fbpx
إعادة احتلال الجنوب بأدوات جديدة أمر مرفوض أيها المتحاورون! بقلم / قائد منصور
شارك الخبر

أي إنسان مثقف ويمتلك القدر اليسير والوعي السياسي وشيى من الإدراك في الآلية الفكرية والعملية التي يدير بها الشماليون الأمور وتعاطيهم مع القضية الجنوبية يستطيع ان يستنتج وبشكل مبكر ما تأول إلية الأمور وهدفها وهذا ليس بجديد بل تكرار وإعادة استنساخ لمكرهم ودهائهم وخبثهم السياسي بالتعاون الاحترافي التي اثبت نجاحاته خلال (23) عاماً لاحتواء الجنوب وتدميره وتحويله أرضا وثروة الى إقطاعية خاصة وشعبا الى عبيد مسخر للعمل في هذه الإقطاعية يكدح ليلاً ونهاراً لينفق من لقمة عيشة وعلى حساب مستقبل أبناءه وأجياله لينفق على مراكز الفساد والنفوذ في صنعاء.
حيث تصل نفقات الشيخ وحراسته من هبات مالية ضخمة شهرية ووقود وغذاء وسيارات وامتيازات ومبالغ مالية تتجاوز في حجمها نفقات مدرسة تظم الآلاف الطلاب او مستشفى حكومي مركزي دون ان يقدموا لهذا الوطن شي يذكر .
التقرير الخاص في جذور ومحتوى القضية الجنوبية محصلة طبيعية ثلاثة عشر رؤية شمالية قدمت مقابل رؤية حراكية واحدة والكثير من الرؤى الشمالية قدمتها أطراف حزبية لا تعترف أصلا بالقضية الجنوبية وينطلق تفكيرها من موروث ثقافي سياسي جهوي عصبوي يعتبر الجنوب تابع لشمال او ينظرون الى الوحدة وسيلة لعودة الفرع إلى الأصل والحق الى أصحابه وينكرون على الشعب الجنوبي أي حق في الأرض والثروة.
مضامين القضايا التي تناولها التقرير وقدمها لرأي العام باعتبارها تشخيص لجذور ومحتوى القضية الجنوبية مثلت محاولة مبكرة لتفتيت هذه القضية بأسلوب متدرج افقدها مضامينها القانونية والسياسية والاجتماعية وحولها الى مظهر من مظاهر الفساد والظل السائد على الساحة اليمنية وتطويع الشارع الجنوبي بتقبله كما تقبله الشارع الشمالي بل ركز على الظواهر العامة على حساب الجذور الحقيقية للقضية حاول ترسيخ الوحدة ضد الثقافة والمفاهيم والقناعات والمصالح التي انتجت حرب 94.
شرع للفساد والنهب في الجنوب عوضاً عن محاكمة رموزه واعتبر حرب 94 واحدة من ضمن الأخطاء والممارسات السياسية واللغى حقيقتها وأهدافها بالسيطرة على الجنوب ونهب واستغلال ثرواتها وإدارة شؤونها بالقوة وغيرها من الظواهر والممارسات والسمات الاستعمارية التي فرضتها هذه الحرب على الجنوب وصفت اكبر عملية سرقة في التاريخ لثورات وممتلكات الجنوبيون بالخصخصة ليبقى عليها مشروعية سياسية وقانونية تبرر استمرارها ولن ينظر إليها كممارسات استعمارية الهدف منها تحقيق مصادر الرزق ودخل وعيش المواطن الجنوبي وضرب مقومات حياته الحرة الكريمة كمقدمة سياسية لاستعباده وإشاعة الجهل والفقر والتخلف والتناقضات التناحرية بوسطه الاجتماعي وانشغاله بأمور رزقه على حساب تفكيره وعملة الوطني وتجريده من كل مقومات نهوضه وتطوره الحضاري.
كثيرة هي المغالطات التي لا يتسع المجال لذكرها ونعايش كل لحضه تبعتها ومثل هكذا مقدمات تقوم على المغالطات والحسابات الخاصة المسبقة لا يمكن بها أن تؤدي الى نتائج مرضية لشعب في الجنوب الذي الهمة حدسه وما تعلمه من تجارب الماضي على مقاطعة الحوار .. الذي تتكشف يوماً عن يوم أهدافه كمطبخ سياسي لشرعنه وتبرير ما حصده الجنوب واحتواء القضية الجنوبية وإعادة إنتاج الماضي لصالح تحالف غير مقدس بين مراكز القوى والنفوذ القديمة في الشمال والجنوب وإعادة تقسيم الجنوب وثرواته بين هذه القوى التي خاضت بالأمس حربها الظالمة لاستعمار الجنوب وفق معايير جديدة يعتقدها بعض أطراف هذا التحالف تصحيح للاختلال السابق بالنسبة لتناسب..
مثل هكذا حوار بالطبع لا يحل القضية الجنوبية ولا يعيد لشعب في الجنوب حقوقه المشروعة بقدر ما يضاعف مآسي ومعاناة وويلات الشعب في الجنوب من جهة.. 
وتفتيت مفاعيل حراكه السياسي الجماهيري وتمزيق ماتبقى من عراء لوحدته الوطنية ويدخل البلدان الشمال والجنوب في أتون أزمات وصراعات لا يمكن التنبؤ بعواقبها التدميرية .
الخروج من هذا النفق لا يتم من خلال هذا الحوار وآليته المختلة لصالح الشمال على حساب الجنوب ولا يمكنه أن يتم تحت مظلة المبادرة الخليجية واشتراطاتها القائمة على مصادرة إرادة وحق الشعب الجنوبي في تقرير مصيره .. هناك منفذ واحد للخروج من متاهات هذا النفق المظلم ويمكن أن يصل باليمن الى نافذة مفتوحة على المستقبل وهو الحوار الندي المتكافئ بين الشمال والجنوب تحت إشراف ورعاية دولية يلتزم فيها الطرفان بتنفيذ مخرجاته .
وحدة الشعب الجنوبي مخول في صناعة مستقبلة وتقرير مصيره وبناء دولته وسلطته مادياً وقيمياً وأخلاقيا وبنا دولة العدالة والمساواة والمواطنة الحرة الكريمة المتحررة من ابتزاز وإرهاب مراكز النفوذ التي تنتظر من الشعب ان ينفق عليها مقابل التزامها بالحفاظ على مقومات أمنة واستقراره ومصادرة رزقه ..فشعب الجنوب ليس بحاجة لا يمتلك الاستعداد ان ينفق على مجموعة قبائل حتى يضمن إمدادات الكهرباء والنفط والغاز او يرهن ثرواته المتجددة والطبيعية في يد حفنة من الفاسدين تبيعها بسعر التراب لشركات أجنبية تنهبها وتدمرها دون رقيب أو حسيب.

أخبار ذات صله