fbpx
أما آن للحراك أن يتحرك ..؟ بقلم -الاستاذ بسام جمال الطميري
شارك الخبر

كلنا نعلم كيف بداء الحراك الجنوبي أنطلاقته الأولى في ٢٠٠٧ ، والتي كانت عباره عن مطالب حقوقيه ، لكن سرعان ما أرتفعت تلك المطالب لتصبح القضية قضية شعب ودولة ذات هوية وتاريخ ، وعلت المطالب الحقوقيه حتى صارت سياسيه بامتياز.
وبسبب تتابع الأحداث فقد خاض حراكنا سباقا مع الزمن تاركا كل الخصوم ورائه محرزا نقلات وانتصارات كانت جليه وظاهره أمام كل المراقبين المحليين والدوليين . وما كان ذلك ليكون الا لأن الهدف كان واضحا والقيادات كانت متوحده (لم يكن حينها قيادة تاريخيه ولم يكن هناك لاعب دولي أو دعم خارجي ) .
إن تلك القفزات الكبيره وتلك السرعة الجنونيه التي رافقت الحراك في عنفوانية شبابه خلفت مساحات واسعه وفجوات عميقه لم تطئها أقدام الثوار ولم تملائها أصواتهم والتي من خلالها تسلل الأختلاف بهيئة رجالا عظام وخترق الحراك عبر مشاريع (ظاهرها فيه الرحمه وباطنها من قبلها العذاب) وما نحن فيه اليوم ماهو الا نتاج طبيعي لتلك الخطوات العفويه والغير مدروسه.
وأهم تلك المشاريع – عملية (الدمج) أ و( التوحد) والتي نفذ خلالها أشخاص تخلوا عن أهداف الحراك ومبادئه في لحظة كان الحراك يخوض صراع البقاء فخذلته مواقفهم الرخيصه ، وكذلك تداخلت المشاريع ببعضها وهذا أدى الى عدم التفاهم وعدم الألفه بين القيادات في نفس المكون الواحد.
وكذلك طرح مشروع الهويه في وقت مبكر ولم يصل الحراك الى مرحلة النضج بعد. مما أدى الى حاله من التيه عند البعض ، والخوف من الأتي عند البعض الأخر من أنصار الحراك .
واليوم كما يقال (عادة حليمه لعادتها القديمه) مع أزدياد رقعة الحراك أتساعا وخروج الجنوبيون الى الساحات بالملايين، حيث تقدم الشارع وسبق قياداته ، لم تستطع تلك القيادات  اللحاق بالشارع وذلك لسبب بسيط ، وهو أن كل منهم مشغول بالأخر ويوضع العراقيل أمام صاحبه.
 
وبما أن الشارع لم يعد يعبئ بهم ولم ينتضر هذه القيادات ، عملوا على أعاقة الشارع نفسه ،وذلك بطرح مشاريع قد حسمت وطواها الزمن منذو ا نصف قرن ونيف من السنين وشغلوا الشارع بامور لا دخل للحراك فيه وليست هي القضيه التي قام من أجلها الحراك الجنوبي ونسيو وتناسوا العدوا الحقيقي والهدف الأسمى الذي لولاه ما كان الحراك ليكون كما هو الآن.
إننا اليوم بحاجه الى قيادات ناضجه وقادره على التعاطي مع المتغيرات الدوليه كتلك التي أستطاعت أن تنزع الجنوب من فك أعضم أمراطوريه في تلك المرحله وباقل تكلفه ومع هذا فقد تخلصت منها أيادي الطيش والعصبيه لتدخلنا بعدها في هذا النفق الذي نحن فيه اليوم.
إننا بحاجه الى عقول تترجم هذا الهيجان الثوري الى نصر يلمس ودولة ترى وعدل ومساواه ومواطنه عقول كتلك التي جعلت الأفارقه أسياد على أرضهم بعد أن كانوا عبيدا يبتاعون ويشترون باسواق أوربا .
أننا بحاجه الى ساسه كتلك التي قادت الثوره في أوربا ء الى مانراه اليوم من تطور ونهضه حقيقية حيث الحريه تلمس باليدين.
وباعتقادي لايخلوا أي بلد من هذه القول وجنوبنا مليئ بالرجال ممن أذا أوكلت المهمه اليهم سيصلون بالحراك الى الهدف المنشود وهو الدوله المستقله الباسطة سيادتها على كل شبر من أراضيها، لكن حال من نبحث عنهم اليوم يقول (على النخله المثمره أن تتخلص من ثمرها كي لاترمى)، ويبقى لسان حال أبناء الجنوب فيا ليت شعري متى الحراك يتحرك.

أخبار ذات صله