قيادي حوثي يسخر من تضحيات مصر في اليمن
شارك الخبر

 

يافع نيوز – خاص

أثار القيادي الحوثي أسامة ساري جدلًا واسعًا بعد منشور له على منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، سخر فيه من تضحيات مصر في اليمن خلال الستينات، منتقدًا دور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في دعم ثورة 26 سبتمبر اليمنية. ساري ادعى أن عبد الناصر كان من الأولى له تحرير سيناء ومنع احتلال فلسطين بدلاً من التدخل في اليمن.

وفي منشوره، وصف ساري التدخل المصري في اليمن بأنه “غزو صريح” تحت راية دعم الثورة، واعتبر أن ثورة 21 سبتمبر التي قادتها جماعة أنصار الله (الحوثيون) هي “الثورة الحقيقية” التي نجحت في طرد آخر الجنود المصريين من اليمن. وأشار إلى أن دعم مصر لثورة 26 سبتمبر كان ذريعةً لفتح اليمن أمام ما أسماه بـ”الاحتلال الأمريكي الناعم”، والذي استمر حتى تم طرده في عام 2014 مع اندلاع الثورة الحوثية.

ساري ذهب إلى حد القول إن اليمنيين يجب أن يحتفلوا بيوم خروج آخر جندي مصري من اليمن، بدلاً من الاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر. وأضاف أن الوضع الحالي يشبه التدخل السعودي والإماراتي الذي يهدف، بحسب زعمه، إلى إعادة السيطرة الأمريكية على اليمن.

واختتم ساري منشوره بالربط بين المعركة الحالية التي يخوضها الحوثيون وبين القضية الفلسطينية، مدعيًا أن الضغوط التي تمارس على جماعته من قبل الولايات المتحدة وحلفائها تهدف فقط إلى إجبار أنصار الله على التخلي عن دعمهم لغزة، معتبرًا أن الصراع في اليمن هو جزء من المعركة الأكبر لتحرير القدس.

في سبتمبر 1962، دعمت مصر بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر ثورة 26 سبتمبر اليمنية التي أطاحت بحكم الإماميين (الحكم الملكي) في شمال اليمن، معلنة قيام الجمهورية العربية اليمنية. هذا التدخل المصري كان بناءً على دعوة من الثوار اليمنيين الذين سعوا للإطاحة بالنظام الإمامي المدعوم من المملكة العربية السعودية والقوى الرجعية في المنطقة.

أرسلت مصر حوالي 70 ألف جندي لدعم الجمهوريين في مواجهة القوات الملكية التي كانت تحاول إعادة الإمام البدر إلى السلطة. وعلى الرغم من التضحيات البشرية الهائلة التي تكبدتها القوات المصرية في اليمن، إلا أن دور مصر كان حاسمًا في تثبيت الثورة اليمنية وحماية نظام الجمهورية من السقوط.

ورغم هذه التضحيات الكبيرة، تظل ثورة 26 سبتمبر واحدة من أهم نقاط التحول في تاريخ اليمن الحديث، ويُعتبر دعم مصر لها واحدًا من أكبر المواقف القومية التي قدمتها مصر في حقبة عبد الناصر، تعزيزًا لفكرة الوحدة العربية ودعم الثورات التحررية في العالم العربي.

وتأتي تصريحات أسامة ساري في وقت يشهد فيه اليمن حالة من التوتر المتزايد، وتؤكد استمرار الحوثيين في محاولة تحويل الصراع الداخلي إلى قضية ذات أبعاد إقليمية ودولية. ويبدو أن محاولات ساري لتشويه دور مصر التاريخي في دعم اليمنيين تهدف إلى إعادة كتابة التاريخ وتبرير موقف جماعته الذي يعادي دول التحالف العربي والدول التي دعمت اليمن في مراحل حاسمة من تاريخه.

أخبار ذات صله