كتب – صالح علي الدويل باراس*
*ان يوم لم يغير شيئا في بلده وعاصمته بالذات طيلة ستة عقود ، مجرد “حراج ” على بضاعة خردة كاسدة ، لقد تقطرنت صنعاء وكل الشمال سلاليا ، وبقي مع سبتمبر من وطنه “زوّه في المخاء ” و”زوّه في مارب” لو جُمِعت مساحتهما ما ساوت مساحة “فج عطان” ومع ذلك يرددون بغباء هستيري “دمت ياسبتمبر التاريخ يا فجر النضال”*
*ماذا بقي من 26 سبتمبر التي ارتج الفضاء تهانياً به من اوزان شاركت في تاسيس وطنه الافتراضي ، واوزان “تتزمل به” ، فرقتها سلالية الحوثي “ايدي سبا ” ، ف”تفندقت” اغلبها في الافاق ، وبعد ستة عقود فشل مازالوا “يهذرفون” عن “التحرر من الاستبداد ، وإقامة حكم جمهوري عادل !! واحتضار الامامة!! وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات!! وانها حروفٌ مضيئة، وغُرّة في جبين التاريخ اليمني!!، وخطوطٌ عريضة رسمها الثوار الأحرار للمستقبل الحر!! والعيش الكريم والسلام العادل!! وأن علينا نحفظها ونلقّنها للأبناء والأحفاد !! ونرددها في مدارسنا ومعسكراتنا ومنتدياتنا ومجالسنا!! وتُفتتح بها كل مناهج التعليم وبرامج الدراسة !! لتبقى خالدةً ما بقي اليمن وأهله الكرام!!..الخ من “الهذرفات” الممجوجة*
*” حراج وطني” لسبتمبر منذ ازاحة الامام “البدر” ، يتكرر بنفس المفردات ، ولم يغير شيئا خلال العقود الستة منذ 26سبتمبر 1962 الى 26سبتمبر2023م ، الا تغيير صنم طائفي حل محله صنم عصبوي ؛ ثم انبعث الصنم الطائفي اشد ضراوة !! وكل الدجل الاعلامي والسياسي والحزبي تبخّر “كسراب بقيعة”*
*الحقيقة سطرها الرئيس “عبدالرحمن الارياني” قبل انقلاب 26 سبتمبر 1962م بعقد او يزيد واوردها “فؤاد لطفي احمد نعمان” في كتابه ” الفكر والموقف” يقول الارياني:*
*(“ماكنت اعرفه ، ومما لاتزال الايام تزيدنا به معرفة من تمسك اليمن الاعلى الا النزر القليل بالخلافة الهاشمية!! واعتقادهم الاعتقاد الجازم انه لايجوز ان يتولى الحكم غير سيد علوي فاطمي!! وان العمل على اقناعهم يحتاج مدة طويلة!!” الى ان يقول “الداء المستفحل قديم جدا ينخر من قرون!! ويقول : ان الامة اليمنية فقدت عزتها والفت العبوديةواصبح اليمني لايشعر بذاته..الخ وقال ان الحركة – يقصد اي تغيير قبل انقلاب سبتمبر – ، لايمكن ان تنجح الا على اساس حطم صنما وانصب صنما في نفس الوقت ..الخ ماقاله”)*
*”داء القرون” استعصى على التغيير ، ما غيّره انقلاب السلال ، ولا حركة تصحيح الحمدي ، ولا ميثاق مؤتمر عفاش ، ولا “محدش” الشيخ الاحمر ، ولا يسارية الاشتراكي ، ولا بعثية قاسم سلام ، ولا اخوانية الزنداني ، ولا ناصرية المخلافي ، ولا سلفية محمد الامام والحجوري !!!*
*”داء قرون” اعمق من مقارنته مع الماركسية او اي رؤية حديثة للحكم ؛ بل ؛ اعمق من ظاهرة منافقين متلونين تتعدد مخادعهم السياسية على قول العرب ” لا ترد يد لامس ” ، او ك”دبة الغاز” كل يوم في مطبخ !! ، يعرفون حقيقة انفسهم ، وكيف “يتمكيجون” من حضن لاخر ، وكيف يذمون ماضيهم ويمدحون حاضرهم وانه الحق الابلج والوطنية التي لا يفهمها الا هم !! ، نوعيات في كل الشعوب وكل الامم وفي كل مراحل التاريخ ، ولا احد ينكرها كظاهرة منافقة، منهم عيّنة كانت على منصة الاستعراض الحوثية ، هو النفاق ، لم تسلم منه الاديان فكيف تسلم منه قضايا الشعوب!!؟*
*لا يهم عرض 21 سبتمبر العسكري ، رغم ان حدوده اوسع مما يتخيّل من يظنون سلاما معه ، ولا يهم ان استعرضه “المشاط” في سيارة الامام يحيى كما كتب البعض او سيارة الحمدي كما كتب اخرون !! فهو عرض بجيش سبتمبر ومعداته وسيزيد له رعاته بما يحقق امانيهم لو استطاعوا ، ف”تحت الضلوع داء دويا”!! ، سلاح صار سلاليا حوثيا ويؤكد ان السلالية لن تبقي من سبتمبر شيئا الا “كراكيس” استعراض في المنصات ، فهذه الفيضانات البشرية الخضراء وغير الخضراء التي اجتاحت صنعاء وغيرها ليست ظاهرة فردية شمالا !! بل تؤكد ان مفاهيم سبتمبر وخطابات احزابه كانت “غثاء كغثاء السيل ” !! وانها مظهر ولاء لداء قرون عصي على التغيير !!*
*لم يخرجهم الحوثي بقوة السلاح فالحضور عفوي يؤكد على تاييده سياسيا والولاء له عقديا ، والاشكالية ليست في الشعب فقط ، فيُقال انهم عوام ينساقون خلف كل ناعق !! ؛ بل ؛ في المؤسسات التي يقال ان الثورة والجمهورية بنتها على اسس وطنية فذلك الجيش الاستعراضي مابناه الحوثي بل جيش سبتمبر !!، تحول سلاليا بين ليلة وضحاها ، وفرّط ليس في دعوى وطنيته الاعلامية بل في الاصنام العصبوية التي تملكته وقادته ودلّست به وموْطنته في اعين الناس*
*و”دمت ياسبتمبر التاريخ يا فجر النضال”*
*26 سبتمبر 2023م*