fbpx
زحفاً أو على الأقدام !! .. قبل الإعلان عن “أزمة حضرموت”

 

مثّـل الجرح النازف في حضرموت أقدم الجروح الجنوبية منذ غزوها في يوليو 1994م بدءاً باستشهاد  الأبطال الذين دافعوا عنها أثناء الغزو واستشهاد كبار قادتها ، مروراً بشهداء الانتفاضة الشعبية ، أبرزهم بن همام وبارجاش في ابريل 1998م ، وانتهاءً باستشهاد المئات من أبطال الحراك الثوري السلمي الجنوبي الذي كان آخرهم شهداء الحملات العسكرية العدوانية الأخيرة التي تقوم بها سلطات صنعاء ضد مدن حضرموت بغرض ضرب الحراك الجنوبي لإجهاض الثورة  وخلط الأوراق ، بحيث تجعل من حضرموت قضية منفصلة ، لتـنفرد بها – أي حضرموت – بمعزل عن بقية الجنوب وقضية شعب الجنوب الموحد ، فتستمر في نهب ثرواتها لأطول فترة ممكنة في ظل سياسة قد يسمونها غداً – مع من لهم مصلحة في ذلك – بـ : “أزمة حضرموت/أو الأزمة الحضرمية” .

 

 وليس غريباً أن تكون حضرموت هدفاً  لهيكلة الجيش اليمني بالقرار الرئاسي الشهير الذي بموجبه تمت الهيكلة قبل  تشكيل  لجنة الهيكلة في مؤتمر الحوار اليمني .. حيث وزع القوات المسلحة  على المناطق حسب الأهمية والخطة المعدّة سلفاً . وليس غريباً – بحسب القرار – أن نجد نحو ثلثي الجيش اليمني في أرض حضرموت . فهل ذهبت للدفاع عن الحدود الدولية ؟ .. بالطبع لا ، لأن الحدود آمنة عسكرياً لكنها ستظل مفتوحة للإرهاب والمخدرات ؛ ولا هي لحماية حقول النفط  ،  فالعصابات المتشاركة في تلك الحقول تعرف كيف تحميها وتحجبها  عن عيون أبناء حضرموت ؛ وبالتالي ليس هناك من هدف للقوات المسلحة إلا لضرب شعب حضرموت والثورة الجنوبية .. وربما بعد انتهاء الفترة الزمنية المقررة للحوار اليمني .

 

 وحتى تتهيأ الظروف المناسبة لتـنفـيذ المخطط ، تراهن سلطات صنعاء والموالين لها على : (أولا) محاولة تفكيك الحراك في حضرموت بتقسيمه إلى تيارات ، كل منها يتبع أحد الأسماء  الحضرمية من القيادات الجنوبية السابقة . (ثانيا) الاستفادة القصوى من بعض الأفكار الغير وطنية التي تدعو إلى جنوب ما قبل اتحاد الجنوب العربي بغرض الاستفراد بكل محافظة أو منطقة على حده  وإثارة الفتن والمشاكل الاجتماعية والسياسية ، وبالذات حضرموت الثروة . (ثالثاً) زرع جماعاتها الإرهابية  للترويج  لوجود “القاعدة”  في وضع ” كر  وفر”  إلى أن تهِّيئ السلطة لتلك الجماعات فرصة الإعلان عن حضرموت ولاية إسلامية ، فتصبح حضرموت أزمة تستدعي تدخلاً عسكرياً دولياً لمساندة الجيش اليمني .

 

 ولكن ، ترى هل تستطيع  سلطات صنعاء – في وضعها الحالي – أن تشكل خطراً على الجنوب لولا المساعدة من الخارج ، ولولا  شراء ذمم البعض من ضعفاء النفوس بالمال العائد من ثروات حضرموت ؟! .. وهل يستطيع الجانب الخارجي أن يتوغل في وطننا الجنوبي على الصعيد السياسي أو العسكري إلا بمساعدة عناصر جنوبية ؟! .. وهل تجرؤ السلطة على القيام بأعمال القتل لشعبنا الجنوبي بدم بارد  لولا  وجود غطاء العنصر الجنوبي سواءً في وزارة أو في محافظة أو على أي مستوى آخر ؟! . وبهذا فإننا سنظل أمام تحدي خطير جداً ما لم نتفق على الوسيلة المناسبة لتفكيك هذا الحلف الثلاثي على الجنوب .. الأمر الذي يوجب علينا الحفاظ على وحدة وتماسك الشعب على طول وعرض الوطن الجنوبي .

 

 ولكل ذلك وغيره ، نتوقع أن الكثير من الجنوبيين سيسعون – ولو  زحفاً أو على الأقدام – للوصول إلى حضرموت باعتبارها  بطن الجنوب وعمقه التاريخي والحضاري ،  للمشاركة في تظاهرتها المليونية  في  7 يوليو 2013م  ، ولمؤازرتها والتعبير عن حق حضرموت على الكل في الدفاع عنها في وجه المؤامرات التي تستهدف إسقاطها ، ولصد  الحملات العدوانية القائمة على مدنها .. وحضرموت ليست فقط  أهم وأكبر أجزاء الجسد الجنوبي ، بل هي بالفعل العمق الاستراتيجي الهام  للثورة التحررية الجنوبية الحديثة .