fbpx
كل ما لدينا طفح منتن

مسلمة أن الشعوب الحية الحرة صانعة التحولات الثورية العظيمة لا تلغي أهمية دور الفرد في الانعطافات الكبرى في حياة الشعوب ، سفر الحركة الوطنية الجنوبية إذا حكى سيخرص الادعاء  القائل بان انتصار  ثورة 14 أكتوبر 63 م تحقق لان مقاومة الشعب لحظتها تختلف عن مقاومته لحظة الاحتلال البريطاني 19  يناير 1839 م و لم يكتب لها الانتصار ، حتما أسباب  موضوعية و ذاتية عدة تظافرت و حققت الاستقلال الأول 30 نوفمبر 67م لعل أبرزها تصدر قيادة الحركة الوطنية نخبة سياسية وميدانية كفؤة استطاعت تأطير نضال الشعب  و قيادته للانتصار التاريخي وهو ما لم يتوافر للشعب لحظة الاحتلال البريطاني ، ابرز تلك القيادات التاريخية شخصية   الرئيس قحطان محمد الشعبي الذي مع كاريزميتها و حيويتها لم تكن قادرة وحدها انجاز ذلك الاستحقاق دون إسناد فريق متكامل انجحا معا مهام التحرر الوطني من الاستعمار البريطاني ، ابرز عناصر ذلك الفريق  المساند كان الشهيد فيصل عبداللطيف  الشعبي بمهاراته  الإستراتيجية و التنظيمية المتناسقة مع فعل قيادة ميدانية شجاعة و مهابة و نظيفة يتقدم  صفوفها الرئيس الشهيد سالم ربيع علي ( ســـالـــمـيــن ) و عنتر و البيض و مطيع .. .. .. الخ ، تناسق الأداء الكفاحي ( للجبهة القومية ) و كادرها الملتحم بالشعب سطر لوحة تحررية رائعة بكل المقاييس سيظل يتغنى بها شعب الجنوب العربي و اجياله المتلاحقة .

المؤسف إن الاختراقات التي  تعرضت لها  ( الجبهة القومية ) أحدثت تصدعات سياسية في الدولة الوطنية الناشئة قادت بالمحصلة  النهائية للهزيمة العسكرية للجنوب صيف 94 م ،  طبيعة الخصم في معركة الاستقلال الثاني و أطماعه تجعل الصراع  اشد ضراوة بحكم عدوانية الاحتلال اليمني الاستيطاني المستهدف للهوية الوطنية الجنوبية ، استهداف الوجود الجنوبي يتطلب من قوى الثورة جهد نضالي متمرس و عمل  جماهيري منظم لمواجهة التحدي الاستعماري الجديد ، مرحليا توافرت للثورة الجنوبية  المعاصرة قائد سياسي مجرب صقلت مهاراته السوقية  والتعبوية معركة الاستقلال  الأول ومرحلة بناء الدولة الوطنية  ممثلة بالسيد الرئيس عل سالم البيض مسنودا بإرادة شعب حسم خياراته بالتحرير و الاستقلال ، السؤال : رغم كل التضحيات المقدمة على مذبح   التحرير و الاستقلال والآلف الشهداء و عشرات الآلاف من الأسرى و المسيرات المليونية تأخر استحقاق الانتصار .. لمــــــــــــــــــــــاذا ؟ ! .

الحقيقة التي لا تخطئها عين المراقب المتابع للإحداث من داخل الثورة التحررية الجنوبية المعاصرة يرصد بوضوح غياب الفريق  المساعد للقائد المجرب في تتويج نضال الشعب بالانتصار  ، لذلك الحقيقة  المرة التي علينا الاعتراف بها إن كل ما لدينا طفح منتن يدعى القيادة سوى في المجلس ( أ ) أو ( ب ) وكذا بقية ( أكشاك ) و ( دكاكين ) التحرير و الاستقلال الوهمية ، واقـــــــــع  مـــــــريـــــــر طالما ما أكدنا على ضرورة حلة و تجاوزه كشرط أساس لتحقيق الاستقلال الثاني  ، القدرة على التخلص من ذلك الركام العالق بالحراك يمثل التحدي الحقيقي للثورة التحررية الجنوبية و المؤشر المادي على بداية جدية الذهاب نحو استكمال مهام التحرر الوطني من الاحتلال اليمني .