مقالات للكاتب
كتب – فتاح المحرمي.
في اليوم العالمي الذي يصادف الخامس من أكتوبر من كل عام، تحتفي الشعوب والدول بمعلميها وتستعرض ما انجزوه في ساحة العلم والمعرفة من ابتكارات وإنجازات علمية وتنموية أسهمت في النهوض بواقع مجتمعاتها نحو الأفضل، حيث نجد أن الدول التي تعطي للتعليم والبحث العلمي إهتمام أكبر تخلق تنمية بشرية مستدامة تصعد ببلدانها نحو العالمية على مختلف الجوانب والصعد، وعلى العكس من ذلك من يهمل التعليم ومنهم العرب الذي يلاحظ أنهم أقل اهتماما بالتعليم، وهذا ليس لأنه لا يوجد ذكاء ولكن عدم الاهتمام يؤدي إلى ما نلتمسه من هجرة العقول العربية إلى الخارج.
أما إذا نظرنا إلى واقعنا في البلاد فالوضع اسوء، حيث أن المعلم بشكل عام لم يعطئ حقه المشروع والواجب على الدولة وأتت الحرب لتضاعف من معاناته وتهوي براتبه إلى أدنى قيمة بين المؤسسات الحكومية، حيث أصبح راتبه لا يساوي في متوسطه جونية ارز وزن 50 كيلو، ولا ننسى التذكير بسياسة نظام صنعاء الذي عمل على التدمير الممنهج للتعليم بهدف أن يسود في حكمه وتناسى أن انعكاس ذلك عاد على المجتمع ككل وليس فقط النظام.
المعلمين والمعلمات أن الكلمات لا تكفي .. وعبارات الثناء والشكر شيء يسير جداً .. ومشاعر الإمتنان والتقدير والاجلال والاكبار لا تعطي لكم انتم الذي تتلمذنا على أيديكم منذ الابتدائية وان كان جزء بسيط من الحق ورد الجميل لكم.
وفي اليوم العالم للمعلم نتوجه إليكم بتحية من اعماق القلب .. تحية محملة بالود والشكر والعرفان والتقدير والاحترام لكم يا مشاعل الأمل الذين انرتم ولا زلتم تنيرون لنا دروب العلم والمعرفة في المدارس الابتدائية والثانوية والدراسة الجامعية والدراسات العليا.
وهي مناسبة نرسل فيها رسالة إلى الجهات المسؤولة في الدولة بأن تضع انصاف المعلم نصب جهودها القادمة، وتمكنهم من حقوقهم التي هي في الأساس أقل مستحق مقابل ما يقدموه، فهم من يربي الأجيال وينير دروب العلم أمامهم ليكونوا أساس الحاضر وبناة المستقبل.
ونلفت عناية المسؤولين في الدولة أن ما وصلوا إليه مر عبر جيل من المعلمين الذين تتلمذوا على يدهم لسنوات طويلة، وواجبهم اليوم رد الجميل وانصاف المعلم .. أنصاف بالحد الأدنى بشكل مؤقت سيما في الأوضاع الراهنة، ومن ثم وضع استراتيجية للنهوض بالتعليم بشكل عام مستقبلاً.
5 أكتوبر 2024م