fbpx
تداعيات الضربات ضد الحوثيين والمواقف الإقليمية والدولية 

 

كتب – خالد سلمان
‏الضربة الإمريكية لم تطي صفحة الأسئلة بل أبقتها مشرعة، ولم تطرح إجابات بل أضفات المزيد من الغموض على مجمل الوضع في اليمن، وتحديداً لجهة التسوية السياسية ، وما إذا ستتأثر بتداعيات المواجهة المحدودة التي حدثت خلال الساعات الماضية.
لاشيء يقيني في مرحلة مابعد الضربة العسكرية،  ومازالت جميع الأطراف تسعى إلى حصر تمخضاتها السياسية لعملية مابعد الهزع الأخير من الخميس ،في نطاق السيطرة، حيث لا خروج كلي من تحت خيمة الحل السياسي للأزمة اليمنية ، ولا إنخراط كامل يمنح التسوية زخماً إضافياً، وإندفاعاً نحو  أفق جديد،  وستبقى الأمور في المنطقة المراوحة ورهناً بمواقف أطراف متعددة، منها المملكة ودول الخليج وردود فعل إيران والحوثي، والذهاب إلى  تصعيد المواجهة أو إمتصاص تداعيات الضربة الإمريكية،  والدخول بمرحلة تبريد و إنضباطية ، عنوانها خفض التصعيد، في إيران وهي من يمسك بعصا المايسترو ،وتقود التفاعلات من جهة الحوثي،  فهي حريصة على إبقاء مكاسب إتفاق بكين مع السعودية قائمة ،  وعدم ضربها في الصميم من خلال إعطاء الضوء الأخضر لإستهداف المنشآت النفطية،  إيران حريصة على إخراج السعودية بعيداً عن ردود أفعال الحوثي بالأمر القاطع  .
التسوية السياسة لحرب اليمن تتأرجح بين منحنيين:  إعتبارها ملاذاً للحوثي  حتى لا يُنبذ خارج منظومة المجتمع الدولي، ويعاد توصيفه كقوة إرهابية مارقة،  ولذا من مصلحته التمسك بها ، والمنحنى الآخر دفع التسوية  خطوات إلى الوراء،  والإنفتاح على حرب داخلية محتملة.
الحوثي خسر كثيراً ولم يعد بمستوى قوة ما قبل ضربه ، ولكنه لم يتم إخراجه كلياً من معادلة الحل ، ما لم يقدم على فعل يقود إلى مهاجمته  مجدداً، بما  يعيد تحريك ميزان قوى  الأطراف اليمنية المتحاربة، لغير صالحه،  ويقذف به خطوات إلى الخلف.
روسيا بدورها على الرغم من التعبير عن غضبها من قصف صنعاء، إلا أنها لم تصل بعد إلى مرحلة خوض حرب الإنابة ضد المعسكر الغربي، وإستنزافه في اليمن عبر إمداد الحوثي  بسلاسل السلاح النوعي ،الموجه ضد السفن ، رداً على مايفعله هذا الغرب من محاربة روسيا في أوكرانيا، لأن ذلك يعني لروسيا توسيع نطاق الحروب،  ونقلها إلى مستويات أكثر خطورة وإتساعاً ، يحول اليمن إلى ساحة حرب دولية،  وليس بمقدور ولا بوارد موسكو خوض الحربين معاً أوكرانيا واليمن .
السعودية رد فعلها من القصف متوازناً حد الحذر  وكذا الإمارات ، وايران لم تخرج عن البيانات التقليدية وكذلك فعل حزب الله ، ويبقى كل شيء رهن بالخطوة التالية لما بعد هجمات الخميس ، وتحديداً حوثياً ومن خلفه إيران  ، وإن كان الجميع غير معني بالتصعيد ، وأن كلاً منهم قد أبلغ رسالته للآخر ورمى بحمولته واكتفى، ومع ذلك خروج الوضع عن السيطرة بهذا القدر أو ذاك يبقى في حكم الممكن .