fbpx
«أراب آيدول» يحول الفن إلى قضية رأي عام
شارك الخبر
«أراب آيدول» يحول الفن إلى قضية رأي عام

دبي- دارين شبير – البيان

على بعد خطوة واحدة من لقب “أراب آيدول”، يقف الثلاثي فرح يوسف ومحمد عساف وأحمد جمال، الذين شغلوا الوطن العربي بعد نجاحهم في الوصول إلى نهائيات برنامج المواهب الأشهر الذي تعرضه “إم بي سي”، في موسم لم يخلُ ولو حلقة واحدة من الإثارة والتشويق والمتعة والخلافات والشجارات والدموع. وبينما يستعد المتسابقون للحلقة النهائية بتكثيف البروفات، يكثف الجمهور في المقابل تصويته للمتسابق الذي اختاره، رغبة في إيصاله إلى اللقب، ومحاولة لجعله رمزاً من رموز الفن، أو تحقيقاً لأهداف سياسية يبدو أنها دخلت على الخط من دون تخطيط مسبق.

صدى

حملات إعلامية، واتصالات ورسائل من أهل السياسة، وملصقات إعلانية تحمل صور المتسابقين في كل مكان، ساهمت بشكل كبير في منح البرنامج صدى أوسع، وشاشات ضخمة في المطاعم والمقاهي يجتمع حولها المشاهدون على اختلاف طوائفهم وانتماءاتهم، ما يؤكد قدرة الفن على تجميع ما فرقته السياسة.

المتسابق الفلسطيني محمد عساف الذي سافر من غزة إلى القاهرة، وعانى من ساعات الانتظار الطوال على معبر رفح للحصول على إذن للعبور إلى مصر، حاملاً أحلاماً كبيرة لتحقيق النجاح، ومسؤولية كبيرة تثقل كاهله كلما زاد جمهوره، استطاع توحيد الفلسطينيين بعد أن فرقتهم السياسة على هدف واحد، وهو إيصاله إلى الفوز.

وقد تلقى عساف رسائل دعم وتشجيع من السلطة الوطنية الفلسطينية، متمثلة في الرئيس محمود عباس، ورئيس الوزراء السابق سلام فياض، كما خفضت شركات الاتصالات الفلسطينية تسعيرة رسائل التصويت له، وتوالت الرسائل المؤيدة له من قِبل الأسرى في المعتقلات الإسرائيلية، وأطلق صحافيون ومدونون وكتاب ومثقفون وناشطون وحقوقيون وفنانون في قطاع غزة حملة وطنية لدعمه، وقرروا تنظيم وقفة تضامن ودعم له يرافقها توزيع ملصقات ومواد إعلانية في الشوارع.

وفي المقابل، تردد أن عساف تلقى تهديدات “شديدة اللهجة” من حركة “حماس” تطالبه بالتوقف عن الغناء، ومؤكدة عدم رضاها عن مشاركته في هذا البرنامج.

وبين التأييد والمعارضة، والتصفيق والتهديدات، هل يتحول الفن إلى قضية رأي عام؟

أمل

وتقف المتسابقة السورية فرح يوسف، لتداوي بصوتها جراح وآلام السوريين، ولتغطي في الوقت نفسه على صوت المدافع والانفجارات، وتضخ الأمل في عروق السوريين الذين يعشقون الفن حتى الصميم.

ولأن السياسة طفل كبير لا يتوقف عن الشغب، دخلت أيضاً على طريق سير فرح في البرنامج، ولكن بشكل عكسي، فجعلت من إطرائها على مواطنتها أصالة نصري خيانة لبلدها، وتعالت الأصوات المستنكرة ضدها، والمطالبة بعدم التشجيع لها، وفي كل مرة كانت الكلمات محسوبة عليها، لتجد نفسها مضطرة للتبرير للجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، رغبة في كسب رضاه والحصول على دعمه لها.

لكن سواء توجت فرح باللقب أم لا، إلا أنها استطاعت أن تكون قمراً مضيئاً في ليالي السوريين الحالكة السواد، حيث اجتمع أصحاب الآراء المختلفة سياسياً على التصفيق لموهبتها وصوتها.

شعبية كبيرة

ومن مصر تتعالى الأصوات المؤيدة لابنها المتسابق أحمد جمال، الذي كان الأكثر حظاً بتجنب السياسة له، وقد استطاع تحقيق شعبية وجماهيرية كبيرة، وانتشرت المسيرات الداعمة له في مناطق عدة في مصر، نافستها الاتصالات الهاتفية من الفنانين المصريين له، وتشجيعهم ودعمهم، كما انتشرت صور الـ “غرافيك” المؤيدة له على حوائط مدن مصر وشوارعها.

 

نجوم

بعيداً عن التأييد أو المعارضة، ثمة إجماع على أن المتسابقين الثلاثة أصبحوا نجوماً بالجماهيرية التي حققوها، وبدخولهم إلى كل بيت ليلتي الجمعة والسبت، وبعدد المتابعين على صفحات “تويتر” و”فيس بوك”. ويبقى السؤال الأهم، والذي ينتظر إجابته الجميع: من الذي سيفوز بلقب “أراب آيدول”؟ سؤال ستتضح إجابته بعد يومين.

أخبار ذات صله