القمة العربية وبيانها الختامي!

كتب/ علي عبدالله البجيري

كان من المتوقع ان يصدر البيت الأبيض موقفه ويعلن رفضه للبيان الختامي للقمة العربية الطارئة فالإدارة الأمريكية تريد من العرب الانخراط في مشاريع من صناعتها وتجريد العرب من الأوراق المتبقية بأيديهم، ادارة ترمب تريد موقف عربي شبيه “بصفقة القرن” التي جاءت بديله للمشروع العربي للسلام الذي اقرته القمة العربية في لبنان عام 2002 ٠

الموقف الامريكي سجل الرفض الكامل للبيان الختامي لقمة القاهرة دون اي اعتبار للمطالب العربية وحقوق الشعب الفلسطين على أرضه، والاصرار على التمسك بمشروع ترمب لتهجير الشعب الفلسطيني، موقف يتسم بالعنجهية ويمثل خطأ استراتيجي ستكون له تداعياته على مسار العلاقات العربية الامريكية والعلاقات الدولية بشكل عام !

بيان القمة العربية لم يخرج عن الاطار العام لمشاريع السلام العربية وقرارات الشرعيةالدولية.، تميز البيان بالواقعية في التعاطي مع تداعيات الحرب على غزة واستخدم كلمات تعبيرية هادئة ومرنة اخذن بعين الاعتبار الظروف السياسية والعسكرية والاقتصادية المتأزمة..وفي الحقيقة ان قرارات القمة جاءت “متناسبة مع التحديات، لا سيما تبنيها الخطة المصرية لإعادة الإعمار وتصورها لإدارة وحكم قطاع غزة وطرحها لقضية الإصلاح الداخلي الفلسطيني

البيان الختامي للقمة العربية ركز على ثلاثة محاور رئيسية

1 – اقرار مشروع تعمير غزة دون تهجير سكانها خارج القطاع

2 – التأكيد على ضرورة إتمام نص اتفاق إيقاف إطلاق النار وتبادل الرهائن والمعتقلين تمهيداً لبدء مسار تفاوضي، يؤدي إلى تسوية سياسية، تصل إلى حل الدولتين

3 – مطالبة السلطة الفلسطينية وتشجيعها على إصلاح مؤسساتها، بهدف التمهيد لتحمل مسؤوليتها مرة أخرى في القطاع.

الرد الامريكي على البيان الختامي للقمة العربيةفي القاهرة يتلخص في :

– عدم احترام للجهد العربي المبذول في التوصل إلى صيغة عربية ودولية عبر صندوق دولي لإعمار غزة وخطة تفصيلية على 3 مراحل مدروسة للإسكان والتعمير للقطاع والسكان.

– تجاهل بيان البيت الأبيض إجراءات السلطة في الإصلاح.
بما في ذلك إعداد قوة شرطة لا تنتمي للفصائل الفلسطينية، لتحقيق الأمن في القطاع وبعيداً عن قوات “حركة حماس

– وزارة الخارجية الإسرائيلية أعلنت فوراً بأنّ المؤتمر جاء مخيباً للآمال؛ لأنه لم يراعِ الهموم الأمنية لإسرائيل، ولم يحلّ مسألة الميليشيات، وهجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)!

– وعلى الجانب الأخر يُفاجأ العرب بتسريب أخبار عن قناة اتصال خلفية بين السلطات الأمريكية الأمنية وحركة “حماس ” وحسب ما كشف مبعوث الرئيس الأمريكي لشؤن الأسرى ” ادم بولر” بان حماس عرضت صفقة شامله لإطلاق سراح الأسرى تتضمن: نزع سلاحها، عدم التدخل في السياسة مقابل وقف اطلاق النار لمدة تتراوح بين خمس إلى عشر سنوات.

الخلاصة… غياب عدد من القادة العرب عن القمة بعث برسالة سلبية للعالم . وهنا نترحم على الزعماء العرب ممن رحلوا عن عالمنا وهم من ساهموا في صناعة قرارات الحرب والسلام وتمسكوا بها حتى جاءت (صفقة القرن) لتطعن القضية الفلسطينية من الخلف دون تحقيق أي انجاز يذكر لصالح قضية العرب المركزية .هكذا، انتهت القمة لكن العمل العربي لمواجهة تحدي (التهجير) وتصفية القضية لم ينته بعد، وهو ما يستدعي البدء بتحرك دبلوماسي على مستويات رفيعة تقودها المملكة بدءا بزيارة أمريكا وروسيا وعواصم الدول الاوروبية.