fbpx
إلى الجنوبيين في مؤتمر الحوار.. إما أن يلغى أمر علي محسن وإلا عودوا؟!

 

الراصد للوقائع اليومية في هذه البلاد الخاضعة للقبيلة المتنفذة التي تعتبر نفسها الوريث الشرعي لنظام الإمامة والبون شاسع بين حكم الإمام وحكم بلاطجة القبيلة المتنفذة وسيستنتج الراصد إلى أن توصيف هذه الدولة بالرخوة وليس الدولة المؤسسية، دولة الجباية وليست دولة الرعاية وتقرر شعب الجنوب كثيراً بعد الصفقة الخاسرة مع الشمال في 22مايو 1990م التي أصبحت لاغية اعتباراً من 7 يوليو 1994م السيء الصيت وبعد هذا التاريخ العفن تعرض الجنوب أرضاً وسكاناً وموارداً للنهب والاقصاء والإذلال وانتفض شعب الجنوب ضد هذا النظام الغاشم الذي لا يمكن وصفه إلا بالمحتل..
مر الشعب في الجنوب المحتل بسلسلة إجراءات لاستعادة أرضه وكرامته وثروته المنهوبة فانطلق أولاً ليؤسس لقيم جديدة تمثلت في التسامح والتصالح ثم في إعلان الحراك السلمي الجنوبي وكسر المتقاعدون العسكريون حاجز الخوف ومن بعدهم كسر المتقاعدون المدنيون ذلك الحاجز وجاءت بعدهم جمعيات الملاك الزراعيين “أو الجمعيات الزراعية التعاونية” حفر الشعب في الجنوب الصخر بأظافره ليؤسس لذلك الواقع خلال الفترة يناير 2006- سبتمبر 2007م.
تصاعدت المقاومة الجنوبية السلمية ضد عربدة نظام صنعاء الطائفي العنصري وأعلن شعب الجنوب للعالم أجمع أن فك الارتباط قد بات قاب قوسين أو أدنى وقدم في سبيل ذلك التضحيات الجسام وأزهقت أرواح وسالت دماء زكية طاهرة واقتيد الآلاف إلى السجون وسجلت حالات من الاختفاء القسري وإصابات وإعاقات.
ابتدع النظام الطائفي العنصري بمباركة دولية وإقليمية حركة فهلوية في فبراير 2011م دشنها في صنعاء وكان عنوان الحركة “إرحل!” مخاطبين علي عبدالله صالح بذلك واقتضت الحركة الفهلوية بأن يلعب علي محسن صالح وحميد الأحمر دور السند والعضد للثوار وكأن صالح هو باتيستا وعلي محسن صالح هو جيفارا وحميد الأحمر هو كاسترو.. وشر البلية ما يضحك..
ثم إعداد سيناريو للتحايل على شعب الجنوب وامتصاص غضبه وجاؤوا لنا برئيس جمهورية ورئيس وزراء جنوبيين وجاؤوا بالمؤتمر الوطني “مؤتمر الحوار الوطني” وجاؤوا لنا بفريق عمل القضية الجنوبية التي قدمت تقريرها النهائي للمرحلة الأولى للفترة الممتدة من 18 مارس حتى 1 يونيو 2013م وصدرت عن المؤتمر قرارات وقع عليها الجميع ومن ضمنهم اللواء علي محسن صالح، مستشار الرئيس هادي، ومن تلك القرارات “الوقف الفوري لصرف الأراضي في محافظة عدن وبقية المحافظات الجنوبية”.
القرارات تصدر والعبث بالأراضي والثروات والأرواح جار على قدم وساق وطز في كل الجنوبيين، وبلغ الاستهتار بهؤلاء الناس أن وافقوا على إطلاق سراح فارس الضالعي مقابل ثلاثة رهائن من الجيش المحتجزين لدى أبناء الضالع وتمت العملية بسلام وبعد أيام أقدم اللئام على اغتيال محمد فضل الجباري نائب رئيس الحراك في الضالع وهو مؤشر واضح يضاف إلى عشرات المؤشرات أن قوم يأجوج ومأجوج لا يؤمن لهم جانب فهم إن لم يخونوا غدروا وهي حقيقة مثبتة تاريخياً.
الآن أقول لإخواننا الجنوبيين أن اللواء علي محسن صالح أصدر أمراً كعادته بصرف (60) قطعة أرض في عدن في حرم المؤسسة العامة للملح، وهي منطقة مجاورة لاستاذ 22 مايو الرياضي بالشيخ عثمان وقد نفذ مدير الأراضي بعدن أمر الأفندم الذي لا يعصى له أمر، وأقول لإخواني: لقد وقع الجميع على قرارات المؤتمر بعدم التصرف بأراضي عدن والمحافظات الجنوبية وهاهو علي محسن يتجاوزكم جميعاً كعادته فحافظوا على ما تبقى من ماء الوجه لأن معظمه قد أريق خلال الفترة من 1994م وحتى اليوم.
أنصحكم والنصيحة لله إما أن تحولوا دون تنفيذ أمر الحاكم بأمره علي محسن وإلا فعودوا أدراجكم وحافظوا على ما تبقى من ماء وجوهكم والتاريخ يا إخواني لا يرحم، وكفى تاريخنا من تشوهات ومؤامرات وفصول غامضة لأن البقع المنيرة في حياتنا نادرة كالأحجار الكريمة ومتى نبدأ صفحة مشرقة لنعيد للجنوب وجهه المشرق وكرامته التي لم تمس إلا بعد الاستقلال بصورة محدودة وبعد يوليو 1994م بصورة مبتذلة وغير محدودة.

 

* نقلاً عن القضية