“إخوان اليمن” يغيرون جلودهم.. تكتيك جديد ومرونة مفضوحة
شارك الخبر

 

يافع نيوز – العين
“إذا ملّك الناس فغيّر جلدك علّك تظفر بمن خفيت عليه سحنتك”.. هذا ما طبقه إخوان اليمن وهم يختارون قيادات جديدة لذراعهم السياسية.

ويسعى إخوان اليمن إلى محاولة العودة لصدارة المشهد اليمني من خلال إزاحة القيادات القديمة وتعيين قيادات “مرنة”، في مسعى لاحتواء النزيف السياسي الذي تعرض له حزب الإصلاح الإخواني، فضلا عن تقويض توحد الجنوب في مواجهة مليشيات الحوثي.

كما يحاول تنظيم الإخوان إرضاء القاعدة الناقمة من أتباعه على زعيم الحزب محمد اليدومي، وعلى “تكلس” القيادات القديمة الأخرى، التي تستحوذ على المناصب العليا للتنظيم وحتى ما يسمى “المكاتب التنفيذية”، في إشارة لأذرعه بالمحافظات.
وذكرت وسائل إعلام أن حزب الإصلاح الإخواني عين قيادات جديدة له في 6 محافظات، منها 3 محافظات جنوبية وهي المهرة وسقطرى وحضرموت، و3 محافظات يمنية تحت سيطرة الحوثي وهي الجوف والحديدة وصنعاء، بزعم أنها خطوة تمهد لاختيار قيادة جديدة للحزب الإخواني.
وسوقت وسائل إعلام الإخوان إلى أن اختيار القيادات جرى بنظام “الانتخاب” بعد اجتماع ما يسمى “مجلس الشورى”، وهو الذراع التشريعية للتنظيم الإخواني، فيما حقيقة الأمر أن البناء التنظيمي لحزب الإصلاح الإخواني من أعلى إلى أسفل يعتمد على نظام الاختيار والتزكية والتعيين.

ويعود تركيز الإخوان على محافظات الجنوب خاصة وادي حضرموت بسبب ثرواتها النفطية، حيث يتخوف الإخوان من خسارة نفوذهم السياسي والعسكري والاقتصادي بهذه المعاقل، ذات الثقل الكبير في مشهد البلاد.
تحركات خطيرة
الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية سعيد بكران وصف التغيرات الإخوانية بأنها “تحركات خطيرة” تستهدف تقويض وحدة الجبهة الجنوبية انطلاقا من شرق البلاد، حيث يتحرك الإخوان بشكل مزدوج وتحت يافطات مختلفة.

وقال الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية إن تنظيم الإخوان وتحديدا في الجنوب بدأ بالتحرك تحت يافطة انتخاب قيادات محلية جديدة في حضرموت وسقطرى والمهرة، وهو تحرك تحت يافطة الحزب الرسمية، ترافقه تحركات أخرى بلافتات غير رسمية مثل “العصبة الحضرمية” و”مرجعية حضرموت”، ومجموعة من المسميات ليس الفاعلون فيها سوى قيادات حزب الإصلاح الإخواني.

وأضاف أن “هذا التحرك المزدوج باللافتة الرسمية وغير الرسمية هدفه تفعيل أنشطة هذه التنظيم، وإرباك المشهد في الجنوب، وتحديدا المشهد في شرق البلاد كحضرموت والمهرة وسقطرى، فضلا عن إعادة أنشطة هذا التنظيم لاستهداف زعزعة استقرار تلك المناطق.
وتابع بالقول: “بلا شك هذا التحرك يعد خطيرا، نحن لدينا نماذج في المناطق الشمالية كيف أدت عملية تمكين الإخوان المسلمين باسم الإصلاح أو مسميات أخرى، إلى تقسيم وتمزيق النسيج الاجتماعي والسياسي والقبلي”.

