التنازل عن خُمس الأراضي.. هل تخلى زيلينسكي عن “خطة النصر”؟
شارك الخبر

يافع نيوز – ارم
أثارت تصريحات الرئيس الأوكراني، زيلنسكي، حول إمكانية التنازل عن خُمس مساحة بلاده، التي سيطرت عليها موسكو، مفارقات حول موقف بلاده من الحرب الروسية.

وتعارضت تصريحات زيلينسكي مع خطة النصر الأوكرانية من جهة، ومقترحه الأخير بوقف إطلاق النار حال تقديم حلف شمال الأطلسي “الناتو” ضمانات لحماية الأراضي الأوكرانية من أي هجوم جديد عليها من قبل القوات الروسية من جهة ثانية.

ووصف زيلينسكي الصراع مع روسيا حاليًا بـ”المرحلة الساخنة”، مُلمحًا إلى أن بلاده مستعدة لتقديم تنازلات سياسية بشرط حماية حلف شمال الأطلسي “الناتو” للأراضي الواقعة تحت سيطرة كييف.

وأكد أن عضوية كييف في التكتل العسكري يجب أن توضع مقابل السماح لروسيا في الوقت الحالي بالاحتفاظ بالأراضي التي استولت عليها من الحرب المستمرة منذ 33 شهرًا.
خريطة التقدم الروسي
وذكرت وكالة “أسوشييتد برس” أن تصريحات زيلينسكي تأتي فيما تواجه أوكرانيا ضغطًا متزايدًا على طول الخطوط الأمامية التي تبلغ 1000 كيلومتر، خاصة بعد تقدم القوات الروسية مؤخرًا قرب كوبيانسك في توريتسك، وبالقرب من بوكروفسك وفيليكا نوفوسيلكا، وهو طريق لوجيستي رئيسي للجيش الأوكراني.

وعلى وقع هذه التصريحات وما تضمنته من إقرار أوكراني بإمكانية التنازل عن جزء من أراضيها لروسيا مقابل حماية “الناتو”، تُثار العديد من التساؤلات حول دلالات تغير الموقف الأوكراني، ومصير اقتراح زيلينسكي الأخير، وموقف كل من روسيا وحلف “الناتو” من هذا الاقتراح.

وفي هذا الصدد، قال مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية، ديميتري بريجع، إن تغيير الموقف الأوكراني عبر مقترح زيلينسكي لوقف إطلاق النار، يُظهر تحولاً نحو الواقعية السياسية، ويعكس إدراكًا متزايدًا للحاجة إلى حل دبلوماسي شامل بدلًا من استمرار النزاع المفتوح.

وأوضح بريجع، أن زيلينسكي وضع شروطًا صارمة لضمان عدم استغلال روسيا للهدنة لإعادة تسليح نفسها، وهو ما يكشف عن رغبته في حل مستدام يعزز أمن أوكرانيا على المدى الطويل.
موقف روسيا من المقترح الأوكراني
وقال بريجع إن ترفض أي مقترح يتضمن انسحابها من الأراضي الأوكرانية التي سيطرت عليها، وتستخدم هذه المواقف كوسيلة لتعزيز نفوذها الإقليمي، لافتًا إلى أن التعنت الروسي يجعل “الناتو” يميل إلى دعم أوكرانيا بوسائل أكثر استدامة، مثل تعزيز قدراتها الدفاعية، وربما تشجيع المفاوضات المشروطة التي تحقق توازنًا في المصالح.

وتابع: “دبلوماسيًا، يمكن لهذا التغيير أن يشكل فرصة لإعادة بناء آلية تفاوض دولية تشمل أطرافًا محايدة، مثل الأمم المتحدة أو دولا غير منحازة، لإدارة عملية السلام، لذا فإن الحلول الدبلوماسية تتطلب رؤية شاملة تأخذ في الاعتبار مصالح جميع الأطراف مع ضمان احترام السيادة الوطنية والقانون الدولي”.

وأكد بريجع أن الوضع القائم بين روسيا وأكرانيا لم ينضج للمفاوضات، لأن الطرف الأوكراني يريد السيطرة على المزيد من المناطق الروسية، بدءًا من هجوم كورسك، وسط محاولات غربية لإدامة النزاع، خاصة بعد السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخه بعيدة المدى لضرب العمق الروسي، وإرسال مزيد من المساعدات العسكرية الأمريكية إلى كييف، والتي اقتربت من 7 مليارات دولار أمريكي مؤخرًا.

سيناريوهات المرحلة المقبلة
وتوقع بريجع أن يتغير الوضع خلال الشهور المقبلة، ويتجه نحو مزيد من التصعيد على خطوط الجبهات بهدف الضغط على روسيا، التي تتقدم بشكل كبير في قرى بمقاطعة دونباس، الأمر الذي لا يصب في الصالح الأوكراني، وفق تقديره.

واستطرد أن “أوكرانيا تريد استمرار المعارك ضد روسيا، وفي نفس الوقت تهدد موسكو كييف باستخدام صواريخ “أورشنيك” الباليستية، مما ينذر باشتعال المعركة العسكرية، خاصة مع تحديث العقيدة النووية الروسية ردًا على استخدام أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى”.

وتابع بريجع أن “الطرفيْن الروسي والأوكراني غير جاهزين للجلوس على مائدة المفاوضات”، مرجحًا أن يتم هذا الأمر بعد تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، في 20 يناير /كانون الثاني المقبل، وتغيير الوضع الجيوسياسي.

واختتم بأنّ ما يحدث الآن هو تصعيد، وبعد استهداف روسيا بصواريخ بعيدة المدى، كان هناك رد روسي قاسٍ، تمثل في إطلاق صاروخ “أروشنيك”، مع تهديد باستهداف مراكز صنع القرار السياسي والعسكري في المدن الأوكرانية الكبرى، وعلى رأسها كييف.

أخبار ذات صله