fbpx
ويسألونك عن 7 يوليو ..!

 

( الجهات الاربع اليوم : جنوب / فمن أين سيأتيها الغروب / فيا جنوبي / كانت الساعة لا تدري كم الساعة / إلا ..بعد ان لقنها قلبك دروس الخفقان / كانت الارض تخاف المشي حتى علمتها دفقات الدم في قلبك ..! فن الدوران / لن تتيه الشمس بعد اليوم ، في ليل ضحاها / سترى في ضوء عينيك ضياها .. وستمشي بأمان /  وعلى اثار خطواتك تمشي .. اينما يممت .. اقدام الدروب / فيا جنوبي / أكنس بنعليك الهوان/ فالجهات الأربع اليوم : جنوب ) احمد مطر .

جنوب الأرض وأرض الجنوب لم يعد اليوم من مكاناً فيها للغزاة والعسكر وارباب الحروب ، فنكبة 7 يوليو الاسود هي  ذكرى مؤلمة ووصمة عار في جبين المحتل الذي استفحل منذ نصره المزعوم من العام المشئوم في 7 /7 /1994م .

تلك الذكرى التي يطلق عليها الشعب الجنوبي يوم ” الأرض ” هي الذكرى الـــ” 19 ” للنكبة الجنوبية التي حولت الجنوب دولة وأرضاً وشعباً إلى غنيمة حرب وبقايا أشلاء بشرية نتيجة لعمل خبيث وممنهج  استهدف الجنوب بكامله ماضياً وحاضراً .

في يوم 7 يوليو من العام 1994م ، احتلت قوات اليمن بكل تحالفاتها العسكرية والسياسية والقبلية التقليدية العاصمة  الجنوبية ” عدن ” ، هذه المدينة التي كان يأمل حكام العرب أن يماثلوها بعواصهم ، قبل أن يقدم تتار الشر والارهاب والقتل والسرقة  على استباحتها وتدمير كل ما فيها من حياة وتعايش وسلام  يوم 7 /7 /1994م بعد اعلانهم الحرب يوم 27 ابريل 1994م ، وذلك طمعاً في نهب الارض والثروة الجنوبية وتدمير الدولة وقوامها ومؤسساتها ، فحولوا عدن والجنوب الى غابة يسودها الظلم والفساد والمجازر الدموية بحق ابناءها الرافضين لتلك الاعمال التتارية التي لا تقل عما فعله هولاكو في بغداد .

ماذا عسانا ان نتحدث .. عن تلك المأساة الكارثية والنكبة التي حلت بالجنوب يوم وطأت اقدام الغزاه والاقزام القادمين من خلف اسوار التأريخ والمخلفات ، أرض الجنوب .

إن أحدث ..فاقول هي  مرحلة ..! فكل المراحل غيرها اقل وطأة ، وإن اقل قدر .. فدونها الاقدار ، وكأني بما حدث للجنوب عام ” 94″ أشاهد قنبلتين ذريتين كتلك اللتان وقعتا على هيروشيما ونجازاكي باليابان اثناء الحرب العالمية الثانية  في اربعينيات القرن العشرين  ، وقعت على الجنوب ، احداها كانت عندما  تم توقيع  ما تسمى ” الوحدة اليمنية” في 22 مايو 90م  ، فيما الاخرى وقعت يوم احتلال الجنوب في حرب 94م وبالتحديد يوم 7 يوليو الأسود .

 

اليوم لا مجال هناك للحديث عن امكانية تقييم واصلاح ما احدثته القنبلتان والحدثان المأساويان بالجنوب دولة وشعب وارض ، فبالإضافة الى قتل حلم الشعبين الشمالي والجنوبي وذبحه من الوريد إلى الوريد من قبل التتار ، فقد عمدوا ايضاً الى التدمير الشامل والتصفية التطهيرية لكل ما هو جنوبي ، لهذا لم يعد من حلم اليوم غير استعادة دولة الجنوب وفك الارتباط من وحدة الفشل واحتلال الحرب .

لكن لا تزال هناك امكانية لمعالجة الأمر وانهاء المأساة وتحقيق مصلحة الشعبين في الجنوب والشمال ومصلحة المنطقة والعالم تتمثل في استعادة وضع الدولتين ومكانتهما السياسية والاقتصادية وبناء كل دولة منهما بما يلبي تطلعات شعبها واقامة حسن الجوار والحفاظ على وشائخ الاخوة والعلاقات المستقبلية بين الدولتين الجارتين .

 

ولنا في التأريخ عبر وفي الاحداث دروس ، فقد مرت الاحداث وتكررت النوائب ، لكن يوم 7 يوليو يبقى يوماً اسوداً سيء الصيت والذكر ، ونتمنى ان لا يرى الجنوب مثيله ولا تكراراً للمآسي والنكبات .

وكما هو شعب الجنوب يأبى الذل والخنوع فلن يرضى بالاستعمار والتركيع ، فقد انتفض بثورته التحررية الشاملة وسيستمر ثائراً حتى يرحل الخاسئون المحتلون وازلامهم ومن يسر على نهجهم من القوى المؤدلجة بالتبعية مدبرين من ارض الجنوب تلاحقهم لعنات التاريخ ولعنات اجيال الجنوب القادمة  جراء ما ارتكبوه من قبائح وجرائم تبرئ منها وتتقزم أمامها جرائم الفاشيين وجرائم عصابات المافيا .

الآنَ ما عادَ لَكُمْ  / أن تُوجِزوا أصواتَنا / بِقَرقَعاتِ التَّنَكَهْ / عودوا إلى الواقِعِ كي لا تَقَعُوا  / وَحاوِلوا أن تسمَعوا وأن تَعُوا : كُلُّ الثّراءِ والثّرى مِلْكُ لَنا / وكُلُّكُمْ مُوظّفونَ عِنْدَنا/  فَلْنَمشِ في مُعتَركِ السَّلْمِ مَعَاً  / كي تَسْلَموا مِنّا بِوَقتِ المعركهْ /  أَمّا إذا ظَلَّ قُصارى فَهْمِكُمْ لِفكرةِ المُشارَكَهْ / أن تجعلوا بلادَنا شَراكَةً ما بينَكُمْ / وَتجعلونا خَدَماً في الشركة / فَلْتبشِروا بالتَّهْلُكَهْ ! / في ظِلِّكُمْ لَمْ نكتَسِبْ / إلاّ الهَلاكَ وَحْدَهُ : أجسادُنا مُنهَكةُ  /أرواحُنا مُنتهَكَهْ/ خُطْواتُنا مُرتبكه ْ. لا شَيءَ نَخشى فَقْدَهُ  / حِينَ تَحُلُّ الدَّرْبكَهْ /بلْ إنّنا سَنشكُرُ الَموتَ إذا مَرَّ بِنا / في دَرْبهِ لِنَحْرِكُمْ ! / فَكُلُّ شَرٍّ في الدُّنا / خَيْرُ.. أَمامَ شَرِّكُمْ  / وَبَعْدَ بَلْوانا بِكُمْ / كُلُّ البَلايا بَركَه.                                        “أحمد مطر”