كتب – فتاح المحرمي.

مما لا شك فيه أن التطورات الأخيرة التي تشهدها الساحة الفلسطينية – والتي من المرجح أن تتصاعد – قد جذبت بل حازت على الإهتمام الإقليمي والدولي واشغلت الإعلام والرأي العام دولياً، وهو ما يعني أن القضايا والملفات الأخرى الإقليمية والدولية سوف تجمد ولن تنال الاهتمام والتحرك الذي كانت تحوز عليه من سابق ، ومن بين تلك الملفات الملف اليمني وعملية السلام فيه التي يتوقع أن تشهد جموداً خلال المرحلة.

ونظراً لكون الطرف الجنوبي معنى بعملية السلام التي أسلفنا أنها ستجمد ضمن ملفات أخرى كنتاج لتطورات فلسطين، فإن هذا يتطلب من القيادة الجنوبية استغلال ذلك والعمل على عدة جوانب سيما ما هو ذات أهمية لشعب الجنوب وقضيته وحضوره الإقليمي والدولي، وحسب وجهة نظرنا يمكن أن نلخص أبرز متطلبات المرحلة في الآتي:-

– الدفع سياسياً نحو إجراء التغيير في الحكومة وعدم تأخيره، على أن تكون حكومة كفاءات وتتسم بالنزاهة، لما من شأنه محاربة الفساد والنهوض بالوضع الاقتصادي، والذي بدوره سينعكس على حياة المواطن في الجنوب.

– الإهتمام في هذه المرحلة بالبناء المؤسسي وتعزيزه، وأول ذلك البنى التحتية التي تعد العمود الأساسي لبناء الدولة، وكذلك التأهيل والتدريب في الجيش والأمن وتعزيز التنظيم والقدرات فيه، بالإضافة لتعزيز الحضور الجنوبي في الدولة ومفاصلها وأولها السلك الدبلوماسي لكونه نافذة تشرع لك التواصل مع الإقليم والعالم، ما يتيح لك إيصال صوت شعبك وقضيتك لمراكز صنع القرار، حيث أن هذا البناء والحضور سيمكنك من قرار الشرعية والذي بدوره سيسهم في تحقيق أهداف شعب الجنوب.

– تعزيز الجبهة الداخلية الجنوبية، من خلال مواصلة جهود الحوار الداخلي والخارجي، التي سبق وانجزت محطة هي الأهم والتي تمثلت بعقد اللقاء التشاوري الجنوبي، والخروج بالميثاق الوطني الجنوبي.

15 أكتوبر 2023م