fbpx
المنافقون

(منافق)وقع هذا الوصف عصيبٌ وصعب ,على مسمع أي إمرءٍ..يرتفع الصوت وقد تمتد ألأياد باتجاهاتٍ متضادة إذا ما أُشرَ لأحدهم بالقول بهذا الوصف,وربما تكون العواقب وخيمة  غير محمودة وكارثية,وهذا أمر طبيعي أن يحاول المرء نفض غبار الكلمة عنه, خاصة إذا كان مؤمنا حقا بقول رب العزة والجلال ووصفه للمنافقين (إن الله جامع المنافقين والكفرين في جهنم جميعا ) فضلا عن أن رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلّم)قد بَيَنَ لنا صفات المنافق في حديثه: “آيات المنافق ثلاث:إذا حدث كذب,وإذا وعد أخلف ,وإذا أؤتمن خان”.

 

إذن فالمنافقون ينتظرهم عذاب أليم في الآخرة.. أما نظرة الناس اليهم في هذه الدنيا فهي نظرة الدونية والتحقير والقطيعة ، والنفاق في تقديري يأخذ شقين في الحياة.لكنهما مرتبطان يبعضهما, وأن اختلف من يهوى هذه الصفة:


نفاق القول:كأن تهز راسك بالموافقة على كل شي لا قناعة لك فيه,وقد لا تعرفه تماما،أو أن تنافق وتكثر في المديح وتفرط فيه شعرا أو كتابة. نفاق العمل:كأن يقوم الإنسان أو يساهم بعمل فيه ما يغضب ربنا سبحانه وتعالى ويجلب الضرر المباشر وغير المباشر على الناس ،وهذا في  الأول والثاني إرضاء الآخر والتقرب إليه بنفس ضعيفة صاغرة وقلب غير سليم ويدين ترتعشان.

 

إن الأحداث  والمراحل تفرز الكثير من هكذا سلوكيات بين الناس من مختلف الأعمار والمستويات والانتماءات،وفي مثل هذه المراحل يكثر المنافقون الذين  لا يتورعون عن  قول الكذب ويشهدون الزور فيطرزون الهواء وينقشون في البحر بكلام وقناعات بعيدة كل البعد عن المشهد والواقع الملموس فتسمع أصواتهم ترتفع وهم يلوكون عبارات وجّمل مكررة رتيبة ومملة ويظهرون بأقنعة مختلفة هنا وهناك  لا يخافون الله وغرضهم نفعي ووصولي لا يفكرون في العواقب والنتائج والخطوات اللاحقة ،وعندما تنقشع سحابة الحدث واللحظة ويتبين الرشد من الغي نجد معظمهم قد تواري عن الأنظار وحجز لنفسه مكاناً في زاوية من زوايا البُعد وعودة البحث عن الذات وربما جلدها، والبعض الآخر نجده في الطابور الجديد ويظن أن بإمكانه اللعب في أحجار الشطرنج مرة أخرى.