كتب – أ.د محمد ردمان علي

  يحيى محمد حسين الشعيبي استاذ القانون المدني المشارك  في جامعة الحديدة  من الشخصيات الأكاديمية  التي تعمل بجد واجتهاد في البحث والتأليف في مجال القانون. .

التقيت به لأول مرة في مدينة الرباط عاصمة  المملكة المغربية عام 2007م كنت أنا مبتعث  من جامعة عدن وهو مبتعث من جامعة الحديدة  للدراسات العليا .  كان الزميل يحيى قد درس كلية حربية وتخرج بداية التسعينيات ونظرا للحرب الوحشية التي شنت على الجنوب عام ١٩٩٤م وما لحقها من تهميش للكوادر العسكرية والمدنية ترك الجيش والتحق بكلية الحقوق لدراسة البكالوريوس ثم  الماجستير  بجامعة عدن ثم تعين بعد ذلك بجامعة الحديدة الأمر الذي أتاح له استكمال  دراسة الدكتوراه في القانون    .

في تلك الفترة  التي جمعتني به كان الصديق يحيى مهتما بالكتابة في مجال تخصصه  فكان يكتب أطروحة الدكتوراه في القانون الخاص  ويخصص وقتا للكتابة في مجال قانوني آخر وكنت أسميه بالمؤلف.

وقد اتجهت معظم اهتماماته في الجوانب القانونية المتمثلة في: الحماية القانونية لحقوق الملكية الفكرية في النطاقين الرقمي والتقليدي، وتناول  الأعمال الفنية والإبداعية في المصنفات الرقمية والتقليدية بوصفها من القضايا المعقدة بسبب طبيعتها الفنية، وهو ما انعكس على القواعد القانونية التي أظهرت في بعض الأحيان عدم قدرتها على إحاطتها بالحماية القانونية اللازمة، فقدم في هذا المجال دراسات علمية جادة، أراد من خلالها تقديم القواعد القانونية التي تساهم في حماية حقوق المبدعين ثم كتب بعد ذلك عن نظرية القانون ونظرية الحق وكتب عن الالتزام وأحكامه .

وتناول في دراستين مستقلتين عقدي البيع والإيجار .  وقد أثمرت تلك الجهود  بإصدار ثمانية مؤلفات هي    (حقوق المؤلف) و(حقوق المجاورة )  وكان الكتاب الثالث (نظرية الحق)  أما الكتاب الرابع ( نظرية القانون )و الكتاب الخامس( مصادر الالتزام ) و الكتاب السادس (أحكام الالتزام) أما الكتاب السابع( عقد البيع) . وجاء الكتاب الثامن الذي حمل عنوان (عقد الإيجار ) …

وفي تلك  السنوات التي جمعتنا معاً كان مهتما  بالأدب  ، ويتمتع بموهبة شعرية . وفي عام(2016) أصدر أول عمل أدبي في مجال أدب الطفل الذي تمثَّل في تلك الحكاية الموسومة(بنت السلطان والثلاثة الفرسان) التي أراد من خلالها تقديم بعض القيم التربوية والأخلاقية وبث روح المغامرة الهادفة إلى تحقيق النجاحات في الحياة، إذ تتضمن الحكاية عدداً من القيم التربوية التي ينبغي أن تغرس في الطفل منذ نعومة أظفاره، هذا الأمر سنلمسه في الطريقة التي اتبعها أبو الفرسان الثلاثة في تربية أولاده.

 مثل هذه الشخصيات تستحق التقدير والثناء مقابل ما تقدمه من أعمال فكرية خدمة للمجتمع وتقدم الحلول والمقترحات للارتقاء بالتشريع والقوانين .