من قتل الوحدة اليمنية!

 

كتب – وضاح بن عطية

الحديث عن إعادة الوحدة اليمنية الآن كالحديث عن إخراج ميت من القبر ، بعد أن تم قتله ودفنه قبل سنوات بهدف علاجه وإعادته إلى الحياة ، ومن غير المعقول البحث عن إستقرار في المنطقة عبر إحياء “الوحدة اليمنية” التي قتلها نظام صنعاء ، والاعتراف بالحقائق أقرب الطرق لوضع الحلول المستدامة .

هناك عشرات الخطوات التي توضح كيف قام نظام صنعاء ، والقوى اليمنية بقتل الوحدة اليمنية ، والإنقلاب على كل المواثيق والإتفاقيات ، والنية المبيتة عندهم في العمل على إحتلال الجنوب منذ اليوم الأول لتوقيع الوحدة ، وحتى اليوم وسوف نذكر بعضا منها مثل :

١- إتفاق حزب المؤتمر مع رموز القبائل وقيادات حزب الإصلاح الإخواني ، على أن ينقلبوا على أي نقاط يوقعها المؤتمر مع الجنوبيين ، وهذه أكدها الشيخ عبدالله الأحمر في مذكراته .

٢- توافق نظام صنعاء بشكل سري على تصفية واغتيال الكوادر الجنوبية في صنعاء ، وتم إغتيال أكثر من ١٥٠ قائد وكادر في أول عامين بعد التوقيع على الوحدة .

٣- تملص نظام صنعاء من ملاحقة المطلوبين أمنيا ، ممن يغتالون الكوادر الجنوبية ، وهذا مثبت في مذكرات الشيخ سنان أبو لحوم .

٤- إنقلاب نظام صنعاء على وثيقة العهد والاتفاق الموقعة في ١٨ يناير ٩٤م بين حكام البلدين في عمان بالأردن ، وإعلان نظام صنعاء الحرب على الجنوب في ٢٧ ابريل ٩٤م .

٥- حشد القوى اليمنية قواتهم للقتال مع نظام صنعاء لغزو الجنوب وإصدار الفتاوى التكفيرية ، حتى تم السطو على الجنوب وإعلان إحتلاله بالمدفع والدبابة في ٧ يوليو ٩٤م .

٦- ممارسات نظام صنعاء في الجنوب بعد احتلاله ، حيث مارس أبشع الجرائم والنهب ، والاقصاء ، والتهميش ، وما فعلوه بالجنوب أسوأ بعشرة أضعاف مما فعله به الإحتلال البريطاني .

٧- تنكيل النظام اليمني بأبطال ثورة الحراك الشعبي الجنوبي السلمي ، وقتلهم للآلاف من المتظاهرين السلميين بدم بارد .

٨- تآمر النظام اليمني ، والقوى اليمنية على الحراك الشعبي الجنوبي ، ومحاولة تمزيقه ، ونشر الفتنة ، ودعم الإقتتال بين المكونات الجنوبية السياسية ، والقبلية .

٩- دعم القوى اليمنية الحاكمة ، والمعارضة بصنعاء لنشر الإرهاب بالجنوب ، وسعيهم لإظهار الجنوب كبؤرة للإرهاب الممول منهم .

١٠- تسليم الدولة بجيشها ، ومقدراتها للحوثي ، ومساعدتهم له في غزو الجنوب سنة ٢٠١٥م ، وقتل عشرات الآلاف من الجنوبيين .

١١- احتفاظهم بدعم التحالف العربي ، وعدم التحرك لتحرير صنعاء ، وظلوا في مأرب سنوات وإستغلالهم للأوضاع ، وقاموا بطعن الجنوب من الخلف في ٢٠١٩م عندما قاموا بغزو عاصمة الجنوب ، لكن تمكنت القوات الجنوبية من صدهم وهزيمتهم في شقرة .

١٢- تآمرهم مع الحوثي في تدمير المؤسسات الخدمية ، وتعطيل الموارد حتى يظل الشعب الجنوبي يصارع الفقر ، و مدمر البنية التحتية ، حتى لا ينهض نحو بناء مؤسسات دولته ، وهذا ما أثبته وزير الخارجية اليمني الاسبق عبدالملك المخلافي .

١٣- قيامهم في تشويه صورة الجنوب بالخارج والتحريض ضد قيادة المجلس الإنتقالي الجنوبي ، وهو الكيان الجنوبي الذي يلتف حوله شعب الجنوب .

١٤- إبتزازهم للدول ، والقوى الخارجية ، ولكل من يريد أن يدعم إستقرار الجنوب ، والمنطقة ، واستخدامهم كل أساليب الخداع والغدر ضد الجنوب ومن يساند الجنوب .

كل النقاط أعلاه مثبتة بالدليل القاطع ، وغيرها الكثير من الخطوات ، والممارسات التي قامت بها القوى اليمنية ، ليتضّح بما لا شك فيه أن نشأة ، وكينونة القوى اليمنية مبنية على السطو ، والطمع ، والغزو للجنوب وغيره ، وليس لديهم شعرة من مبادئ ، وقيم الوحدة والإخاء .

أي مجاراة للمجتمع الدولي لنظام صنعاء في محاولة تدمير إرادة شعب الجنوب، وكسر شوكة القوات الجنوبية في مواجهة الغزاة ، ومحاربة الإرهاب ، وتثبيت الإستقرار وإستعادة ، وبناء دولة الجنوب الفدرالية المستقلة لا يدعم إستقرار المنطقة ، بل يعمق الصراع ويعقد الحلول ..

من يتابع تسلسل الأحداث ، وتعامل القوى اليمنية مع كل المواثيق في الماضي سيجد أنهم ينقلبون على كل الاتفاقيات ، ويشعلون الحرب بعد كل إتفاق ، وكلما زادت محاولات المجتمع الدولي ورعايته للحوار للملمة صفوف القوى اليمنية تزيد الأمور تمزيقا ، وتعقيدا ، ورغم أن الأغلبية الساحقة من الشعب الجنوبي لمّوا صفوفهم ، وتوحدوا خلف قيادة الإنتقالي ، إلا أن هناك تدخلات خارجية تظهر هنا وهناك بشكل متكرر لدعم أطراف ، لمحاولة تمزيق الجنوب ! ، ولن يستفيد من تلك التدخلات ، أو محاولة التشتيت غير إيران ، والتنظيمات الإرهابية .