fbpx
سجناء الجنوب بصنعاء يصرخون “الاستقلال أو الموت”
شارك الخبر


كتب :ماجد الشعيبي
تصوير :عبده الحاج

لعل هناك فرق بين أن تناضل في الشارع لأجل استعادة وطنك وبين أن تناضل وبكل شراسة وأنت معتقل في سجون من يغتصب أرضك ويستحل كل حرامات دولتك المغتصبة، ليس هذا فحسب هو الفرق الوحيد بين من يناضل لأجل الجنوب عبر المسيرات في شوارع الجنوب وأخر يقضي وقته في حياكة علم دولته داخل زنازين المغتصب، يبدوا أن هذه الصورة وحدها تكفي لإيصال رسالة للجميع أن هناك شعب يبحث عن وطنه في كل مكان يجد نفسه فيه ولو كان هذا المكان هو مكان الذي يقيد فيه الحرية…
نضال من نوع آخر يقوده الجنوبيون المعتقلين.. ننقل لكم الجزء الأصغر منه ونحن نتجول في أروقة السجن المركزي بصنعاء والشيء البسيط الذي أدركناه ولعل كل ما نذكره في هذا التقرير لن ينقل الصورة الكاملة عن حقيقة الوضع الذي يعيشه معتقلو القضية الجنوبية داخل سجن نظام صنعاء المستبد..
ونحن في سجون صنعاء منعنا حتى من حمل القلم عنوة عن الأغراض الصحفية الأخرى، يراودك عوراً حينها أنك لن تزور أسرى عاديين وحتماً كانوا غير ذلك بكل تفاصيل حياتهم داخل السجن من حيث التعامل “الخاص” معهم وكل الصعوبات التي يلقونها هناك..

سجناء الجنوب يحيكون أعلام دولتهم
ليس من الصعب أن يصنع الشخص أملاً يعيش لأجله ولعل هذا الأمل الذي يعيش فيه الجنوبيين داخل زنازين صنعاء هو استعادة الدولة فتجدهم يصنعون بأيديهم تشكيلات مختلفة لعلم “جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية” وحالهم يقول “يا جنوباً حكته في كل سجن” عبارة لا اعتقد أنها ستفي بالغرض للتعبيرعن مدى قوة وصمود السجناء الجنوبيين داخل الأمن المركزي بصنعاء، كيف لا.. وهم يحيكون بأيديهم أعلام دولتهم المغتصبة وفي عقر دار المحتل، رسالة يوجهها كل السجناء من أبناء الجنوب في السجن أنه مهما كانت قوة السجان وجبروته إلا أن قوة الأمل والنضال والثورة التي تسكنهم هي أقوى بكثير من تلك الأساليب الرخيصة التي يستخدمها الجبناء والمحتلون.

المرقشي جنوبي ينتظر حكماً شرعيا بقتله
بابتسامته قابلنا المعتقل على ذمة الاعتداء على صحيفة “الأيام” أحمد عمر عبادي المرقشي وكأنه يقطن في فندق سبعة نجوم وليس في سجن نظام صنعاء، أمر جعلنا نشعر بحجم الحب الذي يقطنه هذا الرجل لوطنه الجنوب ورغبته في الاستمرار في التضحية لأجل نيل الحق المشروع والمغتصب من قبل العصابة في الشمال.
يقول عمر المرقشي بكل حماس أنه ومن معه في السجن لن يتراجعون عن مبدأ الاستقلال واستعادة دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية المحتلة من قبل الجمهورية العربية اليمنية وأنهم سيصمدون مهما كانت التضحيات التي سيدفعونها.
وعن فعاليات الحراك الجنوبي قال المرقشي أن كل تصعيد يقوم به الحراك الجنوبي أو مظاهرات يدفعون هم ثمنها داخل السجن ولكنه أكد أنه لا يمانع هو ورفاقه في المعتقل بدفع أي شيء آخر غير الحرية وأنه لا تراجع عن الأهداف التي حددها الشارع الجنوبي والتي يسير عليها الشارع الجنوبي.
ينتظر عمر العبادي المرقشي الجنوبي الأصل حكماً قضائياً شرعياً يصدره القضاء الشمالي ليكون ضمن شهداء الجنوب بعكس الشهداء الذين يقتلون بالشوارع ولكن بغطاء شرعي أخر يكون الفيصل فيه القوة، وحتى لحظة إعدامه، فهل سينتظر العالم تنفيذ هذه الجريمة الغير الشرعية ضد صحفي وكاتب دافع عن أرضه وشرف مهنته بكل شراسة أم أن الأيام ستكشف أموراً أخرى لا نعرفها..

