الشرف والبطولة، والشفاء العاجل للجرحى الذين جرحوا اثناء التصدي لهذه الجماعات  ..

المجد والخلود للشهداء، والنصر للشعب

والله من وراء القصد.

صادر عن القيادة الجنوبية المؤقتة المنبثقة عن المؤتمر الجنوبي الأول.

      القاهرة

13 إبريل2012م

أخبار ذات صله