fbpx
شد الحزام أم إنعاش خزائن الإنفاق العسكري؟.. سؤال تمزق إجابته أوروبا
شارك الخبر

 

 

يافع نيوز – وكالات
مع استمرار الحرب الأوكرانية دون أفق في المستقبل القريب لحلحلتها، ووسط توقعات بتحولها إلى سيناريو النزاعات المجمدة أو الحروب الطويلة، باتت الدول الأوروبية بين مطرقة شد الحزام وسندان الإنفاق العسكري.

فتصاعد التوترات الجيوسياسية في العالم الناجم عن الحرب الأوكرانية، ساهم بشكل كبير في تغيير سياسات أوروبا الدفاعية، وجعل القارة العجوز أمام خيار واحد، يتمثل في زيادة الإنفاق العسكري لمواجهة تحديات المرحلة الراهنة وما يترتب عليها من تحولات سياسية وعسكرية جذرية.

تحول جذري في السياسات الدفاعية، جاء بعد انتقادات وجهت للقارة العجوز، إثر تراجع الإنفاق الدفاعي على مدار الثلاثة عقود الماضية، الأمر الذي يجعل من المستقبل القريب، بمثابة تغيير هائل في نوعية الأسلحة وميزانية التسليح التي ستعتمدها دول أوروبا.

فهل تضاعف دول خط المواجهة في الناتو الإنفاق الدفاعي؟
بعد شن موسكو عمليتها العسكرية في أوكرانيا، العام الماضي، تعهد أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) بتعزيز الميزانيات، عبر وضع طلبات شراء أسلحة بمليارات الدولارات ووضع صناعات الأسلحة على أساس الحرب.

لكن بعد أكثر من عام، تتحرك البلدان بسرعات مختلفة بشكل حاد، مما أدى إلى اتساع الفجوة في الإنفاق، والتي بدت واضحة، في المخصصات التي وضعتها ألمانيا وبولندا للإنفاق العسكري؛ فبينما ستنخفض برلين هذا العام بمقدار 18.5 مليار دولار عن معيار الناتو المحوري، ستنفق بولندا نفس المبلغ تقريبًا فوق هذا الحد، وفقًا لتحليل جديد أجراه معهد IFO الألماني، وهو مركز أبحاث اقتصادي.

وتقول “وول ستريت جورنال”، إن اتساع الفجوة في الأولويات الدفاعية بين دولتين من أكبر دول أوروبا يخفف بشدة من حدة التوتر الأوسع بين الحلفاء الغربيين بشأن استعدادهم للالتزام بالقتال في أوكرانيا، مشيرة إلى أنه مع دخول الصراع مرحلة حاسمة قبل هجوم أوكراني متوقع وتزايد احتمالية حرب استنزاف مطولة، يقول أشد مؤيدي كييف إن أوروبا يجب أن تحذو حذو الولايات المتحدة والاستعداد لمواجهة طويلة.
وفي أول زيارة له لأوكرانيا منذ أن بدأت روسيا عمليتها العسكرية، أعلن الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، أنه سيتم إرسال المزيد من الأسلحة من هولندا والولايات المتحدة إلى أوكرانيا.

وفي حين أنه لم يعارض أعضاء في حلف الناتو هذا الموقف علانية، فإن العديد منهم يرفعون الميزانيات على نحو متقطع، كما أن قلة قليلة، بما في ذلك كندا وإسبانيا وإيطاليا، تنفق أقل مقارنة بالناتج المحلي الإجمالي.

ألمانيا.. نموذج للتراجع
ومن المقرر أن تكون مستويات الإنفاق قضية متنازعًا عليها بشدة، عندما يجتمع قادة الناتو في قمتهم السنوية في ليتوانيا، في يوليو/تموز المقبل.

واتفق أعضاء الناتو في عام 2014 على إنفاق ما لا يقل عن 2% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع بحلول العام المقبل، وفي العام الماضي، حقق سبعة فقط من بين 30 عضوًا في الناتو 2%، بما في ذلك بولندا، وفقًا للحلف.

وبلغ الإنفاق الدفاعي في ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، حوالي 1.5٪ من الناتج المحلي الإجمالي العام الماضي، وفقًا لحلف الناتو، لكن بعد أيام من العملية العسكرية الروسية، تعهد المستشار الألماني أولاف شولتز بتجاوز هدف 2% كل عام وأعلن عن إنشاء نظام دفاع خارج الميزانية بمقدار 100 مليار يورو، أي ما يقرب من 108 مليار دولار، لتسريع إعادة التسلح.

أخبار ذات صله