عبدالكريم لالجي.. مستعدين لدفع أي ثمن مقابل استقلال الجنوب .
وفي الطرف الأخر بعث رفيق المرقشي في السجن عبدالكريم لالجي رسالة إلى برلمانيي الجنوب عامة وعدن خاصة يقول فيها ماذا قدمه لنا هؤلاء البرلمانيون؟ لم نرى منهم أي شيء أو أي تضامن فهم محسوبون فقط على مدينة عدن وهم لا يعلمون عن أبناءها أي شيء.
لاجي المتهم “بالتجسس” لصالح دولة أجنبية يقول أن كل من سجن بنفس التهمة من أبناء المحافظات الشمالية قد تم الإفراج عنهم بعفو رئاسي بيد أنه وحيداً استثناءه هذا القرار مثله مثل أبناء الجنوب داخل السجن الذين يتعامل معهم نظام صنعاء كسجناء من خارج الجمهورية.
يقول لالجي وهو مالك مطابع الحظ بعدن أنه مستعد لدفع أي ثمن مقابل التحرير والاستقلال مهما استخدم النظام حججاً وأكاذيب وأساليب رخيصة ضد أبناء الجنوب، عبدالكريم وهو يحمل المسبحة المزينة بعلم دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وإن لم نقل علنه الكثير ستكون هذه الصورة التي شاهدناه بها وهو يزين كل شيء بعلم الجنوب تكفي للتعبير عن الكثير من الكلام عل هذا الرجل وعن أشياء كثيرة لم نقلها..

تذكير بسيط للحراكيين
يشد سجناء القضية الجنوبية على أبناء الجنوب وقيادات الحراك بمواصلة السير والنضال حتى استعادة الدولة والاستقلال، ولكنهم يبعثون بتذكير بسيط مضمونه “نحن أيضاً في سجون صنعاء نناضل من أجل وطننا فلا تنسونا فجميعنا نسير في اتجاه واحد” فشدوا الهمم وسيروا في طريقكم النضالي حتى استعادة المجد لنا ولكم، وحتى إن قضينا باقي حياتنا هنا حيث تكمن الحرية الحقيقة أشارة منهم إلى “السجن” فلا أسف علينا ولا زلتم تواصلون ما بدأناه سويا ولم تحيدون حتى تتحقق مطالبنا الشرعية لنعود تحت لواء وطن واحد يحكمه النظام والقانون ولا يعبث به المتنفذين.

رسالة خاصة جداً لعبدربه منصور هادي الجنوبي
بعث المعتقلين الجنوبيين بالسجن المركزي بصنعاء رسالة خاصة إلى الرئيس الجديد عبدربه منصور هادي نصها “كن حراً ولو لمرة واحدة فقط ولا تكن جنوبياً” فليس بالضرورة أن يرضى كل الأحرار على وضع المعتقلين الجنوبين في كل زنازين الشمال أي شخص يؤمن بالحرية، رسالة واضحة أرسلها ابناء الجنوب المعتقلين على ذمة القضية الجنوبية وقضايا أخرى يطالبون “هادي” فيها أن ينسى انتماءه للجنوب ليكون حراً لمرة واحدة فقط، كي يقوم بمهامه تجاه كل من يعتقل الحريات ويكمم الأفواه، ولعل “هادي” الجنوبي لا يدري ما الذي يعيه السجناء الجنوبيين وكيف يخرج ويتعامل مع سجناء الشمال وكيف يطلق صراحهم بغمضة عين بمجرد اتصالات “قبلية” حتى وإن تجاوزت قضاياهم قتل النفس المحرمة، وأبناء الجنوب الذين يناضلون من أجل استعادة دولتهم وحقهم يعاملون كتابع وكسجين أسير من الطبقة الثالثة، وليت “هادي” ذاق السجن يوماً لكي يعي معنى أن تكون جنوبيا وأن تكون شمالياَ..

