كتب – فارس الحسام.

من يسعى للإنتقام من عدوّه، لا يبلغه مسبقاً عن مكان وتوقيت وطبيعة الإنتقام، وهنا تتضح الحقيقة من اللعبة ، لكن ما نراه اليوم يكشف للعلن عورة اللعبة الأمريكية الإيرانية المفضوحة.

عندما اغتالت أمريكا القيادي بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في العراق، كشف الرئيس بايدن أن إيران أبلغته بأنها ستنفذ هجوماً صاروخياً على قاعدة اليرموك العسكرية في العراق اللي تتواجد فيها القوات الأمريكية..

واليوم تتكرر المسرحية الهزلية ذاتها، تهاجم إيران (بعباءة الحوثيين)، سفن التجارة العالمية في البحر الأحمر، تحت ذريعة وهمية تدعي الإنتقام للشعب الفلسطيني، والضغط على إسرائيل لوقف الحرب على غزة، دون أن تمس البوارج الحربية الأمريكية المتواجدة في البحر بسوء.

ولرفع الحرج عن اطراف اللعبة الدولية، أبلغت أمريكا وبريطانيا، إيران (الحوثيين) مسبقاً ومنذ أيام قليلة أنها ستشن ضربات عسكرية محدودة، على مناطق محددة، في حجة وصنعاء والحديدة، وهذا ما شاهدناه بالفعل، لحماية السفن الدولية.

إن أرادت أمريكا والغرب وإسرائيل ضرب إيران، فإيران معروفة جغرافيتها فليستهدفوها، وإن أرادوا قص أجنحة إيران في المنطقة، فأماكن تواجد وإقامة قادة تلك المليشيات وتحركاتهم معروفة لديهم أيضا.

إذا أرادت إيران مساندة الفلسطينيين، فلتطلق جحافلها المتقوقعة في لبنان، وتلك الجاثمة على صدور السوريين، والأخرى المحتلة للعراق، نحو إسرائيل، فتلك المليشيات هي الأقرب لضرب إسرائيل، كما فعلت من قبل عندما قصفت السعودية بالصواريخ والمسيرات المفخخة.. لا أن تنقل مسرحيتها الهزلية إلى البحر الأحمر وباب المندب سعياً لتمكينها ومليشياتها من السيطرة عليه. فأطماعها واضحة للعيان، فهي من تسمي الخليج العربي بالخليج الفارسي.

#فارس_الحسام.