fbpx
أبو محمد الشرفي ..رمز الشهامة والكرم

 

علي صالح الخلاقي

يعرف الجميع شهامة وكرم رجل الأعمال، صاحب الأيادي البيضاء في البر والإحسان وأعمال الخير، الذي لا تعرف شماله ما انفقت يمينه، الشيخ الفاضل قاسم عبدالرحمن الشرفي (أبو محمد)..
ما دفعني للحديث عن كرمه وشهامته مبادرته الأخيرة وتجاوبه السخي في دعم حملة تكريم الشاعر الكبير يحيى محمد علوي الفردي بمبلغ 100 ألف ريال سعودي، جعلها الله في ميزان حسناته، فهو خير من يقدر شاعرنا الفردي حق التقدير، وله قصب السِّبق في دعمه وفي إصدار دواوينه التي عَرَّفت محبيه بأشعاره ومكانته الشعرية الرفيعة بين شعراء الجنوب.
وللشيخ قاسم الشرفي بصمات كثيرة في فعل الخير, عبر الأطر الرسمية والجهات الموثوقة المجربة والمتصفة بالنزاهة, سواء في دعم الأسر الفقيرة واليتامى وذوي الاحتياج بما في ذلك مجال دعم التعليم وإنشاء أو ترميم المدارس أو تغطية النقص من المدرسين بمعلمين متعاقدين على نفقته الخاصة, وكذا تحفيزه لأوائل الطلاب ورعايته لاحتفالات تخرجهم وتكريمهم وغير ذلك من أعمال الخير التي امتدت إلى خارج مسقط راسه يافع, ونذكر له هنا تبرعه السخي بمبلغ 20 مليون ريال يمني دعماً لجهود إغاثة وإيواء المتضررين جراء كارثة سيول الأمطار الغزيرة في محافظتي حضرموت والمهرة عام 2008م, وغير ذلك الكثير. كما يشمل بدعمه عدداً من المشاريع الخيرية والصحية والطرقات التي تلبي احتياجات المواطنين في مناطق مختلفة, وأسهم ويسهم في دعم وعلاج المرضى والاهتمام برعاية وتأهيل الطلاب في المراحل المختلفة بما في ذلك التعليم الجامعي والتخصصي وتخرج أكثر من 115طالباً من أبناء مسقط رأسه فقط (الشَّرف) وأضعافهم من مناطق أخرى ممن شملهم بدعمه وباتوا اليوم يتبوأون إدارة شركات ومواقع مرموقة في داخل الوطن وخارجه, والبعض منهم استوعبهم ضمن مؤسساته وشركاته.
ويشهد له كل من عرفه أنه مخلصٌ وشهمٌ ومبادرٌ إلى كل خير، ويتميز بتواضعه ودماثة خلقه وطيب سريرته ولا يحب التحدث عما يفعل أو يقدم في أوجه الخير, ويجد سعادته في إدخال السرور على الآخرين.
شخصياً كنت قد سمعت الكثير عن نجاحاته ونُبل أخلاقه وإنسانيته ويده الممدودة لفعل الخير, قبل أن أتعرفت عليه بعد حرب صيف 94م في موسكو بمعية صديقي الشهيد الدكتور أحمد محمد الصلاحي, رحمه الله, عميد معهد اللغات السابق في جامعة عدن, حينما كنا نواصل دراستنا الأكاديمية, وكان هو في رحلة عمل في طريقه إلى أوربا, عرفناه حينها حلو المعشر, خفيف الظل، بشوش الوجه، حريصاً على إسعاد من حوله. ولم ننسَ له حينها سؤاله عن أوضاع الطلاب الجنوبيين الذين انقطعت على بعضهم المنحة المالية من قبل نظام صنعاء بعد احتلال الجنوب فبادر مشكوراً بتقديم مساعدة مالية طيبة لهم, وهذا ينم عن طيب معدنه وإحساسه بأوجاع ومعاناة أهله أينما كان في حله وترحاله.
وأثمرت علاقتي به فيما بعد عن دعمه وتشجيعه لجهودي المتواضعة في جمع وتدوين ونشر كنوز الموروث الثقافي والشعري, وأذكر له هنا, بكل امتنان, تبنيه لإصدار أعمال الشاعر الكبير يحيى محمد علوي الفردي, وقد صدر منها ديوانان, الأول “محاصيل القدر” عام 2003م , والثاني “النّبع المتفجر” عام 2008م, وديوان “شاعر يواجه أكثر من مائة شاعر” عام 2009م وكذا دعمه لصدور ديوان يحيى عمر اليافعي “شل العجب..شل الدان” بطبعاته الثلاث, آخرها صدر عام 2012م.
كما لا ننسى له رعايته الكريمة لإنجاح انعقاد الندوة العلمية المتميزة (ظاهرة الهجرة اليافعية عبر التاريخ) التي نظمها مركز عدن للدراسات والبحوث التاريخية والنشر يوم 24سبتمبر 2019م.. نذكر هذا بدافع الوفاء والعرفان بالجميل لمعرفتنا أن شخصه الكريم بتواضعه الجم وسمو أخلاقه يزهد في التباهي أو التظاهر بما قدمت يداه…لكن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم علّمنا إِنَّهُ “لَا يَشْكُرُ اللهَ مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ” ثم أن التأصيل للخير وأهله أمرٌ يُحفِّز ويدفع الكثيرين للاقتداء بهم ومجاراتهم في فعل الخير والإكثار منه وهذا فعلٌ حميد.
ومسك الختام أورد هذه الأبيات التي قالها شاعرنا الكبير يحيى الفردي في وصف “أبى محمد الشرفي” من قصيدة عصماء قالها عام 2004م يقول فيها:

الاسم قاسم شيخ فضله بالأفق
كما يضيئ البدر من حول النجوم

من صُلْبْ فارس ما بيخلف لا نَطَقْ
وسهم مارق يخترق صف الخصوم

فارس قوي للحق والاَّ للحنق
يُوصف بوثبات الأسد وقت اللزوم

في كل محنه فاز واجتاز النفق
مغوار بارز للتصدي والهجوم

والفعل شاهد ما سبق والاَّ لحق
واحْسَانه الفيَّاض ذِيْ زال الهموم

يا بو محمد فضلك المعطاء سبق
يبقى معي في الذاكره ليلاً ويوم

وانا معك با سير لا آخر رمق
لا قَلَّ لحمي با يجرَّين العظُوم

هذا ويكفي يا مغاوير السَّبق
تُسْعَدْ مدى الأيام يا نَشْم النِّشُوم