قال أنهم أفرجوا على كل من سجن معهم باستثناء الجنوبيون، وأنهم أبلغوه ضروري وجود شخصية شمالية تتوسط له لكون الجنوبيين لا يملكون أي سلطة وسبق وأن رفضوا وساطة شخصيات جنوبية
قدمت ضمانة لقائد كبير في النيابة صادرة من عدن ورد لي قائلاً: لابد من ضمانة أخرى من صنعاء لأننا في ضل دولتين

معمر السقاف جنوبي يبحث عن وساطة شمالية للأفراج عنه
من طرف أخر يعامل الجنوبيون المتهمين بقضايا جنائية بنفس الطريقة التي يتعاملون بها مع السجناء السياسيين، ولعل قصة السجين “معمر السقاف” الذي مضى على سجنه أربع سنوات وثلاثة أشهر على ذمة سرقة بضاعة ليس له -كما يقول- فيها أي ذنب بل أن العمل كله دبره مجموعة من الأشخاص ولأنه من أبناء عدن البسطاء تم تلفيق التهمة عليه وقد انتهت مدة سجنه التي هي أربع سنوات لا يزال يدفع السقاف ضرائب أخرى كان في غنى عنها إذا ما كان من منطقة شمالية تتمتع بوساطة قبلية لا تعرف النظام ولا القانون.
يقول المواطن معمر السقاف عبدالقادر السقاف وهو يعيش حالة نفسيه صعبة: ليس لشيء أخر غير أنه جنوبي أعيش وراء القضبان..
وعن تفاصيل تهمته يروي السقاف قائلاً: عدت من سوريا بعد رحلة علاجية، وأثناء وصولي عدن تم القبض علي بعد أن تأمر علي من قبل المدعين التالية أسمائهم “محمد مرسى باعطاء مندوب المبيعات الخارجية لشركة الهندي التجارية والمندوب عبدالحكيم عبدالله القباطي الذي تسلم من “معمر” بضاعة بمبلغ وقدرة خمسة وعشرون مليون وشخص ثالث هو “فهد العبسي” مدير المبيعات في الشركة، الذين أخذوا البضاعة وباعوها وعملوا حكماً قبلياً عند المدعو “عبدالجليل جازم” عضو مجلس النواب ليأخذوا المبلغ بكامله ليرفع الثلاثة بعدها قضية ضدي وسجنت على إثرها ولا زلت كذلك.
الغريب في الأمر كما يقول السقاف أن القبض كان بعدن ولكن لم يجد نفسه بعدها إلى في سجن الأمن المركزي بصنعاء وتم تحويله إلى المحكمة الجزائية المتخصصة “محكمة أمن الدولة” وتم التلاعب وحكم عليه القاضي محسن علوان بالسجن أربع سنوات وإرجاع مبلغ وقدرة اثنين وعشرين مليون ومليون ريال أتعاب محاماة.
أربع سنوات وثلاثة أشهر هي المدة التي مرت والسقاف بالسجن حتى اللحظة ولا تزال قضيته في القضاء الأعلى ولا يدري عن مصيره.
ومع أنه أعطى أمراً من مكتب النائب العام بالإفراج عن السقاف بالضمان ولكن وكيل النيابة “علي حسن عسكر” رفض الأمر وقال أن على المتهم إحضار ضمانة ثانية وعند إحضار ضمانة ثانية قال السقاف لعسكر: أنا من أبناء عدن ولا أعرف أحداً من صنعاء والضمانتين من عدن ولحج رد عليه عسكر قائلاً “لازم تكون الضمانة من صنعاء لأننا في دولتين”.
يواصل السقاف حديثه ويقول: تم التحريض ضدي من قبل البحث والنيابة والمحكمة لأنني جنوبي ومن أبناء عدن ويعاملوننا هنا وكأننا من كوكب أخر، ونستغرب حين يتم الإفراج عن القتلة من كل المحافظات باستثناء المحافظات الجنوبية.
طلب “السقاف” نقله -كما يقول- من صنعاء إلى عدن ولكن النائب العام رفض دون أي اسباب والآن بعد أن أنها الأخير قضاء فترة الحكم الصادرة ضده ولا يزال يدفع ضريبة الوحدة أشهر أخرى، حيث وقد مضى على سجنه ثلاثة أشهر زيادة عن الحكم.
ويختتم “السقاف” حديثة لنا ويقول أن عضو النيابة راجح سعد الذي أخبره ذات يوم أنه لن يخرجه من السجن حتى الموت.

