fbpx
ويلٌ للعربِ من سعيرِ الحرب في السودان إن لم تنطفئ
شارك الخبر

 

كتب – فارس الحسام
مخطئ من يظن أنه بمنأى عما يجري اليوم في السودان من اضطرابات مسلحة تدور رحاها في العاصمة الخرطوم بين الفرقاء العسكريين من قوات الجيش وقوات الدعم السريع، وبعيداً عن التوصيفات المتداولة اليوم للأطراف المحتربة «إنقلابي – متمرد – نظام بائد»، تبقى الحاجة الملحّة لسرعة تدخل الدول العربية الفاعلة لوقف نزيف الدم السوداني ووقف العبث بالأمن والاستقرار ووقف مشاريع تمزيق الممزق.
إن الاحتقانات المتراكمة بين المكونات السياسية والمدنية والعسكرية السودانية، والسماح بالتدخل الأجنبي الصارخ في الشؤون الداخلية للبلاد، بالإضافة إلى ضبابية الموقف للدول العربية المؤثرة تجاه ما يحدث في السودان منذ عقود، وكذا الأدوار السلبية لبعض الدول العربية التي تحولت من عامل فاعل ومساعد لضمان عدم الإقتتال ونشر الفوضى، إلى عامل متحامل أو يد تخريبية تدعم وتحرض على افتعال الفوضى والحرب، كل تلك المعطيات أثّرت سلباً وبصورة مباشرة على المشهد السياسي والوضع العام في السودان وأوصلت البلاد إلى ما هي عليه اليوم.
غير بعيد عن جائحة ما سُمّي بـ ”ثورات الربيع العربي“ التي كشفت للجميع زيف شعاراتها وحقيقة أهدافها، انزلقت السودان كغيرها من الدول العربية واكتوت بنار المؤامرة الخطيرة، وتهدمت أركان جمهورية السودان، وهنا لا أعني نظام الرئيس ”عمر البشير“، بل أتحدث عن سلطات الدولة وجيشها وعملتها وعلاقة أهلها ببعضهم. فتحولت السودان من مروج خضراء إلى ساحة حرب وأرض محروقة. سيما وأن الحرب لم ترفع وزرها عن السودان بعد.
اليوم والعرب جميعاً يقفون في موقف المتفرج والمترقب لما ستؤول إليه الأحداث ليحدد كلاً موقفه وفقاً لمصلحته وليس لمصلحة السودان وشعبه الطيب، فإن نار الحرب المستعرة لن تقف عند هذه المساحة الجغرافية فحسب، بل ستطال العرب جميعاً ولن يسلم منها أحد وإن ظن أنه في مأمن منها.
فمن لم يقرأ التاريخ جيداً واستمر في تجاهله وقع في شراك أنانيته وحصد ما زرعه من شر أعماله.
حفظ الله السودان وشعبها العظيم، ونسأل الله أن تنتهي هذه الحروب اللعينة ويعود الأمن والسكينة والسلام للسودان وللدول العربية جميعاً.
أخبار ذات صله