كتب – جمال حيدره.
لأول مرة منذ سنوات الحرب المس صدقا ممزوجا بالوجع يظهر بضوح في حديث وملامح مسؤول في الدولة، وفي زمننا هذا نادرا ما تنفذ المعاناة إلى قلب مسؤول، في ظل رغد العيش الذي يرفلون فيه..
ظهر اليوم محافظ عدن حامد لملس بوجه عدني كادح تلفحه حرارة الصيف جراء الانقطاع غير المسبوق للتيار الكهربائي، صدقا رأيت في ملامحه كل عدني تحرقه حرارة الصيف وسط صمت حكومي مخجل.
في أربع دقائق اختزل لملس معاناة ثمان سنوات تكابدها عدن، بعد أن تحولت المدينة إلى رقعة شطرنج يتصارع عليها أكثر من طرف يدعي كذبا حب المدنية، وبكلمات قليلة كشف لملس حجم العراقيل التي تزرع في طريقهم، وكيف اُستخدمت الخدمات كعصا تأديبية تجلد المواطنين دون هوادة.
هذا التوضيح من وجهة نظري له دلالات كبيرة تعكس حرص المحافظ على معالجة المشكلة دون الإنزلاق في صراعات سياسية توظف إعلاميا لتوتير الأوضاع، بعيدا عن النظر بشكل جدي في جذور المشكلة الآخذة بالتفاقم يوم إثر آخر.
وأعتقد أن هذا التوجه المنبثق من هموم وأوجاع الناس يستوجب التفاف شعبي، مصحوب بدعم إعلامي بعيدا عن نطاق المكايدات التي تطفو على سطح الأزمات، وتفقدها فرص الحلول والمعالجات.