سجناء من جعار يدفعون ثم سيطرة القاعدة على مدينتهم
من جهة أخرى يقول معتقلون من محافظة أبين أن وزير الدفاع محمد ناصر احمد أخذهم من مزارعهم قبل حوالي سبعة أشهر وإلى الآن لا يزالون لا يعرفون مصيرهم وقالوا انهم أتهموا بأنهم يتبعون القاعدة “أنصار الشريعة” وأنهم قتلة، مستغربين إذا كانوا كما يدعي وزير الدفاع لماذا لم يحكم عليهم بالإعدام بدلاً من إصدار أحكام ضدهم بالسجن ما بين (خمسة إلى عشرة أعوام” طالما هم قتلة وإرهابيين كما تدعي صنعاء ونظامهما.
الامر المحير هو أن القاعدة أو ما بات يسمى “أنصار الشريعة” لم تطالب بهذه الأسماء من قبل أو ذكرت أن لها مساجين من عناصر القاعدة سوى مجموعة معروفة إلى جوار عبدالاله شايع فكيف يقول نظام صنعاء أنهم قاعدة؟، وكيف لم يطالب أنصار الشريعة بالإفراج عنهم إذا كانوا كذلك أو حتى يتم تبادل أسرى بين الاثنين خصوصاً أن “أنصار الشريعة” تحتجز مجموعة من أفراد قوات الجيش اليمني في أبين.

أسماء المعتقلين من أبناء جعار وعدد سنوات الحكم عليهم:
1- منيف سالم حليمان- 10سنوات.
2- ناجي أحمد صلاح- 6 سنوات.
3- احمد حسين حيدره- 6 سنوات.
4- الحسيني علي أحمد- 6 سنوات.
5- محمد حسين علي عاطف-5 سنوات.
6- عبدالله عبده سيف- 5 سنوات.
6- أكرم محمد حسين أطحطح -5 سنوات.
7- مطيع عبدالله رضوان- 5 سنوات.
8- واعد أحمد عطاء-5 سنوات.
9- خالد جمال حسين- 5 سنوات.

أسماء المعتقلين الجنوبيين داخل السجن المركزي بصنعاء:
1- أحمد عمر العبادي المرقشي
2- عبدالكريم علي لالجي
3- هاني أحمد دين
4- معمر سقاف عبدالقادر السقاف
5- غسان عبدالرزاق
6- منيف سالم حليمان
7- ناجي أحمد صلاح
8- أحمد حسين حيدره
9- محمد حسين عاطف
10- عبدالله عبده سيف
11- أكرم محمد حسين طحطح
12- مطيع عبدالله رضوان
13- وعد أحمد عطاء
14- خالد جمال حسين الشركة
15- الحسيني علي أحمد

“نقلاً عن صحيفة القضية “

أخبار ذات صله