fbpx
العبيد العابدة والعبيد المستعبدة / بقلم -عبدالسلام الربيعي
شارك الخبر
لم تعد العبودية بشكلها التقليدي المتعارف عليه قديما ، ولكنها تطورت مع تطور الطرق والأساليب الحديثة في السيطرة والاستعباد آخرى أشد وطئة من ذي قبل وأنتقلت من العبودية الفردية الى العبودية الجماعية أخذت العبودية انماطا وأشكالا مختلفة مع تطور مراحل الحقب التاريخية حتى وصلت إلى عصرنا الراهن بشكل يصعب تممييزها أو وصفها بعبودية فقد نشأة عبودية فكرية على انقاض عبودية الجسد وأصبحت عبودية من نوع آخر غير واضحة المعالم حيث وأنها قد تغلفة بأغلفة التحرر والانعتاق وأصبحت عبودية هذا العصر ذات طابع فكري … 
سنأخذكم في رحلة قصيرة للتعرف عن قرب لم يحويه تاريخ العبيد .
نحن سنضع بين يديك أنموذجا حي من أرض الواقع ، فماعليك الا أن تحرف بصرك نحو اليمن (الجمهورية العربية اليمنية) المحمية الطبيعة للعبيد.
إن العبيد العابدة هي طبقة النخبة أو الصفوة في المجتمع اليمني الطبقة المثقفة التي أستمراءة عبادة الحاكم الظالم والتهليل بعظمته والتسبيح بحمده عند طلوع الشمس وعند غروبها قبل الأكل وبعده ، نخبة عابدة خانعة ذليلة أمتهنت وأحترفت فن التطبيل والتزمير وأمتزجت كل أصناف المهانة والذل وضحت العبودية تجري في عروقهم مجرى الدم . أناملهم امتهنت التطبيل وأبدعت أفواهم مهارات التزمير يملأون الارض ضجيجا تسبيحا بعظمة ذلك السلطان الظالم ويمتدحون قدراته الخارقة في العشي والآصال يسخرون كل امكانياتهم الفنية في المديح بأبتذال ، فإذا شاءت الأقدار أن يأفل نجم ذلك المعجزة ، من السهل عليهم تقبل الواقع الجديد والتأقلم معه فسرعان ماتتحول كل تلك الطبول والمزامير لعزف نفس السنفونية على نفس الإيقاعات وبنفس اللحن للنجم الجديد الذي أتى به القدر لا بحول ولابقوة . وكالعادة لايتكبدون مشقة التغيير ولايحتاجون إلى معجزة لتغيير جلودهم طالما الطبل والمزمار مهنتهم وبنفس الهمة يطلقون لإناملهم وأفواهم العنان لعزف المقطوعة ذاتها مع تغير طفيف في نغمة الأسم ، فمثلا وعلى سبيل المثال يأتون بنوتة الهادي بدلا من الصالح وتستمر الحكاية ، فأولئك هم العبيد العابدة قد جبلوا على عبادة الحاكم والتمسح ببركاته فالجالس على العرش تنحني له رقابهم طاعة وخضوع ، وهذا تقليد حصريا في اليمن ، يطبقون مقولة من تزوج أمنا فهو عمنا …
أما العبيد المستعبدة فهم أولئك القطعان الصم البكم الذين لايفقهون من عامة الناس (شر الدواب) أو مايطلق عليهم مصطلح الشعب في باقي بلدان العالم ، في اليمن يستخدمونهم كقعطان تملئ بها زرائب وحضائر التغيير ، أطلقوا عليهم ثوار وثائرات حينا من الدهر لحاجة في نفس حميد ولكنهم في الحقيقة الأمر ليسوا الا عبيد ليس لهم من الأمر شيئا ، كما وصفهم ذات يوم فؤاد دحابة بعلبة الفول حين قال أن الثورة ليست علبة فول حتى تسرق ولكنهم سرقوها ، فأكل دحابة وحزبه الفول، فاصبح العبيد علبة فول فارغة في برميل الزبالة.
أخبار ذات صله