fbpx
آلمنا رحيلك .. وإنّا على دربكم سائرون وعلى العهد ماضون
شارك الخبر

 

كتب – فارس الحسام.
لم يكن القائد #صالح_أحمد_السيد يهاب الموت أو يتحصن في بروج مشيدة هرباً منه، بل كان مقاتلاً شجاعاً وقائداً محنّكاً و فارساً صنديداً لا يُشق له غُبار، رجُلٌ يحمل قضية شعبه في قلبه، يعتلي شعار وطنه رأسه، ويضع علم بلاده وسام على صدره، يحمل بندقيته و كفنه و يصوب رصاصه نحو العدو الغاشم.
في الحرب تجده قائداً يسابق جنوده على مقدمة خطوط النار في جبهات القتال، وفي السلم تجده مهندساً ميكانيكياً لسلاح المدفعية التي تمتلكه قواته، تستهويه رائحة البارود ولا تجذبه رائحة الفنادق، يفضل أن يلفح حر الشمس جبينه و يبتل جسده بالعرق في ميدان العمل على أن يجف عرقه ببرود المكيفات ورائحة العطور، متخلياً عن كافة المغريات.
لطالما شكّل القائد صالح السيد كابوساً مرعباً للأعداء، و ألحق بهم هزائم نكراء، وجعل فلولهم تجر أذيال الخيبة و الهزيمة، نجى من الموت بعدة عمليات إرهابية استهدفته ورفاقه، ورغم أنه فقد العديد من جنوده ورجاله إلا أن كل ذلك زاده قوة وعزيمة وإصرار على دحر العدو الغاشم وتجفيف منابع الإرهاب، فكان بمثابة صمام أمان للجنوب في عموم محافظة لحج الحبيبة والجنوب الغالي.
قضى الله أمره و قدّر أن يتوفى القائد صالح السيد في شهر رمضان المبارك خير الشهور، وقبل الفجر خير الساعات وأحب الأوقات إلى الله لترقى روحه إلى بارئها سبحانه وتعالى.
صحيح أن المصاب جلل و المصيبة كبيرة، ولكن إيماننا بقضاء الله وقدره أكبر وأعظم مما أصابنا وهو حسبنا ونعم الوكيل. والجنوب ولّادة بالرجال ونساء الجنوب قد أنجبن الف سيد وألف منير. ليواصلوا المسير بعدهم حتى يحقق الشعب أهدافه التي يناضل لأجلها وينال الوطن حريته واستقلاله.
نعم.. هذه الحياة فانية ونحن فيها ضيوف أو كمن يستظل تحت شجرة ثم يمضي في طريقه، فأما الخلود والحياة الأبدية ففي في الدار الآخرة.
نبتهل إلى المولى القدير أن يتغمد الفقيد القائد صالح السيد بواسع رحمته وأن يغفر له ويوسع مدخله ويسكنه في جنات عليين مع الشهداء و الصدّيقين والصالحين، وأن يعصم على قلوب أولاده وأهله وذويه بالصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.
أخبار ذات صله