الدليل على ذلك -يضيف الخبير – ما حدث في محافظة تعز، مشيرا إلى أن تمكين الإخوان من تعز كان سببا في حدوث الانقسامات بين جميع التيارات بما فيها المقاومة للحوثيين كالسلفين والناصريين، مثل قوات عدنان الحمادي.
واعتبر بكران تحركات الإخوانية في الجنوب خاصة في المناطق الشرقية “نذير شؤم”، ومؤشراً على خطة جديدة يتحرك بها حزب الإصلاح الإخواني ربما بوجوه جديد وبخطاب جديد، من أجل خلق مزيد من التعقيدات والانقسامات والصراعات في المشهد، بشكل لا يخدم أحدا سوى الحوثيين.

وأكد أن الإخوان يسعون “بكل إمكانياتهم وبكل قوتهم وأذرعهم السياسية والاقتصادية لتثبيت الانقسامات في الجنوب، وإضعاف الجبهة الجنوبية ومنع أي جهود لتوحيد الصف الجنوبي”.

ووفقا لبكران، فإن “الأولوية في مواجهة خطر الحوثي تقتضي توحيد الصف الجنوبي وتمتين العلاقة بين القوى الجنوبية ومنع الانقسامات، لا ما يفعله الإخوان من تحركات تعد مؤشرا على أنهم يريدون الإبقاء على الجنوب مقسما ضعيفا مختلفا، لتسهيل مهمة الحوثيين العسكرية والسياسية وهو عمل خياني خطير”.
ونبه الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية إلى خطورة تحركات الإخوان في الشرق ، والذي يتطلب من التحالف العربي بقيادة السعودية والانتقالي الجنوبي وكل القوى الوطنية التنبه له، على أساس أن هذا الوقت هو لتمتين الجبهات السياسية والعسكرية والأمنية، ولتوحيد المواقف وليس لزرع الانقسامات وتوطين الخلافات والنزاعات وتشتيت الجهد الجنوبي في مواجهة الخطر الحوثي كما يريد الإخوان.
مرونة مفضوحة
وحول خطوات حزب الإصلاح الإخواني قال خبير سياسي ، فضل عدم ذكر اسمه لاعتبارات أمنية، إن التغيرات الداخلية للتنظيم الإرهابي تستهدف “إعادة ترتيب الإخوان لأنفسهم لمواكبة التحركات والتحالفات ومقتضياتها”.
وأكد السياسي أن إخوان اليمن “يشعرون أنهم في وضع لا يحسدون عليه، لذا عمدوا للتغييرات في محاولة بائسة لامتصاص الصدمات التي تعرضوا لها خلال هذه المرحلة، والخروج منها بأقل التكاليف والخسائر”.
وأشار إلى أن الإخوان يحاولون تعيين قيادات جديدة لإظهار “مرونتهم المفضوحة”، وهي محاولة للعمل مع الآخرين بـ”الحد الأدنى”، عقب اعتمادهم على قيادات متطرفة لا تؤمن بالآخر ولا بالعمل السياسي، وهي “قيادات إقصائية وظلت تجاهر بذلك علانية”.
واعتبر السياسي التغييرات الإخوانية مجرد “تكتيك” للعودة إلى المشهد، الذي حوصروا فيه وحشروا في زواياه الضيقة، مما أدى إلى تعرية فسادهم الأخلاقي والقيمي، وجرائمهم بحق البلاد.

وحول نشاط الإخوان في المناطق اليمنية التي تقع تحت سيطرة الحوثي، أكد السياسي أن “قيادات الإخوان تتواجد في مناطق سيطرة الحوثي وتعمل وتتكامل مع المليشيات الإرهابية، وهي تعمل معها بكل وضوح في تنسيق متكامل الأركان”.
أما نشاطهم في المحافظات الجنوبية فيأتي انطلاقا من استشعار الإخوان خطر اجتثاثهم بعد اختطافهم الشرعية، ومعاداتهم كل المكونات السياسية، ما جعلهم وحيدين مؤخرا ومحشورين في زاوية ضيقة.

أخبار ذات صله