fbpx
ميدان التحرير مطلوب مبادرة من الرئيس! / ريهام مازن
شارك الخبر
ريهام مازن

اقتربنا من يوم 30 يونيو، والرؤية بدت واضحة وضوح الشمس، ألا وهو انشقاق الصف المصري، والنتيجة الله أعلم ما ستحمله لنا الأيام بعد 30 يونيو. الفزع والرعب والحزن يخيم على معظم المصريين مما آلت إليه الأمور في الشارع المصري.. الشارع منشق إلى فريقين، فريق أطلق على نفسه أنصار مرسي والآخر ضد الرئيس، أو حركة تجرد وحملة تمرد وكلا المفهومين للفريقين مرفوض، لأننا كلنا أنصار هذا الوطن الغالي ولسنا أنصار الإخوان أو 6 إبريل أو الجبهة الوطنية أو حزب فلان أوعلان، علينا أن نعلي مصلحة مصر فوق الجميع.

 

الفريق الأول عبر عن رأيه بمليونية رابعة العدوية يوم الجمعة الماضي تحت شعار “لا للعنف”، بالرغم من أنهم كانوا يقرعون طبول الحرب في تصريحاتهم وسط الهتافات والتكبير منددين بأعداء مرسي الرافضين لتصرفاته هو وجماعته، كما يرفضون حق الفريق الآخر في مجرد التعبير عن رأيهم.

بينما الفريق الآخر، ينوي الخروج يوم 30 يونيو للتعبير عن رأيه بسلمية (وإذا نزل الفريق الآخر في ذلك اليوم، فلا مفر من إراقة الدماء) والله أعلم بالأحداث التي ستحدث حينئذ.

إذا قمنا بتحليل الوضع الراهن سنجد أن المشهد من حيث الوضع الأمني والإقتصادي مرتبك ومؤسف ويتمثل ذلك ليس فقط في الحالة الكارثية للأمن و الاقتصاد والشارع و…و…بل عدم وجود رؤية للمستقبل. إذ أن هناك عشوائية وتخبط في القرارات (حتى فيما يتعلق بالملفات الخارجية والقرارات الدولية، ناهيك عن العداءات المختلقة مع دول الخليج) كل هذه التصرفات أصابت الأغلبية بالإحباط واليأس وفقدان الأمل.

على الجانب الآخر، هناك من يرى أن الرئيس لم يأخذ فرصته بعد، وفرصته تتمثل في انقضاء الأربع سنوات من فترة حكمه، وهنا نذكر بوعود الرئيس بالمائة يوم التي لم يستطع إنجاز الكثير منها.

وحتى لا نبدو في صورة الإعلام “المهيج” المؤجج للعواصف، دعونا نفكر بعقلانية شديدة إذا نجح البعض في إسقاط الرئيس مرسي، فمن سيأتي من بعده، أحد رموز المعارضة المتخاذلة المتمثلة في فلان وعلان اللي انكشف زيفهم للشعب واهتمامهم فقط بالجلوس على كرسي العرش، ولم نر منهم مقاتلا شجاعا يستطيع الدفاع عن هذا الشعب أو يكون نبضه.

أعتقد أننا نلعب بالنار والوضع خطير وعلى الجميع أن يدرك أن النار قد تحرقهم دون استثناء وأن الاتفاق علي المشاركة في السلطة هو السبيل الأمثل ليس فقط للحفاظ علي مصالح الدولة واستقرارها ولكن للحفاظ علي مصالحهم.

يا جماعة إن مصر تنجرف للهاوية بمعدل سريع وإن لم يلتف الجميع حولها لإخراجها من هذا المنعطف الخطير سيكون الجميع خاسرا.. هناك من يتربص بنا ليحولنا لعراق جديد أو سوريا وربنا يستر ولا نرى سيناريو الجزائر يتكرر وتنقلب مصر إلى عنف دموي بين المتأسلمين وبقية طوائف الشعب المصري.

سيدي الرئيس الشعب لا يريد إسقاطك، لكن سقف طموحات الشعب  وتوقعاته يتوجب منك عمل الكثير.

  سيدي الرئيس، نحن مقبلون على شهر رمضان الكريم أعاده الله على كل المصريين بالخير والبركات، نريده شهر روحاني وليس قتالي.. وعليك أن تطلق “مبادرة (حقيقية) للم الشمل وإشراك الجميع”، فأنت راع وكلكم مسئول عن رعيته، والشعب المصري رعيتك، وعليك أن تنصت لرغبات ومطالب الآخرين حتى لو لم تعجبك، فهو دورك الذي انتخبناك من أجله, هذا هو دور الأب الإنصات وإشراك أبناء البيت الواحد حول أمر الأسرة والأب لا يفرق بل يجمع بحكمته وذكائه كل أفراد الأسرة تحت مظلته.. سيدي الرئيس أطالبك بمبادرة وإن كنت أخشى ألا تلبي النداء تأثرا بمؤيديك، لكنني أؤكد لك أننا انتخبناك لتكون رئيسا لكل المصريين وليس لفريق أو جماعة وأعتقد أن هذا ما وعدتنا إياه ووعد الحر دين عليه!

اللهم احفظ مصر وأهلها!

* الاهرام المصرية 

أخبار ذات صله