fbpx
موضع الخلل في نقابة الفشل
شارك الخبر

كتب – عبدالمنعم الرشيدي.
من المعروف أن العمل النقابي له قوانين ولوائح تنظم هذا العمل وله قيادات نقابية تفقه بهذه القوانين واللوائح ولديها القدرة على قيادة العمل النقابي بنجاح لتتمكن من انتزاع الحقوق المكتسبة للموظفين وترشدهم نحو الطريق السليم لتنفيذ الواجبات التي عليهم.
ومن هذا المنطلق فأن النقابة الناجحة تفكر بالعقل قبل أن تتخذ أي قرار وتضع ألف حساب للنتائج المتوقعة والمترتبة على ما تتخذه من قرار وبالذات عندما تكون النسبة الأكبر هي الفشل، لهذا تطرح النقابة نفسها أمام عدة أسئلة ينبغي أن تجيب عليها قبل الأقدام على اتخاذ قرار كبير مثل الإضراب ، ومن هذه الأسئلة:
هل قرار الإضراب سوف يستجيب إليه جميع الموظفين ويجمع عليه الكل ؟ وهل الحكومة التي تقع عليها مسئولية تحقيق مطالب الموظفين لديها الامكانيات في تلبية المطالب ولو بالحد المقبول ؟
إذا كان الجواب ( نعم) فأن هذه النقابة تقدم على خطوات متعددة تهدد بها الحكومة حتى تصل إلى قرار الإضراب وهي في موقف قوي لعلمها بأنها تطالب بحقوق مكتسبة ومسنودة باجماع كل الموظفين وامام حكومة تستطيع أن تحفظ ماء الوجه وتلبي لهم ولو جزء من المطالب .
أما إذا كانت النقابة تعرف مسبقاً بأن قرارها لم يستجب له كل الموظفين الذين تمثلهم وأن الحكومة تعيش في موت سريري، ففي هذه الحالة فأنها تدرك بأن قرارها سيكون مبتوراً إذا لم يستجب له الجميع وأنها أمام حكومة تشبه المجنون فاقد الأهلية الذي لا يعي ما يدور حوله وبالتالي لن تتخذ أي قرار قد يضعها في موقف محرج ويضع الموظفين في وضع مهين طالما تعرف أن النتيجة هي الفشل .
وبالعودة إلى نقابتنا الجنوبية الموقرة ( من نصبوا أنفسهم قيادة عليا للنقابة) فأننا أمام نقابة فاشلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى لا تفقه عمل النقابة ولا القوانين واللوائح التي تنظم العمل وليس لديهم أي مواصفات للقيادة وعملهم كله عشوائي وقراراتهم ارتجالية،، نقابة استغلت الحالة المعيشية الصعبة للمعلمين فركبت الموجه لغرض كسب الشهرة وليس لإنصاف المعلم المطحون، نقابة لا تدرك معنى الفشل الناتج عن القرارات الارتجالية ولا بالنتائج المترتبة عنها، نقابة أهانت المعلم أكثر مما فعلته حكومة اللصوص، نقابة تشبه القائد الفاشل للجيش الذي أمر جنده بالهجوم على عدو غاشم دون أي خطة عسكرية فكانت النتيجة هي الهزيمة النكراء .
وللعلم أن الذي وحّد المعلمين في بعض المحافظات هي المظلومية وليست هذه النقابة الفاشلة ، وكذلك قرار رفع الإضراب أن تم فأنه ناتج عن حس ومسئولية من قبل المعلمين تجاه أبنائنا الطلاب بعد أن حاولوا أن يحققوا بعض المكاسب ولم يتمكنوا، فقد كانوا بحاجة إلى أي خطوة تدعوهم إلى العودة للمدارس وأن كان عبر هذه النقابة الغبية بعد أن أدركوا أنهم امام حكومة مهترئة ونقابة فاشلة وبالتالي لابد من العودة إلى المدارس وأن كانت بخفي حنين .
تحية إلى كل الزملاء التربويين، فقد كُنتُم وما زلتم وستظلون الجنود المجهولين والشمعة التي تحترق لتضيء طريق الآخرين ،، ومن هنا ندعوكم للعودة إلى المدارس وأنتم مرفوعي الرأس، فقد حاولتم أن تمارسوا حق مشروع كفله الدستور والقانون للحصول على حقوقكم المكتسبة لتحسين معيشتكم ولكي تعيشوا معززين مكرمين بجهودكم وبحقهم المشروع، فأن لم تتمكنوا هذه المرة فسوف يتم انتزاع هذه الحقوق بالطرق المشروعة طال الزمن أو قصر وبقيادة نقابية جديدة تفقه عملها جيداً وتستطيع قيادتكم إلى طريق النجاح وليس بهذه النقابة الغبية التي لا تعرف غير طريق الفشل .
تحية من القلب مرة اخرى والسلام عليكم.
أخبار ذات صله