fbpx
على بوابة الحوار الجنوبي

 

كتب – د. عيدروس نصر ناصر النقيب.
أحد الزملاء الإعلاميين الممتعضين من المجلس الانتقالي، وبالتالي من اي فعالية يدعو لها بعث لي تعليقات على الخاص على مقاليَّ السابقين حول الحوار الوطني الجنوبي.
يقول لي في مطلع تعليقاته:
  إن الجنوبيين منقسمون وإن المؤتمر المرتقب لا يعبر عن كل الجنوب والجنوبيين، وهناك أطراف جنوبية رافضة من حيث المبدأ للمجلس الانتقالي وسياساته، لأنه استبعدها ويمارس عليها سياسات الإقصاء والتعالي. قلت له:
يا صديقي قد يكون الحديث عن الانقسام وارداً إذا كان المقصود أن عدداً من الأفراد او حتى المكونات، التي لا يصل عدد اعضائها إلى المائة وربما الخمسين، هم طرف في الانقسام، أما الغالبية العظمى من الطيف السياسي الجنوبي فقد حسمت أمرها واتجهت للمشاركة في مؤتمر الحوار وهذا يكفي لنجاح مؤتمر الحوار ومع ذلك فالابواب مشرعة امام المعترضين والمقاطعين للالتحاق بالمسيرة الجنوبية بلا شروط.
إن الحوار الوطني الجنوبي لا يقتضي أن نكون جميعا متفقين في كل القضايا وإلا لما احتجنا للحوار أصلا.
إن الحوار دائما يكون بين المختلفين أما المتفقون فلا يحتاجون إلى حوار.
ثم يا صديقي دلني على مجتمع واحد على الأرض ليس فيه تنوع واختلاف وتباين،
إنها ظواهر صحية تنتشر في أرقى المجتمعات وأكثرها تحضرا، لكن مشكلتنا نحن إننا لا نجيد إدارة اختلافاتنا ونعتبر كل تباين أو اختلاف لا بد أن ينتهي بالعداء والحرب.
لكن صديقي علق بالقول إن المجلس الانتقالي يقصي الكثير من المواطنين  والتكوينات الجنوبية، وبالذات عدن التي حولوها إلى دار حرب منذ العام ١٩٦٧م وما يزالون يمارسون نفس السياسة وكل إنجازاتهم تختصر في نقاط التفتيش المنتشرة في الطرقات والشوارع، ويضيف
إن المجلس الانتقالي يتنكر لأبناء عدن وينكر عليهم انتماءهم لهذه المدينة.
قلت له يا صديقي العزيز إن المجلس الانتقالي ليس مصمماً لاستيعاب  كل المواطنين الجنوبيين، لكن عدم وجودك في عضوية هيئات المجلس لا يعني التنكر لمواطنتك خصوصاً وانا اقرأ كل مقالاتك ومنشوراتك التي تقول انك من الذين ناصبوا المجلس الانتقالي العداء منذ يوم ميلاده، ورفضوا كل حديث عن استعادة الدولة الجنوبية.
 ولأنك أحد اليساريين القدامى فلا أستطيع أن افهم كيف تتهم المجلس الانتقالي بالذات بأن السبب وراء الحروب التي (كما تقول) شهدتها عدن منذ العام ١٩٦٧م مع إن المجلس الانتقالي لم يكمل سنته السابعة.
وبالنسبة لعدن فهي ممثلة في كل هيئات المجلس من هيئة الرئاسة إلى الامانة العامة إلى الجمعية الوطنية، ربما بأقل مما تستحق لكن هذا ليس إقصاءً ولا يمكن لأي مشروع النجاح دون عدن وأبناء عدن.
لكن صاحبي لم يقتنع فرد علي:
انتم صممتم مؤتمر حوار على قياسكم، وتريدون الناس أن تأتي للتصفيق لكم والبصم على ما تريدون.
قلت له إذا كنت تقصد بضمير المخاطب (انتم) شخصي الفقير لله، فأنا لم اشترك في اي عمل في الإعداد والتحضير للمؤتمر الحوار ، رغم عرض الأمر عليَّ، لكنني اعتذرت لأسباب خاصة، كما لست عضوا في اي هيئة من هيئات صناعة قرارات المجلس الانتقالي، ولست مدعواً للمشاركة في المؤتمر لكنني اثمن الجهود المبذولة والاهداف المعلنة والشعارات التي يرفعها القائمون على المؤتمر.
قال لي وعلى ماذا كل هذا التحيز إلى الانتقالي ومؤتمره هذا؟
فرددت عليه: إن دعمي للمجلس الانتقالي ينطلق من إيماني بعدالة القضية التي يتبناها وهي حق الشعب الجنوبي في استعادة دولته واختيار طريقه المستقل، لبناء مستقبل اجياله، وليس من موقع شخصي أو مصلحة ذاتية.
إنني لا ادَّعي بطهارة المجلس الانتقالي وخلو نشاط هيئاته وبعض الافراد المحسوبين عليه من الأخطاء والنواقص وبعض العيوب السلوكية لبعض هؤلاء، لكن معالجة هذه العيوب تتم بالنقد والمصارحة وتقديم المقترحات، وليس بالغضب والسخط والمقاطعة والشتيمة والحملات الإعلامية المحرضة ضد المجلس ككيان وطني جنوبي اعترف به القاصي والداني في الداخل والخارج، في الإقليم والعالم.