fbpx
مصر: فض الاعتصامات يكرس الاقصاء / رأي القدس العربي
شارك الخبر
مصر: فض الاعتصامات يكرس الاقصاء / رأي القدس العربي

ستيقظ المصريون والعالم يوم امس على انباء سيئة تمثلت بمقتل العشرات واصابة الالاف اثناء عمليات فض اعتصامي انصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي في ميداني النهضة ورابعة العدوية.
ومع تحرك قوات الصاعقة التابعة للجيش والقوات الخاصة التابعة للشرطة نحو ميداني الاعتصام، كان انصار الرئيس مرسي في انحاء مصر يردون بالانتشار بالشوارع وقطع الطرق ومهاجمة مراكز الشرطة، والمباني الحكومية واضرام النار بسيارات الامن ومهاجمة الكنائس، مما ينذر بتصعيد من نوع جديد، فالاعتصام الذي كان محصورا في ‘النهضة’ و’رابعة العدوية’ امتد لشتى انحاء البلاد ولكافة المدن.
اقدام القوات المصرية على فض بؤرتي الاعتصام واعتقال قادة الاخوان كان بذريعة انهاء الفوضى والاعتصامات، لكن النتيجة اليوم ان الاحتجاجات اصبحت في مئات البؤر المتنقلة، والتي سيصعب ضبطها، وربما نشهد تعميما للحالة الامنية المتردية في سيناء، مما سيؤدي لمناخ حرب مفتوحة بين قوات الشرطة والجيش من جهة والاخوان المسلمين وانصارهم من جهة اخرى.
التطورات الامنية اليوم اعادت جماعة الاخوان المسلمين لاجواء المواجهات ايام الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، بل ربما تكون اسوأ من ذلك لعدة اسباب، اهمها ان تنظيم الاخوان اليوم اقوى مما كان عليه ايام الرئيس مبارك، فبالاضافة لتعزيز عدد وعدة اعضائه، حصل على شرعية انتخابية، كما ان ملاحقة قادة التنظيم ومقتل عشرات المعتصمين وجرح الالاف منهم التي يتحمل نظام الحكم مسؤوليتها، مهما كانت الذرائع، اظهر الاخوان كضحية ستستقطب تعاطف الكثيرين.
الاحداث الاخيرة في مصر ستدفع تنظيم الاخوان الذي كان يعتبر حزبا اسلاميا معتدلا، نحو التشدد، وما كان ممكنا قبل تاريخ يوم امس 14/8/2013 لا يمكن تحقيقه بعد هذا التاريخ، فموضوع المصالحة والتفاوض اصبح اصعب ان لم يكن مستحيلا، كما ان ملاحقة واعتقال قادة الاخوان ينفي وجود طرف للتحاور معه، مما يوحي بالتخطيط لاقصاء الطرف الآخر.
اقدام المؤسسة العسكرية والحكومة الانتقالية على استعادة هيبة الدولة على حساب دماء الشعب، سيكرس الانقسام بين انصار المؤسسة العسكرية وجماعة الاخوان المسلمين، هذا الشرخ سيتطلب جسره سنين طويلة.
الحكومة الانتقالية التي كانت رفضت الرضوخ لطلب جماعة الاخوان وبعض الوسطاء باطلاق سراح الرئيس المعزول كشرط للتفاهم على حل سياسي، ستواجه اليوم مهمة اصعب، وعليها تقديم تنازلات ومبادرات كريمة، تبدأ باخلاء سبيل المعتقلين وبدء عملية سياسية انتقالية حقيقية من اجل وقف انهيار مصر السريع نحو الفوضى.

أخبار ذات صله