العرب وإسرائيل .. الصراع الراهن وحساب الربح والخسارة

 

كتب – فتاح المحرمي.

قبل النظر إلى الصراع الراهن في فلسطين، وما يرتبط فيه من أحداث تدخل جميعها ضمن إطار الصراع العربي الإسرائيلي، وقياسها من منظار الربح والخسارة ما بين العرب وإسرائيل، لا بد من الإشارة إلى أبرز قضايا الصراع العربي الإسرائيلي من ناحية، والتهديدات للأمن القومي العربي المرتبطة بالصراع مع إسرائيل ومن خلفها داعميها الغرب من ناحية أخرى.
فابرز قضايا الصراع العربي الإسرائيلي هي الأراضي المحتلة في فلسطين ولبنان وسوريا، واللاجئين الفلسطينيين في الخارج، والممرات الاستراتيجية الدولية في البحر الأحمر وخليج العقبة، وفي المقابل فإن التهديدات للعرب وأمنهم القومي هي إسرائيل بحد ذاتها كدولة محتلة في حلق الأمة العربية إضافة إلى التواجد الغربي العسكري في المنطقة العربية، وكذا التواجد البحري تحت ذريعة محاربة القرصنة سابقاً وحماية الملاحة الدولية حالياً، ناهيك عن التهديدات الإقليمية من تركيا وإيران وإثيوبيا سواء عبر الجماعات المسلحة أو تعزيز العلاقات مع إسرائيل.
وبعد هذا الاستعراض لأبرز قضايا الصراع العربي الإسرائيلي والتهديدات للأمن القومي العربي، دعونا ننظر إلى الصراع الراهن من منظار الربح والخسارة ما بين العرب وإسرائيل، والذي بدوره يقودنا إلى طرح العديد من الاستفسارات .. هل تم تحرير أراضي عربية أم خسارة أراضي جديدة .. هل تم إعادة جزء من اللاجئين في الخارج أو زاد عددهم .. هل أصبحت الممرات الاستراتيجية الدولية في المنطقة أكثر أمنا واستقراراً وتحت ايدي العرب للإستفادة منها اقتصاديا أم تضاعفت خسائر العرب .. وهل تم الحد من التواجد العسكري الغربي في المنطقة كقواعد عسكرية أم زاد .. وهل تم تقليص التواجد العسكري الغربي والدولي البحري في البحار العربية أو زاد .. وهل وهل وهل …؟!
أنه ومن خلال الإجابة على هذه الإستفسارات الواردة في الفقرة السابقة وبأسلوب منطقي وواقعي بعيداً عن الآمال والعواطف والامنيات، يمكننا القول ما إذا كان هذا الصراع فعلاً لصالح العرب ومن أجلهم وصراعهم مع إسرائيل، أو كونه صراع يستهدف – بصورة مباشرة أو غير مباشرة – العرب ومصالحهم ويعمق قضايا صراعهم مع إسرائيل، ويضاعف التهديدات لامنهم القومي .. ومصلحتهم من إيقاف الصراع أو استمراره .. وما إذا كان الصراع أشعل لصالح العرب أم أنه لا ناقة ولا جمل لهم فيه وانما يرتبط باجندات دولية كبرى.

فتاح المحرمي
10 يونيو 2024م.