fbpx
أتذكر ذلك الشاب جيدا !

 

الشهيد رامي محفوظ البر ذلك الشاب اليافع الطموح المتطلع المناضل المتفائل المحبوب حزن على فراقه عشرات الآلاف وترحم عليه الأصحاب والأعداء, مدينة بأكملها يسكنها أكثر من مئة ألف صعقت بخبر وفاته فتوقفت الحياة فيها ودخلت في حالة من العصيان ولإضراب العفوي استمر عدة أيام وسط أجواء من الذهول والفجع من هول تلك الفاجعة وتلك الجريمة النكرى التي أودت بحياته ثقل وعظم على الجميع هنا نباء وفاته ورحيله , فهذا ان دل على شي فإنما يدل على ثقل الراحل وعظم وزنه وقدره عند الجميع .   
 
أتذكر ذلك الشاب جيدا فقلما ريت مسيرة او مظاهرة او ندوة او جلسة خلت منه  شاب نشيط مرح دابة  التعاون والإحسان متفائل صبور منتظم  إلى ابعد الحدود لم أراها يوما الا مبتسما ضاحكا,أتذكر أيضا ذلك الإنسان الشعبي المحبوب وهو محاط بأصحابه وأصدقاءه الكثير وهو يتوسطهم وهم محيطين به من كل جانب يستمعون إلى كلماته الرائعه وضحكاته المتالقه يغدق عليهم بطيب المعاملة والأخلاق الفاضلة النبيلة  
 
اتذكر جيدا رامي يوم ان وقف امام الملا في احد المهرجانات مطالبا بالتصعيد الثوري السلمي متمنيا الشهادة في سبيل كلمة الحق ومطلب الحق الذي لطالما هتف به الملاين من الجنوبيين كم سمعت منه تلك الكلمات النضالية والعبارات الوطنية والإشعار الحماسية الثورية لطالما وقفت انا وهو بصدورنا العارية في وجه الالات القتل والارهاب التي تقتحم مدينتنا من حين الاخر ولطالما رايته حاملا وحاضنا راية الجنوب فوق راسه وعلى دارجته يجوب شوارع المدينة وازقتها , اتذكره جيدا في تلك المسيرات والمظاهرات وهو يهتف باعلى  صوته للحق و للحرية وللوطن وللثوره وللشهداء والمعتقلين والجرحى وقد ضعف صوته وداخله شي من الارهاق والذبول اتذكر تلك العيون الغايره وذلك الوجه النير وهو يتصبب عرقا وذلك الشعر الذي امتلئ بالغبار والتراب في تلك المسيرات والمظاهرات .. اتذكره جيدا .
اتذكر جيدا ذلك الشاب رامي وافعاله ومواقفه النضالية والخيرية والاجتماعية اتذكر ذلك اليوم الذي رايته حاملا ذلك الصندوق وهو يجوب عدد من الشوارع لجمع التبرعات لاخواننا الجرحى واسر الشهداء الذين سقطوا في مجزرة الكرامه متحملا في سبيل ذلك الكثير من العناء والارهاق والاستهتار من البعض ,اتذكره جيدا يوم ان ريته يحمل القطف والفرش والمعدات على رأسه  للإعداد لتلك المليونية  والكثير من المهرجانات ذاهبا واتيا يحاول بكل ما يستطيع ان يساهم في انجاح تلك الفعاليات .
اما اليوم فرامي صار لنا اسوة وقدوة اسطورية في العمل الثوري والاجتماعي فاسمه يهتف به جميع الاطفال والفتيان متخذينه مثلهم واميرا لهم في مجال العمل الوطني والثوري والاجتماعي ان كل هذا ليس مبالغة وليس انتقاصا من احد فرامي لطالما قدم الكثير في سبيل هذا الوطن منذ اندلاع هذه الثورة المباركة وتحمل كل المضايقات والتهديدات بقلبا صلدا ثابتا ناهيك عن انشطته وسعيه الحثيث وتنظيمه وترتيبه لعشرات اللقاءات والندوات والمسيرات واخيرا تخلا عن حياته واحلامه واماله لاجل هذا الوطن وترجل من على فرسه ليرقد مطمئنا في بطن هذا الوطن مستيقنا كل اليقين باننا لن نحيد عن ذاك المبدا الذي قضى لاجله وجميع الشهداء فلكم منا سلام يا شهدائنا فهنيئا لكم الشهادة فارقدوا وانتم مطمئنون وتأكدوا إنكم خلفتم من بعدكم  رجالا لن يتقهقروا أبدا فالتركدوا في سلام من الله وسلام من شعبكم المجيد .
لن انسى ذلك الشاب ومازلت اتذكره جيدا !!!!!