fbpx
اليوم الأسود في ذاكرة الجنوبيين  7/7/1994م

 

كتب – د.فضل الربيعي.

يصادف اليوم تاريخ 7 يوليو اليوم الاسود في الذاكرة الوطنية الجنوبية (في حياة كل جنوبي) انه ذكرى اجتياح الجنوب بالحرب الظالمة التي شنت عليه في العام 1994م ، 73 يوماً عاش فيها أبناء الجنوب تحت نيران المدافع والطائرات التابعة لنظام صنعاء (الجمهورية العربية اليمنية) حربا قذرة استخدمت فيها كل الوسائل والاساليب الوحشية والفتاوى الدينية التضليلية للتحريض على قتل ابناء الجنوب ، جندوا لها كل قوى الارهاب ، حربا عدوانية شعواء على الجنوب ارضاً وانساناً، لم تسلم من تلك الحرب دور العبادة ولا محطات الكهرباء والمياه والمستشفيات.

 الأمر الذي دفع بمجلس الأمن الدولي بان يصدر قرارين 924 و931 في مرحلة الحرب ، يدعو فيها لوقف النار وعودة الطرفين إلى طاولة التفاوض، وبينما بدأ نظام الجنوب تفهماً لهذه القرارات ظهر نظام صنعاء رافضاً لها، وتم اجتياح الجنوب وقتل وجرح وشرد فيها عشرات الآلاف من أبناء الجنوب.

 لم تنتهي الحرب عن ذلك التاريخ بل كان يوم 7 يوليو المشؤم هو بداية دخول الجنوب اسواء مرحلة في تاريخه المعاصر ، توالت فيها اعمال الانتهاكات والتعسف والسجون التي طالت الجنوبيين في مكان ، أحس الجميع بالضيم والحرمان من حقوقهم المدنية والسياسية، وتم التعامل مع الجنوب بطريقة الاحتلال باعترافاتهم الرسمية.

 هذه الحرب كانت قد اسقطت مشروعية الوحدة إلى الابد وحددت مستقبل الجنوب منها ، فك الارتباط بين الشمال والجنوب في الواقع وفي النفوس مهما طال التمسك بالوهم.

 فبعد إغتصاب الجنوب بقوة السلاح، تم تشريد ابناءه و قياداته وحكم عليهم بالإعدام ، واعتبر يوم 7 يوليو هو يوم عيد وطني ظل نظام صنعاء يحتفل به كل عام بوصفه العيد الرسمي للوحدة- المعمدة بالدم-أي وحدة تلك فالوحدة لا تقوم على منطق سفك الدماء والقوة العسكرية والاغتصاب لحقوق الغير وافقرهم وتشريدهم من اعمالهم ومنازلهم ، انه منهج الغزوات فقط . نعم لم ولن ينسى الجنوبيون تهجير وطرد عشرات الآلاف من العسكريين والمدنيين من أعمالهم.

وطمس تاريخهم الثقافي والسياسي والاستيلاء على الأراضي والثروات وأملاك دولتهم الجنوبية . عاش ابناء الجنوب معاناة القهر السياسي والاجتماعي بسبب تلك الإجراءات الوحشية القذرة التي مورست ضدهم ، إذ تم تحويل الجنوب أرضا وإنسانا وثروة إلى غنيمة وفيد حرب لصالح الشمال وامراء الحرب 7 يوليو.

د. فضل الربيعي