أصول وقواعد مهنية في مكافحة التجسس ومستجداته

 

كتب – اللواء/ علي حسن زكي

إن الأصل في التجسس هو: الحصول على المعلومة عن الهدف، فيما الجاسوس/العميل الذي يتم كسبه من قِبل ضابط مخابرات هو: مصدر المعلومة حيث يتم به اختراق الهدف لتقديم المعلومة من داخله، إن المهمة المفترضة المسنودة للعميل يمكن أن تكون تقديم المعلومة ويمكن أن تكون أفعال تخريبية أخرى ومنها وفقاً لمستجدات التجسس تقديم إحداثيات عن الهدف المفترض مراقبته من خلال الكاميرات المبرمجة التي ترسلها أوتوماتيكياً إلى المركز الإستخباري المسؤول لترتيب تنفيذ عمل ما في الهدف، ما حدث في مطار عدن من استهداف عسكري غشوم واكتشاف الكاميرا وضبط العميل وقد يكون اكتشاف شبكات أخرى أيضاً وضبط عناصرها وبفعل يقظة الأجهزة الأمنية الجنوبية وتَتَبُّعها وفي إطار مكافحة التجسس والجريمة أنموذجاً.
ومن المستجدات في العمل الاستخباري/التجسسي تَطَوّر الوسائل التكنولوجية الحديثة والدقيقة التي صارت في متناول الأجهزة الأستخبارية وعملائها، ويظل العميل وفي كل الأحوال هو الفاعل،
النماذج عديدة، و((المال يلعب بحمران العيون)).

إن من الأصول ألّا يكون أداء الأجهزة الأمنية والاستخبارية بعيداً عن مجارات المستجدات في العمل التجسسي ووسائل تنفيذ الجريمة وبحسب المتطلبات والمكان والزمان، ومن الأصول الإهتمام بالعنصر البشري المؤهل والمجرب ذو الخبرة المتمكن والملم بأساليب ووسائل العمل التجسسي السرية المفترضة والمقتدر على الإسهام في رسم كيفية مواجهتها بأكثر دقة وفاعلية، وهناك أصل/قاعدة فحواها: طالما توجد في البلد أي بلد أجهزة أمنية وعسكرية فلماذا هو بحاجة إلى جهاز أمني/استخباري مهني ومتخصص؟ تجيب القاعدة إياها: طالما كان العدو أي عدو يحاربه بجهاز استخباري وبأساليب ووسائل السرية فهو بحاجة إلى مواجهته ومهاجمته واختراقه بجهاز استخباري وبأساليب ووسائل السرية.
ومن الأصول أن الجهاز الأستخباري ليس مسمى وهيكلية ولوائح وخطط ومهام تنفيذية وحسب ولكن كادر قيادي ومن في حكمه أيضاً إذ هو عصب التخطيط والتنفيذ معاً وحيث تكون الفائدة ضعيفة من ضبط الفاعلين وكشف الجريمة بعد وقوعها على أهميته قياساً باكتمالها -الفائدة- عند كشف الجريمة وضبط عناصرها قبل وقوعها وتجنيب الفرد والمجتمع والحياة المدنية والبنى التحتية والمصالح العامة والخاصة شرور نتائجها وهو جوهر العقيدة الأمنية والاستخبارية ولب وظيفتها وأس مكافحة التجسس والجريمة وفي أي بلد كان لا ريب.

لقد أوردنا ما سلف: للتأمل والإستفادة مما يمكن الإستفادة منه، وهو بيت القصيد مع التنويه إلى اختراقات مفترضة طالما ظل مركز الإتصالات السلكية واللاسلكية خارج العاصمة عدن، والاحتمالات واردة…..