يافع نيوز – ارم نيوز
على مدار الأشهر الماضية، ما زالت كييف تسعى بشتى الطرق للحصول على إذن غربي “أمريكي، بريطاني، وفرنسي” لاستخدام الصواريخ الأوروبية بعيدة المدى لضرب العمق الروسي.
ومع تراجع الدعم الغربي وتقدم “الدب الروسي” داخل أراضي كييف، يبقى هذا المطلب المنفذ والمنقذ الوحيد للرئيس الأوكراني زيلينسكي .
ووقف زيلينسكي الأسبوع الماضي أمام البرلمان الأوروبي في بروكسل، عارضًا تفاصيل خطة “النصر” لاستعادة أراضيه وهزيمة روسيا، إلا أن العديد من الدول الغربية أبدت ملاحظاتها الفورية على ما عرضه الرئيس الأوكراني، وأبرزها واشنطن وألمانيا اللتان رفضتا هذه الخطة بشكل قاطع.
وفي مطلع أيلول/ سبتمبر الماضي، أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أول تحذير للغرب بعد اجتماع مسؤولي الولايات المتحدة وبريطانيا لبحث إمكانية السماح لأوكرانيا باستخدام أسلحة بعيدة المدى ضد أهداف روسية، مؤكدًا أن هذه الخطوة ستضع “الناتو” في حالة حرب مع موسكو.
وبعد شهرين، هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الولايات المتحدة وحلفاءها في حلف شمال الأطلسي بعدة خيارات ستنفذها وزارة الدفاع الروسية، إن سمحوا لأوكرانيا بشن ضربات بأسلحة غربية بعيدة المدى داخل روسيا، قائلاً: “وزارة الدفاع تدرس كيفية الرد على ضربات بعيدة المدى محتملة على الأراضي الروسية وستقدّم خيارات مختلفة”.
ومع هذا التهديد الصريح، فما هي الخيارات التي قد تلجأ إليها وزارة الدفاع الروسية للرد على أي محاولات لاستهداف أراضيها باستخدام الصواريخ والأسلحة الأوروبية؟ وما مدى احتمالية مغامرة الغرب بمنح الإذن لكييف للقيام بهذه الخطوة؟
يعلق الخبراء في تصريحات لـ«إرم نيوز» على دلالات التهديدات التي أطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولسان حالهم: “روسيا بدأت تكشر عن أنيابها للغرب بعد تعديل عقيدتها النووية للرد الفوري بالأسلحة النووية على أي محاولات لاستهداف أراضيها”.
ويؤكد الخبراء في تصريحاتهم أن هناك 3 خيارات أمام روسيا حال استهدافها من أوكرانيا بالصواريخ الغربية، تم الكشف عنها، والتي قد تؤدي إلى بدء الحرب العالمية الثالثة وتوسع الصراع في المنطقة.
تنفيذ وإشراف غربي
ويقول الدكتور محمود الأفندي، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن الأسلحة بعيدة المدى هي أسلحة غربية تتمثل في صواريخ “أتاكمز” الأمريكية، “ستورم شادو” البريطانية، أو “سكالب” الفرنسية، وهي جميعها تُطلق عبر الأقمار الصناعية للوصول إلى هدفها، وتكون تحت إشراف الغرب بداية من إنتاجها وحتى إطلاقها. والدول الغربية لن تعطي هذه التكنولوجيا لأوكرانيا، لكن في حالة استخدام أوكرانيا لتلك الصواريخ، يتم ذلك تحت إشراف الغرب.
وأكد الأفندي أن روسيا لديها عدة خيارات للرد حال استهدافها بالصواريخ بعيدة المدى، أولى هذه الخيارات استخدام العقيدة النووية التي تم تعديلها، ونصت على أنه في حال مساعدة دولة نووية لدولة غير نووية على استهداف العمق الروسي، فإن لروسيا الحق في الرد على الدولة النووية.
وتابع: “لذا فإن استهداف العمق الروسي بالصواريخ البريطانية أو الفرنسية أو الأمريكية سيواجه برد روسي من خلال توجيه ضربة بالأسلحة النووية ضد أهداف داخل تلك الدول”.
وأضاف أن “هناك خيارات أخرى للرد، مع العلم أن روسيا تعرف جيدًا أن أوكرانيا ليست لديها التكنولوجيا لإطلاق هذه الصواريخ، وفي هذه الحالة يحق لروسيا ضرب بريطانيا أو فرنسا أو أمريكا”.
خيارات روسية
ويوضح الدكتور محمود الأفندي أن “هناك خيارًا آخر وهو إمكانية ضرب روسيا للأقمار الصناعية الغربية والأمريكية وإسقاطها من مدارها، حال تم توجيه ضربة للعمق الروسي من قبل الغرب وأمريكا عن طريق أوكرانيا”.
ويشير المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية إلى أن “الرئيس بوتين أكد أنه يدرس كل هذه الخيارات والاحتمالات، وأن هذه الاحتمالات لدى أجهزة الأركان الروسية. وحسب درجة الخطورة، ستستخدم روسيا الضربة الاستباقية في حال إطلاق الصواريخ بعيدة المدى، حيث تمتلك روسيا وأمريكا أجهزة مبكرة لرصد إطلاق الصواريخ، وبمجرد إطلاقها تعرف من أين تم إطلاقها وإلى أين تتجه”.
ويختتم الأفندي تصريحاته قائلاً: “تلك الخيارات الروسية قيد التنفيذ، إذا سمحت الولايات المتحدة وبريطانيا لأوكرانيا بضرب العمق الروسي، ومن ثم فإن الرد الروسي جاهز في أي وقت”.